ماذا يحدث في مطار إسطنبول الجديد؟!

ماذا يحدث في مطار إسطنبول الجديد؟!


16/09/2018

تظاهر مئات العمال، أول من أمس، أمام موقع بناء ثالث مطار في إسطنبول، الذي من المفترض أن يفتتح أواخر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

وقال قيادي نقابي تركي: إنّ الشرطة اعتقلت المئات من المحتجين على ظروف العمل بمشروع بناء مطار جديد في إسطنبول، وهو مشروع ضخم أمر بتنفيذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن المقرر افتتاحه الشهر المقبل.

وقال المدير العام لاتحاد نقابات العمال التقدمي التركي، أوزجور كارابولوت، لوكالة "رويترز" للأنباء: إنّ "الاحتجاج بدأ بعد وقوع حادث لحافلة مخصصة لنقل العاملين في الموقع، الجمعة الماضي، ما أسفر عن إصابة 17 منهم".

الشرطة اعتقلت المئات من المحتجين على ظروف العمل بمشروع بناء مطار جديد في إسطنبول

وأضاف "آلاف العمال شاركوا في المظاهرة التي فرقتها الشرطة ورجال الأمن، الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع".

وصرّح كارابولوت لـ "رويترز"، عبر الهاتف: "اقتحم نحو 30 رجل أمن مخيم العمال، وحطموا البوابات، وألقوا القبض على حوالي 500 عامل"، مؤكداً أنّه يتحدث من مركز شرطة محلي، حيث يسعى للإفراج عن المعتقلين.

من جانبه؛ قدّر علي بيار، وهو نائب معارض من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، عدد من اعتقلتهم السلطات بنحو 400، قائلاً: "الجزء المخصص لمبيت العمال يبدو مثل معسكر اعتقال، عندما ذهبنا هناك هذا الصباح كان أفراد الأمن ما يزالون يعتقلون العمال".

هذا وقد تجمّع عشرات المتظاهرين دعماً لعمال موقع بناء ثالث مطار في إسطنبول، ونُظّمت التظاهرة اعتراضاً على توقيف مئات العمال، في موقع بناء المطار، ليلة الجمعة السبت، بعدما تظاهروا احتجاجاً على تردّي ظروف عملهم، وأعلن اتحاد النقابات الثورية في تركيا، في تغريدة: إنّ "500 عامل في المطار الثالث قد اعتقلوا، وفق ما نشرت وكالة الأبناء الألمانية.

اقتحم نحو 30 رجل أمن مخيم العمال وحطموا البوابات وألقوا القبض على حوالي 500 عامل

في المقابل؛ تقدّمت نقابات عمالية بشكاوى، منذ فترة طويلة، من ظروف العمل وإجراءات تأمين العمال في المطار، لكنّ حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد، بعد محاولة الانقلاب العسكري، عام 2016، حدّت من حقوق الإضراب والاحتجاج.

وفي شباط (فبراير)؛ أعلنت وزارة العمل: أنّ "27 عاملاً، توقفوا في المطار، منذ بدء العمل في المشروع، عام 2015، بسبب حوادث الموقع أو مشكلات صحية".

كما يشكو العمال أيضاً من سوء نوعية الطعام المقدم لهم، وانتشار حشرات الفراش في مهاجعهم، وتأخّر دفع رواتبهم، ونشروا صوراً عبر الإنترنت تظهر شقوقاً في الأسقف والجدران في أماكن المبيت.

من جانبها، قالت شركة "آي.جي.إيه"، المشغلة للمطار: إنّ رئيسها التنفيذي قدري سامسونلو، التقى بممثلين نقابيين وينظر في شكاواهم.

لكن كارابولوت ردّ بأنّ "الاتحاد لم يتلقَّ إلا تعهدات شفهية من الشركة، وأنّه يريد التزامات كتابية"، وذكر أنّ كثيراً من العمال منعوا من مواصلة الاحتجاج.

واستدرك "أغلبهم اضطر للعمل اليوم، تحت الضغط والتهديد؛ لذلك ذهبوا للعمل اليوم رغماً عنهم، لكنهم يريدون أن يعرف الناس أنهم سيحتجون الليلة، إذا لم يفرج عن أصدقائهم".

تقدّمت نقابات عمالية بشكاوى منذ فترة طويلة من ظروف العمل وإجراءات تأمين العمال في المطار

وانتشرت عشرات من عناصر الشرطة والدرك عند مدخل منطقة مساكن العمال، وأجروا تفتيشاً دقيقاً للداخلين، كما انتشرت آليات مدرعة قربه، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".

يذكر أنّ نحو 35 ألف شخص يعملون في موقع بناء المطار، بينهم ثلاثة آلاف مهندس وإداري، وخلال زيارة منظمة للصحفيين، في نيسان (أبريل) الماضي، قال وزير النقل: إنّ "27 عاملاً لقوا حتفهم، بينهم 13 في حوادث عمل"، لكنّ بعض العمال أكدوا، كما أوردت "فرانس برس"، أنّ الرقم المعلن أدنى بكثير من العدد الحقيقي للوفيات، وأنّ الموقع شهد حوادث كثيرة.

ومن المقرر افتتاح المطار في نهاية تشرين الأول "أكتوبر"، لكنّ كارابولوت قال: إنّ هذا الموعد محلّ شكّ؛ لأنّ العمل المتبقي سيستغرق شهرين آخرين.

وتعاني قيمة الليرة التركية تراجعاً حادّاً؛ إثر الأزمة التي شهدتها العلاقات التركية الأمريكية، بسبب محاكمة قسّ أمريكي في تركيا بتهمة الإرهاب.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية