ما علاقة تنظيم القاعدة في اليمن بالحوثيين؟.. وهذه آخر جرائمه

ما علاقة تنظيم القاعدة في اليمن بالحوثيين؟.. وهذه آخر جرائمه


20/10/2021

الحرب الجارية في اليمن بين ميليشيات الحوثي الإرهابية والحكومة الشرعية سمحت لتنظيم القاعدة الإرهابي بالازدهار.

 وفي تقرير لقناة "سي بي إس" نيوز الأمريكية نشر منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي أنّ القاعدة استغلت الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لتخطيط وتنفيذ هجمات على الأمريكيين وحلفائهم، وإيجاد محط قدم لهم عبر التنسيق مع ميليشيات الحوثي التي ترى أنّ تواجد القاعدة سيضعف الحكومة الشرعية، خاصة أنّ ميليشيات الحوثي تسعى لإحلال الفوضى في البلاد.

اقرأ أيضاً: اليمن: جرائم الحوثيين لا تتوقف في "العبدية"... والتحالف يبدأ عملية فك الحصار

وقالت القناة إنّ الفوضى التي تسبب بها الحوثيون في مأرب تركت الناس يموتون من الجوع والأمراض التي يمكن علاجها، وتركت مساحة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ليزدهر، رغم تعرّض هذا التنظيم لضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار منذ أعوام، واعتباره أخطر فرع تابع للقاعدة منذ هجمات أيلول (سبتمبر).

 من جهته، قال محافظ مأرب سلطان العرادة: إنّ التخلص من تنظيم القاعدة في اليمن لن يكون ممكناً إلا في حال توحيد البلاد وتواجد الدولة، ووجود حكومة فاعلة تستطيع تطهير اليمن من تنظيم القاعدة.

 وقد عثر تنظيم القاعدة الإرهابي مؤخراً على ملاذ آمن في مناطق سيطرة الحوثيين وسط اليمن، فيما يبدو تعاوناً وعلاقة بين التنظيمين عابرة للحدود.

 

قناة أمريكية: القاعدة استغلت الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لتخطيط وتنفيذ هجمات عبر التنسيق مع الحوثيين

 

 واستنسخت ميليشيا الحوثي الانقلابية تكتيكات إيران في استخدام تنظيم "القاعدة" ورقة ضد الخصوم، ليصل الأمر إلى إنقاذ التنظيم من سقوط وشيك، ومدّه بالدعم لتعزيز بنيته في معقله الجديد بالمناطق المهجورة في محافظة البيضاء المعروفة بـ"قلب اليمن".

 وكان عدد من المواقع الإلكترونية اليمنية، منها "يمن نيوز" قد نقل معلومات عن مصادر أمنية وقبلية متطابقة تؤكد أنّ ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً فتحت للتنظيم الإرهابي مؤخراً مركزاً عملياتياً في المناطق التي تخضع لسيطرتها في "البيضاء".

اقرأ أيضاً: شواهد وأدلة تكشف تواطؤ إخوان اليمن مع الحوثيين

 وأكدت المصادر أنّ الميليشيات الموالية لإيران قدّمت دعماً غير محدود لتنظيم القاعدة منذ الانقلاب في 21 أيلول (سبتمبر) 2014، عبر إطلاق سراح قيادات وعناصر التنظيم الأم في صفقات وهمية ودعم حربه ضد داعش، وعدم خوض أي معركة مباشرة في معقله بالبيضاء.

 ويعود أول تعاون مباشر بين فرع القاعدة في اليمن المعروف بـ"التنظيم الأم في جزيرة العرب" وميليشيات الحوثي إلى عام 2015، عقب العمل كأدوات لتنفيذ صفقة تبادل بين نظام طهران والتنظيم الإرهابي للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفاً لدى تنظيم القاعدة فرع اليمن مقابل إطلاق إيران 5 من كبار قادة القاعدة من السجون الإيرانية.

 

جماعة الحوثي أنقذت التنظيم من سقوط وشيك، ومدّته بالدعم لتعزيز بنيته في معقله الجديد بالمناطق المهجورة في محافظة البيضاء

 

 وتمّت الصفقة حينها من خلال تمثيل ميليشيا الحوثي لطهران، والقاعدة في اليمن كممثل للتنظيم الدولي للقاعدة، لتعقب ذلك محطات كثيرة من التعاون محلياً بين المتمردين الإرهابيين والتنظيم الجهادي في جزيرة العرب.

 وفي السياق، كان مسؤول أمني يمني قد كشف لموقع "العين" الإخباري أنّ ميليشيات الحوثي أفرجت عن أكثر من 400 عنصر وقيادي من تنظيم القاعدة منذ انقلابها أواخر 2014.

اقرأ أيضاً: إدانات واسعة لإعدامات الحوثيين... هل يسكت العالم على الجريمة الوحشية؟

وقال المسؤول الأمني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: إنّ ميليشيا الحوثي عملت فور سيطرتها على جهازي الأمن السياسي والقومي (المخابرات) في صنعاء على إطلاق سراح عدد من أبرز عناصر وقيادات التنظيم الإرهابي عبر عمليات تبادل وهمية أو مسرحيات فرار مدبرة.

 واستشهد المسؤول اليمني بما حصل في مدينة البيضاء عام 2017 عندما سمحت ميليشيات الحوثي لأكثر من 18 إرهابياً من أخطر عناصر القاعدة بالفرار، لتمنح التنظيم الإرهابي دعماً كبيراً لإعادة ترتيب أوراقه عقب العمليات العسكرية الكبيرة التي شنّها التحالف العربي على خلايا ومعاقل القاعدة وداعش.

 وأضاف أنّ الميليشيات الحوثية بعد هزيمتها في عدن ومدن جنوب اليمن أفرجت عن مجاميع ليست قليلة من عناصر القاعدة أو المشتبه بانتمائهم للتنظيم كانوا في سجون الأمن السياسي والأمن القومي.

 

الميليشيات الموالية لإيران قدمت دعماً غير محدود لتنظيم القاعدة منذ 2014، عبر إطلاق سراح قيادات وعناصر التنظيم ودعم حربه ضد داعش

 

 وقال المسؤول الأمني: إنّ ميليشيا الحوثي استخدمت تنظيم القاعدة كورقة لإيجاد مبرر لاجتياحها عدداً من المدن اليمنية خصوصاً جنوباً، واكتشف فيما بعد أنّ هذه العمليات كانت تتم بتنسيق بين الحوثيين وقيادات إرهابية تنتمي للقاعدة كانت تتواجد في سجون المخابرات.

 وأشار إلى أنّ إحدى هذه العمليات تمثلت في الهجوم الإرهابي على المقرات الأمنية في مدينة لحج الجنوبية 2015، وسيطرة التنظيم على إدارة أمن المحافظة وقتله عدداً من أفراد الأمن، وجرى بعد ذلك إطلاق الانقلابيين أكثر من 35 مسلحاً من عناصر القاعدة بصنعاء تنفيذاً لاتفاق القاعدة والحوثيين.

 وتراجعت عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين إلى آخر معاقلهم في "البيضاء" عقب حرب متواصلة يشنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية لتطهير وتأمين جنوب اليمن منذ 2016.

وقد عمل التنظيمان الإرهابيان على تشييد معاقل محصنة في "البيضاء" كمحافظة منسية، مستغلين ظروف الحرب والدعم الذي تلقته من ميليشيا الحوثي بإطلاق سراح العشرات من عناصر التنظيم من السجون.

 وترتبط "البيضاء" بحدود جغرافية مع 8 محافظات يمنية، بينها 5 محررة (لحج وأبين والضالع وشبوة ومأرب) و3 غير محررة (صنعاء، ذمار، وإب)، ممّا جعلها معقلاً مثالياً لتحرك عناصر تنظيم القاعدة تحديداً، والذي يسعى للاستفادة من التسهيلات الحوثية لتحويل المحافظة منصة ومركزاً لإدارة عملياته الإرهابية داخلياً وخارجياً.

 

ميليشيات الحوثي أفرجت عن أكثر من 400 عنصر وقيادي من تنظيم القاعدة منذ انقلابها أواخر 2014

 

 وتحذر تقارير يمنية من استغلال تنظيم القاعدة غياب قوات النخبة الشبوانية التي كانت تؤمن مساحات كبيرة تربط بين 4 محافظات محررة، وذلك لإعادة انتشار وتموضع الخلايا الإرهابية، لا سيّما في مناطق شبوة وأبين، وذلك بتسهيلات من الحوثيين في البيضاء والإخوان في محافظة شبوة.

 وحول آخر عمليات القاعدة الإجرامية في اليمن، أعلن التنظيم الإرهابي في حضرموت  مسؤوليته عن اختطاف الدكتور الداعية طاهر بن حسين العطاس المختطف منذ قرابة الأسبوع في مدينة تريم.

 وفي بيان صادر عنه، أكد التنظيم اختطافه للشيخ العلامة العطاس معلناً عن عدد من المطالب مقابل الإفراج عنه، وفق ما نقل موقع "المشهد اليمني".

 وطالبت القاعدة أن تفرج السلطات الأمنية  في حضرموت عن عدد من قيادات التنظيم الموجودين في سجن المكال.

 يُذكر أنّ الداعية علي زين العابدين الجفري أكد قبل 8 أيام، خلال سلسلة تغريدات على تويتر، أنه تم اختطاف الداعية العطاس من أمام منزله بتريم فجراً من قبل مجهولين، محملاً المنطقة العسكرية الأولى ورئيس الجمهورية ونائبة الأحمر ومحافظ حضرموت مسؤولية سلامة الداعية.

 ولم يغب تنظيم القاعدة في اليمن عن سيطرة حليفته طالبان على أفغانستان، فقد كان أول المهنئين، وقال في بيان صدر عنه في آب (أغسطس) الماضي: "نهنئ إخواننا في الإمارة الإسلامية وجميع المجاهدين في أصقاع الأرض".

 

التنظيم الإرهابي يعلن مسؤوليته عن اختطاف الداعية العطاس، ويطالب بالإفراج عن عدد من قيادات التنظيم الموجودين في سجن المكال مقابل الإفراج عنه

 

 واعتبر أنّ "النصر يبيّن لنا أنّ الجهاد والقتال هو السبيل الواقعي لاسترداد الحقوق"، وأنّ "لعبة الديمقراطية والعمل بالسلمية المجردة هي كسراب خادع".

 وبحسب مصادر محلية نقل عنها موقع "اليمن العربي"، فقد احتفل عناصر تنظيم القاعدة في اليمن في محافظة البيضاء بسيطرة طالبان على أفغانستان، وأطلقوا الألعاب النارية والرصاص الحي في الهواء فور دخول طالبان إلى القصر الرئاسي.

اقرأ أيضاً: أطفال اليمن يدفعون ثمن إرهاب الحوثيين.. وهذا ما حذرت منه تقارير حقوقية

 وفي سياق مرتبط بالقاعدة في اليمن، عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مبلغ 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن خالد باطرفي القيادي بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وفق ما نقلت "سي إن إن" في حزيران (يونيو) الماضي.

 وخالد سعيد باطرفي هو عضو بارز في منظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمحافظة حضرموت باليمن، وعضو سابق في مجلس الشورى لمنظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وفي عام 1999 سافر إلى أفغانستان حيث تدرب في مخيم الفاروق التابع لمنظمة القاعدة.

 وفي عام 2001 قاتل إلى جانب طالبان ضد القوات الأمريكية والتحالف الشمالي، وفي عام 2010 انضم الباطرفي إلى منظمة القاعدة في اليمن، وقاد مقاتلي القاعدة في الاستيلاء على محافظة أبين اليمنية، وأطلق عليه لقب أمير أبين، وبعد وفاة زعيم القاعدة ناصر الوحيشي في ضربة عسكرية أمريكية في شهر حزيران (يونيو) 2016، أصدر بياناً يحذر فيه بأنّ منظمة القاعدة سوف تدمر الاقتصاد الأمريكي وتهاجم مصالح أمريكية أخرى.

 ونشر زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خالد باطرفي شريط فيديو في شباط (فبراير)، في محاولة على ما يبدو لدحض تقرير للأمم المتحدة عن اعتقاله في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 ، واحتجازه منذ ذلك الحين.

 

تنظيم القاعدة في اليمن يهنئ طالبان بالسيطرة على أفغانستان، ويحتفل في محافظة البيضاء بإطلاق الرصاص والألعاب النارية

 

 في مقطع فيديو مدته 20 دقيقة و22 ثانية بعنوان "أمريكا والأخذ الأليم"، تحدث باطرفي، زعيم فرع القاعدة في اليمن، عن اقتحام أنصار دونالد ترامب لمبنى الكونغرس الأمريكي في 6 كانون الثاني (يناير).

 ويبدأ الفيديو بلقطات إخبارية للمشاهد الخارجة عن القانون لمتظاهرين يقومون بأعمال شغب داخل الكونغرس الأمريكي، ورحّب باطرفي بالاعتداء العنيف قائلاً: إنّ "اقتحام الكونغرس ما هو إلا غيض من فيض سيأتي عليهم (أمريكا) بإذن الله".

ومن شأن وجود مقطع الفيديو التشكيك في تقرير أممي نُشر في 4 شباط (فبراير) يدّعي اعتقال باطرفي ومقتل الرجل الثاني، سعد عاطف العولقي، خلال عملية في مدينة غادية بمحافظة المرحة في اليمن تشرين الأول (أكتوبر) عام 2020.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية