لماذا ترفض السلطات العراقية تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً؟

لماذا ترفض السلطات العراقية تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً؟


10/11/2020

أثار رفضُ العراق تصنيف تنظيم الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً الكثير من التساؤلات حول حقيقة التنظيم في العراق ومهامه، وعلاقاته مع السلطات.

وقد ردّت العراق، فيما يبدو أنه طلب من إحدى الدول لتصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً، قائلة: جماعة الإخوان المسلمين جزء من العملية السياسية في البلاد، وقد كانت ضمن مؤسسيها، وفق ما أورده موقع "تركي نيوز 365".

 

أحمد ملا طلال: 4 رؤساء للبرلمان العراقي ولدورات مختلفة هم من الإخوان المسلمين

 

وأزال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، أحمد ملا طلال، اللثام عن توجه الحكومة بما يتعلق بالإخوان، حيث أكد أنّ 4 رؤساء للبرلمان العراقي ولدورات مختلفة هم من الإخوان المسلمين، موضحاً أنّ "إدراج أي جماعة على لائحة الإرهاب في العراق يأتي بعد أن تقوم بأعمال إرهابية ضد المواطنين، أو أن ترفع السلاح بوجه الدولة".

وأضاف: "الأصل في مسألة التصنيف الإرهابي الملزم للدول يجب أن يكون من خلال قرار من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، لكنّ التنظيمات غير المصنفة من قبل مجلس الأمن هي مسألة داخلية تخصّ الدول".

وتابع: "ما هو موجود في العراق من إخوان مسلمين هم أشخاص وليسوا تنظيمات، وبالتالي لا تستطيع الحكومة العراقية إدراجهم تحت عنوان الإرهاب، وإلّا يتوجب عندها اعتقالهم وفق المادة 4 إرهاب، إلا إذا كانوا مطلوبين في مصر على سبيل المثال."

وفي سياق متصل، كشف الباحث في العلوم السياسية، عمرو مصطفى، أنّ جماعة الإخوان دائماً تسعى لتحقيق مصالحها على حساب الدولة الوطنية، ولا يعنيهم سوى المكاسب المادية والسياسية التي تخدم مشروعهم في التمكين داخل المنطقة العربية بشكل عام.

اقرأ أيضاً: من يقف وراء تغلغل الإخوان في الغرب؟

 وأضاف مصطفى وفق ما أورد موقع "تركي نيوز 365": إنّ موقف إخوان العراق من المظاهرات التي اجتاحت أركان الدولة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، والهيمنة الإيرانية الصفوية على الشؤون الداخلية، سيُترجم في جانب مصالحهم الخاصة وحصولهم على أكبر قدر من المكاسب السياسية، لا سيّما أنّ إيران بالنسبة إلى الإخوان تمثل حليفاً استراتيجياً على مدار تاريخها.

 وأوضح مصطفى أنّ موقف الإخوان سيحسم لصالح المشروع الصفوي الإيراني الذي يتمدد داخل المنطقة العربية بشكل عام، ويلقى دعماً مباشراً من جماعة الإخوان وقيادتها.  

اقرأ أيضاً: تهليل الإخوان لفوز بايدن: هل يعيد عقارب الساعة للوراء؟

وأشار مصطفى إلى أنّ جماعة الإخوان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشروع "دولة الفقيه"، لدرجة وصلت إلى قيام الإخوان بإرسال وفد رسمي كان على رأسه يوسف ندا، الأمين العام للتنظيم الدولي حينها، بطائرة خاصة، لتهنئة الخميني على نجاح الثورة الإيرانية عام 1979

.

ولفت مصطفى إلى أنّ العلاقات الإيرانية الإخوانية ممتدة منذ حسن البنا، كما أنّ المرجعيات الشرعية لنظام الملالي ترجمت كتب سيد قطب واعتبرتها دستوراً فكرياً لمشروعها، إضافة إلى أنّ الاتصالات مستمرة ومكثفة بين الجانبين، وقد كشفتها الوثائق الاستخباراتية الإيرانية المسرّبة خلال الأيام الماضية، والتي وثقت لقاءات بين الجانبين داخل الدولة التركية على مدار السنوات الماضية بهدف التنسيق والتعاون فيما يخص المستجدات على الساحة السياسية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

 

مصطفى: موقف إخوان العراق من المظاهرات والهيمنة الإيرانية على الشؤون الداخلية مرتبط بمصالحهم الخاصة

 

وعن يد تركيا في العراق، يلعب السياسي العراقي أسامة النجيفي دوراً في تمكين تركيا داخل العراق، ويُعدّ بمثابة الحارس الأمين للمصالح التركية في محافظة نينوى العراقية.

وكشف مراقبون، نقلت عنهم مواقع محلية متعددة، أنّ النجيفي يساعد أنقرة في أهدافها الطامحة في السيطرة على محافظة نينوى، ويتحرك لحشد الضغوط على الكاظمي كي يتغاضى عن التصعيد التركي ضد العراق، ويستعين بالزعيم الكردي مسعود البرزاني لمضاعفة الضغوط على الكاظمي، والهدف عدم تعليق التبادل التجاري مع تركيا، حتى لا تخسر نحو 16 مليار دولار سنوياً.

اقرأ أيضاً: قطر والإخوان المسلمون... علاقات قديمة ودائمة

ويُعتبر أسامة النجيفي، القيادي الإخواني العراقي، ذراع تركيا في العراق، وقد عمل في الآونة الأخيرة على محاولة إحياء الإخوان ودعم تركيا بالعراق، ويحاول دعم الجماعة من خلال حزب "متحدون" الذي أسّسه عام 2017.

 وكشف فيديوجراف أنّ هناك أسباباً عدة تجعله مؤيداً لإعادة إحياء جماعة الإخوان بالعراق وهي أنّ أسامة النجيفي، له خلفيات حزبية  لها صلة بالإخوان المسلمين، وينحدر النجيفي من أصول حزبية إخوانية، ويرتبط مع حزب العدالة التركي بمصالح اقتصادية، وله علاقة قوية بالجماعة، وقد ترشح على قوائمه، وشغل منصب وزير الصناعة عام 2005.

وكانت إذاعة "صوت العراق" قد حذّرت من دور خطير تلعبه تركيا الآن ضد العراق،   واتهمت إذاعة صوت العراق، التي تبث من بغداد، الرئيس التركي أردوغان بأنه يقود بنفسه تنفيذ هذا المشروع .

 

الإخواني العراقي أسامة النجيفي يلعب دوراً في تمكين تركيا داخل العراق، ويساعد في تحقيق أهدافها الطامحة في السيطرة على نينوى

 

وقالت إذاعة صوت العراق: إنّ أردوغان تحوّل الآن لينفذ المشروع الإرهابي ذاته في العراق، بعدما كانت المخابرات التركية، ومنذ سقوط صدام عام 2003 ، تنفذ استراتيجية وسياسات طائفية ودعم سياسيين طائفيين مثل أسامة النجيفي، والحزب الإسلامي الذي يمثل جناح حزب الإخوان المسلمين في العراق.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية