لوحة "خلق آدم" لمايكل أنجلو تثير ضجة في السودان... ما القصة؟

لوحة "خلق آدم" لمايكل أنجلو تثير ضجة في السودان... ما القصة؟


05/01/2021

أثارت لوحة "خلق آدم" للفنان الإيطالي مايكل أنجلو أزمة في السودان، وتأتي اللوحة ضمن مناهج الصف السادس الأساسي، ما قسم السودانيين بين معارض لها، على اعتبارها "تنشر الإلحاد" بين الطلاب، وبين مختلف مع حملة المعارضة على اعتبارها محاولة من جماعة الإخوان المسلمين العودة إلى المشهد عبر العزف على الوتر الديني.

واشتعلت الحملة أكثر على خلفية المرجعية الفكرية لمدير المناهج السوداني، عمر أحمد القراي، الذي ينتمي إلى الفكر الجمهوري، والذي يراه البعض "فكراً إلحادياً"، وقد أعدِم مؤسسه محمود محمد طه، في فترة سابقة بسبب فكره.

ويُعتبر القراي واحداً من كبار الاختصاصيين في المجال التربوي والمناهج، فهو حاصل على دكتوراه التربية من جامعة أوهايو في تخصص علم المناهج، وعمل في العديد من المنظمات المحلية والدولية والجامعات أستاذاً مشاركاً، إلى جانب عمله مستشاراً خاصاً في مجال التعليم والمرأة وحقوق الإنسان، بحسب "مرصد مينا".

 

لوحة خلق آدم تُعدّ واحدة من أعظم الكنوز الفنية في العالم، وهي معلقة على سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان

لوحة "خلق آدم" التي أثارت الجدل تُعدّ واحدة من أعظم الكنوز الفنية في العالم، وهي معلقة على سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان، وفسّرها نقاد الفن بأنها "صورة تشريحية دقيقة للدماغ البشري مرسومة على شكل الإله"، وقالوا إنها تجسّد التكوين التشريحي الداخلي للدماغ، بما يجعل "يد الإله" الممتدة لآدم دون أن تلمسه تبدو كإشارة دماغية تنقل الحياة إلى الرجل الذي يمثل آدم، بحسب المصدر ذاته.

إقرأ أيضاً: السودان يتصدى ل"أخونة" التعليم.. وتعديلات جذرية على المناهج

وفيما يرفض سودانيون الوقوع مجدداً في فخ التصنيف والتكفير، وإقحام التفسيرات الدينية في كافة مناحي الحياة، على اعتباره يتعارض مع مبادئ الثورة التي طالبت بالعدالة والمساواة والمواطنة، ويعيد الفكر الديني وأصحابه من الجماعات الإسلاموية التي ثار عليها السودانيون، فإنّ آخرين تفاعلوا مع الحملة ضد القراي، سواء من منطلق إيديولوجي، أو أنه حراك دفعته العاطفة الدينية.

وزير التربية السوداني: الهدف من الحملة التي يقودها الإسلامويون إفشال الثورة

وفي غضون ذلك، أعلن وزير التربية والتعليم السوداني محمد الأمين التوم عن تشكيل لجنة لتقييم مقرّر التاريخ للصف السادس الأساسي، الذي أثار جدلاً كبيراً في البلاد لا سيّما في الأوساط الدينية.

وقال وزير التربية في بيان: لقد وجّهت المركز القومي للمناهج بتكليف لجنة من التربويين والمتخصصين في مادة التاريخ لتقييم مقرّر التاريخ للصف السادس شكلاً ومضموناً، على أن ترفع تقريرها خلال أسبوع، بحسب ما أورده موقع "سودان تريبون".

إقرأ أيضاً: انقلاب فاشل جديد في السودان.. هؤلاء هم المتورطون

وأشار الوزير إلى الحملة التي يقودها رجال دين تتحدث عن أنّ هدفها إبعاد القراي عن منصبه لحماية الدين، فيما هدفها "الأساسي وراء هذا الضجيج الفارغ هو إفشال الثورة".

وأكد التوم على أنّ الحملة ضدّ القراي بدأت قبل تسلمه منصب مدير مركز المناهج، بحجة أنّ انتماءه للفكر الجمهوري يسقط عنه الأهلية لشغل المنصب.

وأضاف: "عند فشل المرحلة الأولى من الحملة، واصلوا التركيز على المناهج مدّعين بأنّ القرآن حُذف من المناهج، ومنهج التربية الإسلامية للصف الأول ضعيف، ومادة التاريخ للصف السادس يُحرم تدريسها".

التوم أكد على أنّ الحملة ضد القراي بدأت قبل تسلمه منصب مدير مركز المناهج، بحجة أنّ انتماءه للفكر الجمهوري يسقط عنه الأهلية لشغل المنصب

وتابع: "الحقيقة الأساسية التي يحاولون إخفاءها عن الجماهير هي أنّ جميع المناهج تمّ إعدادها بوساطة خبراء".

وكان مجمع الفقه، وهو المرجعية الدينية للدولة، قد أعلن عن تحريم تدريس مقرّر التاريخ للصف السادس.

ومن جانبه، قال القراي: إنّ الهوس الديني لن يتوقف إلا بمواجهة التصورات الفقهية التي تقوم على إنكار حرّية الاعتقاد وإنكار المساواة في المواطنة وترفض مساواة وكرامة النساء، وغيرها من الفتاوى التي لا تقيم دولة مدنية، بحسب ما أوردته صحيفة "العرب" اللندنية.

وأشار الباحث السوداني الفاتح وديدي، بحسب المصدر ذاته، إلى أنّ "عملية التطوير التي تشمل التعامل مباشرة مع أفكار الحركة الإسلامية، لا تأتي على هوى قيادات في الجيش، تحاول اختطاف المشهد السياسي وإحداث ردّة على مستوى التحول الديمقراطي، وخدمة معسكر الثورة المضادة، بما قد يساعد تلك الأطراف على الإمساك بزمام الأمور مجدداً".

رأى بعض السودانيين أن اللوحة المنشورة في منهاج الصف السادس تنشر "الإلحاد" بين الطلبة

وكان ردّ الفعل الرسمي نحو الأزمة قد شهد تبايناً، فالخطوات الأخيرة لقيت تأييداً من قوى الحرّية والتغيير، ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك، بينما وجدت امتعاضاً من المكوّن العسكري الذي أبدى على لسان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، العميد الطاهر أبوهاجة، رفضه لطريقة تغيير المناهج، لكنه أكد ضرورتها لمواكبة العصر وتطوّر أدوات المعرفة، بحسب "العرب".

ومن جهة أخرى، تباينت ردود فعل النشطاء مع الأزمة، فبينما غرّد البعض على هوى الجماعات الإسلامية، مدوّنين آيات قرآنية حول حفظ الله للدين أمام كيد الكائدين، حذّر آخرون من أهداف تلك الأزمة المفتعلة.

وقال الناشط السوداني أحمد الكنن: موضوع #القراي تكتيكي بامتياز، والوعي الفعلي أنّ الناس تقفل المجال أمامهم لتمرير ما هو ضدّ مصلحة البلد، مثلاً الميزانية الحكومية طي السرّية، والتي من آثارها رفع الدعم وزيادة التعرفات المختلفة بدون أي شفافية (ومعها المحاسبة)، إلى أين ستذهب هذه الأموال؟ والغالب لديّ أنها ستدفع للمحاصصات.

فيما نشر الناشط ياسين أحمد صوراً من قائمة مواضيع مادة التاريخ التي تتضمّن اللوحة المثيرة للجدل، والتي تتضمّن مواضيع عن الإسلام والحضارة... وكتب الناشط: هذا كتاب التاريخ المثير للجدل يتكون من 5 وحدات، وشوف عناوين الوحدات بتعرف إنه دا تهجم على القراي من مهووسين منافقين، ليس إلا الناس ما تنساق وراء الأقاويل وتؤيد قبل ما تعرف الحاصل وتشوف وتقرأ الموجود في الكتاب.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية