ما الفئات غير المسموح لها بتلقي لقاح كورونا؟

ما الفئات غير المسموح لها بتلقي لقاح كورونا؟


15/12/2020

مع بدء توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا،  والتي يُعوّل عليها لإنهاء هذه الجائحة وعودة الحياة إلى طبيعتها، ثارت العديد من الأسئلة حول فئات قد لا تحصل على اللقاح لدواعٍ صحية.

اقرأ أيضاً: هل يصطدم قطار سباق لقاحات كورونا بـتحدي "الأعراض الجانبية"؟

وحدّدت اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، وهي لجنة مستقلة من الخبراء تُقدّم المشورة لإدارات الصحة في المملكة المتحدة بشأن التطعيم، توجيهاتها قبل حملة التطعيم الشاملة التي بدأت هذا الأسبوع حيث تلّقت بريطانيا أول شحنة من لقاح "فايزر". وفيما يلي 4 فئات لن يحصلوا على اللقاح على الأقل في المرحلة الأولى.

الأطفال تحت 16 عاماً

وتشير توجيهات خبراء مراكز الأمراض إلى أنّ اللقاحات التي تم ترخيصها حتى الآن يمكن استخدامها على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً فما فوق، وأنّه غير مصرّح به للاستخدام مع أي شخص يقل عمره عن 16 عاماً.

 لقاح "فايزر"

ويعود سبب ذلك لعدم بدء الباحثين تجارب سريرية على الأطفال، بينما بدأت مؤخراً تجارب على المراهقين، وغالباً ما يتم اختبار الأدوية واللقاحات الجديدة على البالغين قبل الأطفال الذين لا تزال أجسامهم في طور النمو ويمكن أن يكون لها استجابات مختلفة للأدوية.

وقد تتطلب لقاحات كورونا للأطفال الصغار على وجه الخصوص جرعات أو تركيبات مختلفة عن إصدارات البالغين.

قد تتطلب لقاحات كورونا للأطفال الصغار على وجه الخصوص جرعات أو تركيبات مختلفة عن إصدارات البالغين

ولا يمكن للأطفال عموماً الحصول على اللقاح حتى يتم ترخيصه لعمرهم المحدد، ممّا يخلق حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان سيتم تطعيم الأطفال قبل بداية العام الدراسي 2021.

ولا يقتصر عدم اليقين على بدء العام الدراسي فحسب؛ فقد يؤدي التأخير في تطعيم الأطفال إلى إبطاء قدرة الدول على الوصول إلى مناعة القطيع، وهي النقطة التي يكون فيها عدد كافٍ من الناس محصنين ضد المرض، وهو ما أكده عالم الأوبئة بجامعة هارفارد، "مايكل مينا"، بقوله: "من الصعب جداً الوصول إلى مناعة القطيع قبل أن تتوفر اللقاحات للأفراد الأصغر سنًا". 

اقرأ أيضاً: هل يقسم لقاح كورونا العالم.. ما حظوظ الدول الفقيرة؟

وبشكل عام، لم يصب الأطفال بمضاعفات خطيرة من فيروس كورونا المستجد بنفس المعدلات التي عانى منها البالغون، كما تشير روبرتا ديباسي، رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن العاصمة.

ووفقًا لأحدث التقديرات الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجمعية مستشفيات الأطفال؛ فإنّه من الواضح أنّ الأطفال ينشرون الفيروس بين البالغين وكبار السن "لذلك من المهم أن يتم تطعيمهم"، كما تقول ديباسي.

المُرضعات والحوامل

استبعدت السلطات الصحية في بريطانيا، التي أعلنت مؤخراً عن بدء استخدام لقاح "فايزر"، النساء الحوامل من حملة التطعيم.

وكانت أغلب برامج لقاحات كورونا في جميع أنحاء العالم قد استبعدت هذه الفئة من التجارب السريرية للقاحات، وهو ما يعتبر أمراً اعتيادياً لدى مصنعي الأدوية، وفق تقرير نشره موقع "بزنس إنسايدر".

استبعدت السلطات الصحية في بريطانيا النساء الحوامل من حملة التطعيم

وقال الطبيب بيتر ماركس من إدارة الغذاء والدواء، في مؤتمر صحفي، السبت، إنّ قرار إعطاء المرأة الحامل لقاح كورونا سيكون فردياً؛ إذ إنّه سيبقى خياراً متاحاً أمام طبيبها المختص، إذا ما وجد أنه الخيار الأفضل لها ولجنينها.

وأشار إلى أنّ الأطباء في هذه الحالة عادة ما يذهبون إلى معادلة يتم فيها حساب إن كانت الفوائد تفوق المخاطر، ولكن في الوقت الحالي اللقاح "ليس شيئاً نوصي به".

اقرأ أيضاً: أي لقاح سيحصل عليه أردوغان: الروسي أم الصيني؟

وأوضحت أليسون كلفن، باحثة الإنفلونزا والأمراض المعدية في المركز الكندي لعلم اللقاحات، أنّ النساء أثناء الحمل "مختلفات من الناحية المناعية" لحماية الجنين النامي، لذلك قد يكون لدى المرأة الحامل استجابة مختلفة للقاح"، وفق ما أورد موقع "دويتشه فيله".

كما أنّ النساء الحوامل يصنفن من الفئة عالية الخطورة التي قد تتعرض لمضاعفات بسبب اللقاحات وحتى الأدوية بشكل عام.

اقرأ أيضاً: هل لقاحات كوفيد-19 خطيرة؟

ووفق مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة "CDC"، فإن المرأة الحامل المصابة بالفيروس، تحتاج  للدخول إلى العناية الحثيثة، واستخدام أجهزة التنفس الاصطناعي لمساعدتها على تخطي مرحلة الخطر.

سلامة وفعالية اللقاح لدى الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة لا تزال غير واضحة ويجب عليهم الاستمرار في اتخاذ تدابير أخرى لحماية أنفسهم من العدوى

ووفق مسؤولين في مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة "CDC"؛ فإنّ الاختلافات العرقية تُشكّل أيضاً عاملاً حاسماً في تأثير اللقاح على النساء الحوامل.

وفيما يتعلّق بالمرضعات، لم يتم حتى الآن دراسة سلامة اللقاح لدى المرضعات، لذلك لا توجد بيانات يمكن الاسترشاد بها فيما إذا كان ينبغي تطعيمهم.

لكنّ طبيبة التوليد والمُحاضرة في كلية الطب بجامعة إيموري، دينيس جاميسون، تقول إنّه عادة ما يتم الجمع بين النساء الحوامل والمرضعات رغم كونهن في الأصل مجموعتين مختلفتين بعض الشيء.

اقرأ أيضاً: كورونا: ما بين عدالة التفشي وظلم توزيع اللقاح

وتضيف جاميسون: "من الناحية النظرية؛ فإنّ القلق من الآثار الجانبية على المرأة المرضعة أقل؛ إذ عادة تأخذ المرضعة لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ومن دون أي تأثيرات جانبية".

المصابون بفيروس نقص المناعة "الإيدز"

سجّلت شركة فايزر بعض المتطوعين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ممّن يعانون من عدوى مستقرة في المرحلة الثانية في تجربتها السريرية، ولكن لا توجد بيانات كافية حتى الآن لإجراء تحليل لهذه الفئة تظهر فعالية اللقاح لديهم.

اقرأ أيضاً: لقاحات "كورونا" في السباق.. أين الدواء؟

ويقول مركز السيطرة على الأمراض إنّه يمكن تطعيم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن يجب نصحهم بأنّ سلامة وفعالية اللقاح في الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة لا تزال غير واضحة ويجب عليهم الاستمرار في اتخاذ تدابير أخرى لحماية أنفسهم من العدوى.

المصابون بالحساسية

ترى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أنّه يمكن تطعيم الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الأطعمة والحيوانات والحشرات وأنواع الحساسية الشائعة الأخرى، لكنّها حذّرت في الوقت ذاته الأشخاص الذين ظهر عليهم أعراض حساسية بعد تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، من تلقي جرعة أخرى.

اقرأ أيضاً: رؤساء قمة الـ20 يبحثون هذه الملفات الشائكة... ماذا قرروا بخصوص لقاح كورونا؟

وتأتي هذه المخاوف بعد ورود تقارير تفيد بأنّ اثنتين من الممرضات في بريطانيا أصيبتا بالحساسية المفرطة بعد تلقيهما لقاح فايزر الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن تطعيم الأشخاص المصابين بالحساسية.

هل تسبب اللقاحات أية أعراض جانبية؟

في حالة لقاحَي "فايزر" و"أسترازينيكا"، ما زالت الآثار الجانبية نادرة في هذه المرحلة، لكنّ التجارب السريرية التي شملت عشرات الآلاف من المتطوعين، أظهرت أنّ لقاح "فايزر" يسبب آثاراً جانبية كلاسيكية، غالباً ما تكون مؤلمة ولكنها لا تطرح مخاطر على المرضى؛ فقد شعر 80 بالمئة ممّن تلقوا اللقاح بألم حول موقع الحقن، وشعر العديد منهم بالإرهاق والصداع والتصلّب، وكانت هذه الآثار الجانبية أكثر تواتراً وشدة لدى الأصغر سناً. 

لقاح "أسترازينيكا"

ووفق الخبراء؛ فإن التأثير الجانبي الوحيد الناجم عن لقاح "فايزر"، والذي يحتمل أن يكون مقلقاً هو حدوث 4 حالات من شلل الوجه النصفي، وهو غالباً شلل مؤقت.

كما عانى مريض واحد فقط أخذ لقاح أسترازينيكا من "آثار جانبية خطيرة ذات صلة بالحقنة"؛ إذ إنّه أصيب بالتهاب النخاع المستعرض وهو مرض عصبي نادر، ممّا أدى إلى وقف التجربة مؤقتاً في أوائل أيلول (سبتمبر) الماضي. 

ورُصدت حالتان أخريان من الأعراض الجانبية الخطيرة، دون أن تُعزيا إلى اللقاح. 

اقرأ أيضاً: الأخبار السارة حول لقاح كورونا تتوالى.. متى يصبح متاحاً للجميع؟

وقال المسؤولون عن التجربة إنّ "المشاركين الثلاثة شفوا أو في طريقهم للشفاء"، وفق ما أورد موقع "الحرة".

وكما الحال مع أي لقاح، لا يمكن استبعاد فرضية الآثار الجانبية الخطيرة لهذه اللقاحات، لكن في الطب، يتم تقييم المادة من خلال النظر إلى التوازن بين فوائدها ومخاطرها. 

اقرأ أيضاً: هل تستأثر الدول الغنية بلقاح كورونا على حساب الفقراء؟

وقالت خبيرة اللقاحات في وكالة الأدوية الفرنسية إيزابيل باران، الجمعة، إنّه "بالنظر إلى فوائد اللقاح وفعاليته بالنسبة للأشخاص المعرضين للإصابة بأعراض شديدة لكوفيد، من المقبول تماماً الحصول على لقاح يتفاعل بقوة مع الجسم إذا كانت آثاره الضارة غير خطيرة".

يذكر أنّ المواطنة البريطانية مارغريت كينان (90 عاماً)، كانت أول من حصل على لقاح كورونا، حيث تم إعطاؤها جرعة من لقاح "فايزر" صباح يوم 10 كانون الأول (ديسمبر) في كوفنتري الجاري، ومنذ ذلك الوقت، تم إعطاء اللقاح لعدة أشخاص في 50 مستشفى بجميع أنحاء بريطانيا، وفق ما أورد موقع "24 الإماراتي".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية