لماذا زاد الصراع بين الإخوان الآن؟

لماذا زاد الصراع بين الإخوان الآن؟


19/12/2021

عقدت عناصر من جماعة الإخوان، هاربين لتركيا خلال الأسبوع الماضي، مؤتمراً حاشداً، شهد تواجداً نسائياً في أحد فنادق إسطنبول، تحت شعار "ملتقى أوفياء للثوابت والأصول"، لبحث كيفية التحضير للانتخابات، وتعيين لجنة لإدارة الجماعة في تركيا، بدلاً من اللجنة التي تم انتخابها مؤخراً ونالت ثقة جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، في نفس اليوم الذي أقيم فيه هذا المؤتمر، وكان هذا كاشفاً عن حجم الانشقاق الكبير، والاحتراب المستمر بين الفريقين.

اقرأ أيضاً: هل ينجح التنظيم الدولي للإخوان في جمع شتات جبهتي منير وحسين؟

عقب المؤتمر الذي أقيم بإسطنبول وتعيين لجنة جديدة من قبل مجموعة لندن، فوجئ المتابعون بتسريب رسالة على إحدى الصفحات المجهولة من قبل عنصر إخواني تابع لمجموعة إبراهيم منير، عن ترتيبات من قبل مكتب الرابطة الإخوانية بتركيا، تتحدث عن التجهيز لتشكيل مكتب إعلامي جديد، ومجموعة علاقات عامة، ورئيس للرابطة، وقائم بالأعمال بدلاً من إبراهيم منير.

ودعت عناصر الجماعة في الرسالة إلى تشكل لجنة أساسية تكون داعمة للقائم الجديد، ولمدة 3 أشهر لحين تثبيت أركان عمله، وتزويدها بالخبراء من الاستراتيجيين والسياسيين والإعلاميين، مع إنشاء مركز إعلامي قوي يكون داعماً لعمل القائم، ومشرفاً على تمرير رسائله إلى صفوف الجماعة في الداخل والخارج، وكذلك قادة وحكومات دول العالم.

 تطلق الجماعة دائماً أحاديثها حول المصالحة من أجل إرسال رسالة لأتباعها وغيرهم أنها قوة أمام قوة النظام

واتفقت عناصر وقيادات الجماعة في تركيا، وفق ما ورد في الرسالة، على ضرورة إنشاء فريق إعلامي بخلاف المركز الإعلامي بجانب القائم الجديد بعمل المرشد تكون مهمته، إرسال أول رسالة له لدول العالم ووسائل الإعلام العالمية، وأن تكون مكتوبة باللغة الإنجليزية وليس العربية.

اقرأ أيضاً: قراءة في سجال "الخطابات والرسائل" بين جبهتي الإخوان: لمن الحكم اليوم؟

واقترحت قيادات الجماعة أن تكون مهمة الفريق الإعلامي التسويق لقرارات المرشد الجديد، ورصد ردود الأفعال سلباً وإيجاباً، والرد الفوري على الشبهات، والتواصل مع المؤسسات الدولية والبحثية ومراكز الدراسات لتقديم صورة ذهنية متطورة عن الجماعة وعملها وأدائها وأهدافها.

في اليوم التالي مباشرة للرسالة أعلنت مجموعة محمود حسين بالفعل عن تشكيل لجنة لإدارة الجماعة، وتعيين مصطفى طلبة قائماً بأعمال المرشد، بدلاً من إبراهيم منير.

من هو مصطفى طلبة؟

مصطفى طلبة، هو من قيادات الجماعة المجهولين، بسبب قلة ظهوره الإعلامي، وهو طبيب جراح، ومسؤول لجنة الاتصالات بهيئة المكتب العام للإخوان بالخارج، ومكلف من قبل الجماعة بالاتصال بالاستخبارات التركية، ويتهم أنّه على ارتباط بأجهزة مخابراتية غربية مثل بريطانيا.

شغل من قبل منصب نائب رئيس مجلس شورى الإخوان بتركيا، مكتب محمود حسين، وله علاقات مميزة بإيران، وزارها عدة مرات بصحبة محمود حسين، ومحمود الإبياري.

يعد  طلبة الرجل الأول في جماعة الإخوان في الوقت الحالي، وأكثرهم نفوذاً بسبب علاقاته المتشعبة.

مصطفى طلبة صهر محمود عزت حيث ابنته متزوجة من ابن عزت كما أنّه حاصل على الجنسية البريطانية

يتواجد مصطفى طلبة بقوة عن طريق استثمارات خاصة به وبالتنظيم، ويشار إلى أنّه شملته قرارات القضاء المصري بالتحفظ على أموال وقيادات الجماعة في العام ٢٠١٩، وجاء اسمه في مقدمة 1589 عنصراً من العناصر المنتمية والداعمة لتنظيم الإخوان، مع المرشد محمد بديع ومحمد عزت وحسن مالك وذكر معه شقيقان اثنان هما: محمد، وعلي، كما أنه مدرج على قوائم الإرهاب في مصر، وفقاً لما نشرته الجريدة الرسمية في عددها رقم 177، الصادر اليوم الأربعاء 11 آب (أغسطس) 2019.

الأهم في شخصية مصطفى طلبة أنه صهر محمود عزت، حيث تتزوج ابنته من ابن عزت، كما أنه حاصل على الجنسية البريطانية.

الصراع يحتدم

عقب الإعلان عن تولي مصطفى طلبة قائماً بأعمال المرشد، أصدر فريق إبراهيم منير بياناً نفى فيه الخبر المتداول عن انعقاد مجلس الشورى العام أمس، أو صدور أي قرارات عنه، وأكد البيان أنّه في آخر اجتماع لمجلس الشورى العام، برئاسة إبراهيم منير ناقش الأعضاء تقارير أداء مؤسساتها الداخلية.

في حديثها لـ"حفريات" أكدت مصادر خاصة (رفضت ذكر أسمائها) أنّ الصراع بين الفريقين يشتعل بسبب المصالحة مع الدولة المصرية، وكل فريق يريد تقديم نفسه كمعبر عن الجماعة، وفق بنود: الإفراج عن المعتقلين، السماح للجماعة بالعمل الدعوي، الاعتراف بشرعية السيسي.

الصراع بين الفريقين يشتعل بسبب المصالحة مع الدولة المصرية وكل فريق يريد تقديم نفسه كمعبر عن الجماعة

المصادر تحدثت أنّ تعيين طلبة جاء في سياق أنه "وجه مقبول داخل المملكة السعودية، التي طلبت من الجماعة طرح أحد الأسماء التنظيمية التي ليس لها ظهور إعلامي كي تكون وسيطاً في التنسيق واللقاءات التي تجهز للتسوية مع النظام المصري، فاختارت الجماعة أحد قياداتها التنظيمية، وهو شخص ليس له أي ظهور إعلامي على الإطلاق وهو مصطفى طلبة، نائب رئيس مجلس شورى الإخوان بتركيا؛ ليكون مهندساً لتلك التسوية المقبلة".

عقب إعلان "طلبة" قائماً بأعمال المرشد أصدر فريق إبراهيم منير بياناً نفى فيه خبر انعقاد مجلس الشورى

من جانب آخر، نشرت إحدى الصفحات المقرّبة للجماعة، عدداً من التسريبات حول اختراق مجموعة إبراهيم منير في لندن، وهو ما ردّت عليه الأخيرة بتسريبات مماثلة عن اختراق مجموعة تركيا من قبل أجهزة الاستخبارات الإقليمية، في إطار إعادة تشكيل وتدجين الجماعة من جديد وإعادتها للمشهد.

هذا وتطلق الجماعة دائماً أحاديثها حول المصالحة من أجل تحقيق عدة أهداف: إرسال رسالة لأتباعها أو غيرهم أنّها قوة أمام قوة النظام، يجب أن تجلس معه وجهاً لوجه، الاستجابة لشبابها الضاغطين على القيادات لحل مشكلة ملف المعتقلين، وتوفيق أوضاع الجماعة الحريصة على ألا تخرج منها دعوات للتراجع وقبول وجودها مرة أخرى.  

وتشير بعض الجهود التي قامت بها الدولة المصرية، والندوات الخاصة المغلقة من أجل تقديم رؤية لمراجعات أفكار المساجين الإخوان، وبعدها الندوات الفكرية التي قام بها مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية أسامة الأزهري داخل السجون، إلى أنّ هناك رؤية قديمة متجددة حول العزم على الإفراج عن عدد كبير من الجماعة، حتى لو لم تقدم على اعتذار ضمني عن أفعالها السابقة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية