محمد بن زايد.. من الاتحاد إلى الوحدة

محمد بن زايد.. من الاتحاد إلى الوحدة


23/05/2022

عائشة المري

حقبة تاريخية جديدة لدولة الإمارات بدأت مع تولي الرئيس الثالث للدولة الاتحادية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، بعد أن انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد بموجب المادة 51 من الدستور رئيساً للدولة خلفاً لفقيدنا المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله. وتوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بالحديث لإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، معرِباً عن شكره بالقول: «نسأل الله أن يهدينا إلى الصواب، ويقدّرنا على حمل الأمانة، وربي يوفقني، وإخواني حكام الإمارات لما فيه الخير للبلاد وأهلها».

وبهذا الانتقال السلس للسلطة واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم نموذج حضاري فريد في العالم العربي، عبر انتقال منهجي للسلطة أظهر رسوخَ النظام المؤسسي الاتحادي بعد خمسين عاماً على إعلان الآباء المؤسسين لدولة الإمارات نظاماً اتحادياً فريداً في تلك الأزمنة بين إمارات سبع كانت تتفاعل فيها عوامل استقلال القرار الداخلي وضرورات الوحدة، لتحقق الإماراتُ المعادلةَ الصعبةَ التي تحكم الأنظمة الاتحادية، متجاوزةً بالدولة الاتحادية عبر الفترتين الرئاسيتين السابقتين من مرحلة تأسيس الدولة وترسيخ مشروعها الاتحادي إلى مرحلة التمكين، ومن مفهوم الدولة الاتحادية إلى الدولة الموحدة بإمارات سبع تتوحد في السياسات وتتوافق حكوماتها المحلية وتمتزج مع وحدة القرار الاتحادي في كيان مؤسسي فشلت في الوصول إلى مثله معظم الدول التي اختارت النظام الاتحادي أو حتى الكونفدرالي نظاماً للحكم. وبهذا النموذج الاتحادي الفريد والمتفرد، يدشن انتخابُ الشيخ محمد بن زايد رئيساً للدولة مرحلةً جديدةً في تاريخ الإمارات، وسط حالة عالمية تطبعها صراعاتٌ إقليمية ودولية وتحدياتٌ اقتصادية وتنموية.. مرحلة تحافظ على ثوابت الدولة وترسخ أسسها.

وهنا تتجلى القيادة الاستثنائية للشيخ محمد بن زايد؛ فقبل توليه رئاسة الدولة اضطلع بمسؤوليات قيادية عديدة إلى جانب الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ثم إلى جانب المغفور له أخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، في تطوير الدولة الاتحادية كدولة حديثة، والاستثمار في المواطن الإماراتي تحقيقاً للتنمية المستدامة ووصولا بشعب الإمارات إلى الرفاهية وبالدولة إلى العالمية.

وقد تجلى شغفه بتحقيق الإنجازات والنجاحات الريادية، وطنياً وإقليمياً ودولياً، من خلال الخطط الكبرى والطموحة للإمارات على مدى الخمسين عاماً المقبلة. ونحن في دولة الإمارات إذ نفخر بين الشعوب والأمم بالقيادة الاستثنائية التي أنعم الله علينا بها منذ التأسيس وصولا للرئيس الثالث للدولة الشيخ محمد بن زايد، نَعدُّه امتداداً لزايد القائد المؤسس وللقيم والمبادئ التي غرسها وسار عليها الشيخ خليفة من بعده. واليوم يتسلم الشيخ محمد بن زايد ميراثَ الخمسين عاماً من عمر الدولة الاتحادية، لذا فهو قائد استثنائي لمرحلة استثنائية، إذ أن مشروع الدولة الاتحادية اليوم أقرب للدولة الموحَّدة، والانتقال السلس للسلطة يبرهن على قوة الاتحاد ومتانته، كما يبين بوضوح ثقةَ شعب الإمارات في قادته، فـ«الأمانة ثقيلة»، لكن الشعب يتشارك في حملها مع قادته ضمن علاقة فريدة بين صانع القرار وشعبه.

وعلى هذا الدرب تمضي دولة الإمارات بثوابتها الوطنية المتجذرة، منذ عهد الآباء المؤسسين، نحو مستقبل مشرق يرسم للدولة ولأبناء الوطن وأجياله آفاقاً واسعة ويعزز من أدوار الدولة في الخارطة العالمية.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية