مناعة القطيع.. هل تجدي نفعاً مع كورونا؟

مناعة القطيع.. هل تجدي نفعاً مع كورونا؟


13/10/2020

رغم حديث بعض العلماء والحكومات منذ بدء جائحة كورونا، عن ما يُسمّى بـ "مناعة القطيع"، باعتبارها حلاً ممكناً للجائحة التي لا تلوح في الأفق نهاية لها، يُحذّر علماء آخرون ومنظمات صحية من مغبة اللجوء لهذه الاستراتيجية، التي قد تؤدي  إلى خسارة عدد كبير من الأرواح.

اقرأ أيضاً: مناعة القطيع في السويد!

وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الإثنين، من خطورة السماح لفيروس كورونا المستجد بالتفشي على أمل الوصول إلى "مناعة القطيع"، واصفاً هذا الأمر بأنّه "غير أخلاقي".

 المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس

وقال تيدروس: "يتم التوصّل إلى مناعة القطيع عن طريق حماية الشعوب من فيروس ما، وليس بتعريضهم له"، مشيراً إلى أنّ النسبة التي يعتبر فيها شعب معيّن محمياً من مرض شلل الأطفال على سبيل المثال هي 80 بالمئة.

 

تتحقّق مناعة القطيع عندما تتكوّن مناعة ضد مرض ما لدى نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، إمّا من خلال اللقاحات أو من خلال الانتشار الواسع للمرض

 

وتابع: "مناعة القطيع لم تُستخدم على الإطلاق في تاريخ الصحة العامة كاستراتيجية للتصدّي لتفشي فيروس ما؛ فكيف يمكن اتباعها بالتصدي لجائحة؟".

كيف تتحقّق مناعة القطيع؟

تتحقق مناعة القطيع عندما تتكون مناعة ضد مرض ما لدى نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، إما من خلال اللقاحات أو من خلال الانتشار الواسع لذلك المرض، ممّا يجعل انتقاله من شخص إلى آخر غير مُرجّح، وبذلك يُصبح المجتمع بأكمله محمياً.

ويروّج البعض لفكرة السماح لفيروس كورونا بالانتشار بشكل طبيعي في ظل عدم وجود لقاح، ما يعني تعريض حوالي 70% إلى 90% من السكان للإصابة بفيروس كورونا لتكوين المناعة وحماية البقية غير المصابين.

اقرأ أيضاً: هل لدى العرب والهنود والأفارقة مناعة ضد كورونا؟

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قد أثار الجدل في بداية جائحة كورونا؛ ففي الوقت الذي سارعت فيه الدول للإغلاق واحتواء الفيروس، كانت حكومته تستخف بخطورة المرض وترفض الإغلاق، مُنادية بتطبيق مناعة القطيع، لكنّ المفارقة أنّه كان أول رئيس حكومة لدولة عُظمى يُصاب بالمرض، ما دفعه للتراجع عن تصريحاته، التي تُقلّل من خطورة المرض، ومفاجأة الناس بتصريحه الصادم بأنّ "فيروس كورونا سيواصل الانتشار في البلاد حاصداً مزيداً من الأرواح"، مُشيراً إلى أنّه "يتعين على العائلات الاستعداد لفقد أحبائها باكراً"، في شهر آذار (مارس)، بحسب ما أورد موقع "بي بي سي".

يروّج البعض لفكرة السماح لفيروس كورونا بالانتشار بشكل طبيعي في ظل عدم وجود لقاح

إلى ذلك، تعارض منظمة الصحة العالمية، سياسة مناعة القطيع، التي أثارت جدلاً كبيراً باعتبارها خطرة على بعض الفئات، ويتهم البعض المروجين لهذه السياسة بأنّهم يسعون للتخلّص من التبعات الاقتصادية للإغلاقات التي تفرضها الجائحة، لتحقيق أهداف اقتصادية بحتة على حساب صحة السكان.

الإغلاق يُكلّف أرواحاً أكثر من مناعة القطيع

وكانت دراسة، قام عليها باحثون من جامعة "إدنبرة" ونُشرت نتائجها في المجلة الطبية البريطانية، قد توصلت إلى أنّ التباعد الاجتماعي الشامل وإغلاق المدارس قد يكلفان أرواحاً أكثر ممّا لو سمح لمناعة القطيع بالبناء ببطء في المجتمع.

 

توصّلت دراسة حديثة إلى أنّ التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس قد يكلفان أرواحاً أكثر مما لو سمح لمناعة القطيع بالبناء ببطء في المجتمع

وقال الخبراء إنّ الفيروس كان قادراً على الانتشار بشكل أسرع عند الأشخاص المعرضين للخطر بمجرد تطبيق إجراءات الإغلاق، عمّا لو تم السماح لمستوى معين من المناعة بالتراكم لدى الشباب.

كما أكّدت الدراسة أنّه لا توجد استراتيجية لتخفيض الوفيات دون لقاح، وأنّ قمع الفيروس لن يؤدي إلّا إلى تأخير عودة ظهوره بشكل  أكثر فتكاً، وفق ما أورد موقع الحرة.

يُذكر أنّ عدة عواصم أوروبية منها، برلين، وباريس، وزيورخ، ومدريد، كانت قد شهدت مظاهرات ضد الكمامة وضد باقي التدابيرِ التي فرضتها الدول لمواجهة جائحة كورونا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية