ماذا تعرف عن عمر التربي مهندس الفوضى في ليبيا؟

ماذا تعرف عن عمر التربي مهندس الفوضى في ليبيا؟


21/10/2020

تحولت الديمقراطية في العالم العربي من حلم وردي شارك فيه ملايين المواطنين بفعالية، إلى كابوس يتمنى الجميع أن يستقيظوا منه، بعدما تكشّف لهم أنّ الأمر ما كان سوى مطية لتيارات لم ترد من الديمقراطية سوى صناديق الاقتراع؛ لتضمن سيطرتها على الدولة وشرعية حكمها أمام الرأي العام الدولي، حتى ولو كان انهيار الدول وفشلها ثمناً لطموحات تلك القوى.

رسائل كلينتون تكشف المستور

لا تزال رسائل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي كشف الرئيس رونالد ترامب عنها غطاءَ السرية تكشف أبعاد المؤامرات التي حيكت ضد شعوب العالم العربي، والتي شارك فيها شخصيات عربية ساهم في الترويج لها وتلميعها الإعلام القطري وعلى رأسه قناة الجزيرة.

أثبتت "رسائل كلينتون" أن قناة الجزيرة ضلع أساسي في إشعال انتفاضات العالم العربي بناء على مخطط واسع

كانت "الجزيرة" ضلعاً أساسياً في إشعال الانتفاضات في العالم العربي بناء على مخطط واسع لتدمير المجتمعات العربية وفق رسائل هيلاري كلينتون التي أشارت إلى اجتماعات ضمت الأخيرة ومدير شبكة الجزيرة وضاح خنفر في أيار (مايو) من العام 2010؛ للتمهيد لما عُرف بـ "الربيع العربي وتلا ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة القناة، حيث جرت مناقشة زيارة وفد منها إلى واشنطن في منتصف أيار (مايو) من ذات العام، وتوّجت هذه الاجتماعات بلقاء مع رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني، وفي رسالة أخرى، طالبت هيلاري قطر بتمويل ما سُمّي بـ "الربيع العربي" عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون.‎

ذريعة حماية حقوق الإنسان

من أبرز تلك الشخصيات التي تعاونت مع الإدارة الأمريكية السابقة وقناة الجزيرة رجل الأعمال الليبي عمر التربي الذي أَرسل رسالة بتاريخ 30 نيسان (أبريل) من العام 2011 إلى كلينتون تحتوي على قائمة بأهداف أستراتيجية ليبية من أجل قصفها، وبحسب الوثيقة المسربة من بريد كلينتون، فإنّ أحد المقربين من معمر القذافي قد قُتل أثناء قصف الناتو لمواقع في ليبيا، خصوصا في طرابلس، ويدور الحديث هنا عن الابن الأصغر للقذافي ويدعى سيف العرب.

أرسل التربي رسالة بتاريخ 30 نيسان 2011 إلى كلينتون تحتوي قائمة بأهداف إستراتيجية ليبية من أجل قصفها

يُعرف التربي نفسه بخبير العلاقات الليبية الأمريكية الغربية ويفتخر على موقعه بمساهماته ومجهوداته في إقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالتدخل في الشأن الليبي تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان الليبي حيث تنص سيرته الذاتية إلى أنّ أبرز الأعمال التي أسداها لوطنه ليبيا، يقع في مقدمتها، سعيه الحثيث لإقناع وحضّ الولايات المتحدة الأمريكية للاضطلاع بدور قيادي مع الناتو لمساعدة الشعب الليبي في ثورته ضد نظام الحكم الجائر في ليبيا بحسب ما كتبه في سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.

من هو عمر التربي؟

يُعرف التربي نفسه بأنه من أبرز دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية في ليبيا، لأكثر من 30 عاماً؛ حيث اهتم بشدة بالشؤون الغربية الليبية، وفي آذار (مارس) من العام 1985، أسس مع مثقفين ليبيين، اللجنة الليبية لحقوق الإنسان، التي اكتسبت البروز الأول، من خلال كلمتها المؤثرة، حول انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، التي تم إِلقاؤها من على منصة لجنة حقوق الإنسان، التابعة لهيئة الأمم المتحدة، بجنيف سويسرا، في شهر شباط (فبراير) من العام 1989.

 وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون

ووفقا لسيرته الذاتية فإنه منذ بداية الثورة الليبية في شباط (فبراير) 2011 م، لم تهدأ نفس عمر التربي، ولم تلن عريكته، في الاتصال الكثيف على مختلف المستويات بالإدارة الأميركية، وحكومات الدول الأوروبية، ومخاطبة كافة دول العالم، عبر وسائل الإعلام المتفرقة، يحضهم فيها على التدخل لحماية المدنيين في ليبيا، من آلة قمع النظام الشرسة. وقد قام، في هذا الخصوص، بالدفع بمسودة قرار لمجلس النواب، للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، كممثل شرعي للشعب الليبي، ومن جانب آخر، فإن عمر التربي، يعتبر من المعلقين الدائمين لعدد من القنوات الفضائية على رأسهم قناة الجزيرة.

يفتخر التربي بمساهماته ومجهوداته بإقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالتدخل في الشأن الليبي تحت ذريعة حقوق الإنسان

وصفته العديد من الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بـ"مهندس الفوضى" التي عصفت بالدولة الليبية وأدخلتها في حرب أهلية منذ تسعة أعوام سقط فيها آلاف القتلى والجرحى، فوضى سمحت لأطراف أقليمية ودولية بتصفية حساباتها على حساب أمن واستقرار ليبيا.

صديق للقذافي أم عدو؟

اتسمت العلاقة بين التربي والنظام الليبي بالتعقيد؛ حيث يشير التربي أنه تلقى عروضاً منه بتولي مناصب حكومية رفيعة، مثل تعيينه قنصلاً فخريّاً لبلاده بالولايات المتحدة في العام 2004، وعرض آخر بتولي منصب المدير التنفيذي للمجلس الاقتصادي للتطوير، بواسطة مجلس التخطيط الليبي في العام 2008، كما أنه لعب دوراً مهماً في إقناع السلطات الليبية بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل في مقابل البدء في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن وفقاً للتربي فإنه تعرض لمحاولتي اغتيال نفذهما النظام الليبي في العام 2007.

لم يعتذر التربي حتى الآن عن آلاف الضحايا الذين سقطوا بالحرب الأهلية التي اندلعت منذ الإطاحة بالقذافي

ورداً على ما ورد في نص الرسالة إلى هيلاري كلينتون، فإنّ التربي نفى عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أي مشاركة في نقل إحداثيات أي أهداف أستراتيجية ولم تكن لديه أي مشاركة تُذكر، بالرغم من ذكر الرسالة لاسمه ولدوره ولإحداثيات المواقع، على عكس عدد كبير من الليبيين من جميع أنحاء ليبيا الذين تقدموا بإحداثيات عن احتماليات المواقع التي يتواجد بها قادة حكومة القذافي.

ويبدو أنه عاد فبرّر ما قام به مع شخصيات أخرى بأنه كان من أولويات مهام المجلس الانتقالي الذي عمل مستشاراً له هو حسم المعركة والقضاء علي حكم القذافي وفي أقرب وقت ممكن. ولقد حرص جميع أعضاء المجلس الانتقالي الذي كان متعاوناً معهم كمستشار للمجلس على إنهاء الحرب وإيقاف سفك الدماء بكل السبل الممكنة، وأكّد التربي أن دوره كان جلب الإغاثة الطبية والأدوية، وحث أعضاء مجلس الأمن بالأمم المتحدة وحكومات بعض الدول الأوروبية للعمل على إغاثة الشعب الليبي.

وصفته صحف ووكالات أنباء عربية وعالمية بـ"مهندس الفوضى" التي عصفت ببلاده وأدخلتها في حرب أهلية

لم يعتذر التربي، حتى الآن، عن عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا في تلك الحرب الأهلية التي اندلعت منذ الإطاحة بالقذافي، وأسرع بنفي تهمة نقل إحداثيات الأهداف الليبية عن نفسه؛ فسُمعته كرجل أعمال ليبي يحمل جواز السفر الأمريكي أهم أضعاف المرات من دماء القتلى والجرحى التي سالت على الأراضي الليبية!


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية