مؤرخ مغربي: النبي موسى لم يكن على دراية بالعبرية

مؤرخ مغربي: النبي موسى لم يكن على دراية بالعبرية


11/11/2017

نفى المؤرخ المغربي، المختص بدراسة الأديان المقارنة والفكر الإسرائيلي، أحمد شحلان أن يكون النبي موسى، عليه السلام، على دراية باللغة العبرية، كونه "فرّ من مصر لمدين في الجزيرة العربية، ومكث بها نحو 40 سنة".
وأضاف: "عاد لمصر على رأس الثمانين، وذهب مباشرة للمكان الذي كان يشتغل فيه العبرانيون بتكسير الحجر. والسياق يبيّن أنّه كان يحادث المشرف على العمل بلغة غير عبرية، وبالتالي لا توجد أي صفة في التوراة للغة العبرية، بل المصطلح المذكور هو اللسان اليهودي".
وأكد شحلان، في محاضرة ألقاها في مؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثقافة بمدينة سلا المغربية مساء الجمعة، العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، أنّ اليهود قرأوا التوراة بالعربية أكثر من العبرية؛ لأنّه "قبل 850 قبل الميلاد لم يبق للعبرية أي استعمال، وبالتالي لم يعودوا يعرفونها، لذا فالتوراة التي كانوا يعتمدونها آنذاك كانت بالآرامية"، كما أوردت صحيفة "إيلاف" الإلكترونية.
وحول كيفية تعامل الحضارة الإسلامية مع نصوص التوراة، قال شحلان إنّ المشارقة اهتموا بالتوراة، لكنهم لم يفهموا بالضبط ماهية التوراة، متسائلاً عن ماهية اللغة التي كان يهود الجزيرة العربية يتعاملون بها من خلال النصوص، وحول ما إذا كانت عربية أم عبرية؟
الإسلام واليهود
وأكد أنّ الإسلام هو "الديانة الوحيدة التي عانقها اليهود وأقبلوا عليها، لتصبح التوراة بالعربية، وتصبح ثقافتهم عربية إسلامية، خاصة أنهم درسوا في المدارس والزوايا"، فضلاً عن أنّ "المجتمع اليهودي تأثر بنظيره الإسلامي، خاصة أنّ هذا الأخير كان يتميز بوجود قطبي للفكر، ويتعلق الأمر بكل من الغزالي وابن رشد، لتبرز ظاهرة (القراؤون) في القرن الثامن، إبان الدولة العباسية، والذين تأثروا بعلم الاعتزال الإسلامي، وأطلق عليهم هذا الاسم، لأنهم كانوا يستخدمون كلمة (قرآن) ويقصدون بها التوراة".

اليهودية ليست المصطلح الذي يطلق على الدين الذي يتبعه اليهود ومن أطلقوا المصطلح على الدين هم الرومان

وأكد الباحث المغربي أنّ الوجه العلمي لليهودية ظهر مع الحضارة الإسلامية، حيث إنها قبل الإسلام لم تكن إلا "دين طقوس، لتصبح بعد ذلك يهودية فكر، بفضل الثقافة العربية الإسلامية التي أنشأت في الديانة اليهودية الجانب الفكري، من خلال مبادرة المسلمين باتجاه فتح المدارس والمساجد والزوايا لصالح اليهود".
واعتبر شحلان أنّ اليهودية ليست المصطلح الذي يطلق على الدين الذي يتبعه اليهود، كما هو متعارف عليه؛ فـ"كلمة اليهودية لم تظهر إلا بعد انقسام مملكة النبي سليمان بين ابنيه، لتصبح مملكة الشمال ومملكة الجنوب". وزاد "من أطلقوا مصطلح اليهودية على الدين هم الرومان، فضلاً عن كونه غير وارد في التوراة، التي ذكر فيها مصطلح (دين موسى)".
وأقرّ شحلان بأنّ الدراسات اليهودية قبل الإسلام "ضعيفة جداً"، فابن حزم انتقد التوراة تاريخياً وجغرافياً واجتماعياً، "ليصبح ابن خلدون تلميذاً له في هذا الباب في نقده للتاريخ"، مردفاً أنّ ابن حزم "كان رجلاً مشافهاً، وكثير من الأخبار التي جاءت في (طوق الحمامة) هي مشافهة بينه وبين اليهود، وظهر بعده أبراهام بن عزرة في قرطبة، ليكون أول يهودي في الغرب الإسلامي يضع شروحه لأسفار التوراة".

 

الصفحة الرئيسية