من هم أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية في الصومال؟

من هم أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية في الصومال؟


21/11/2021

إذا ما التزمت الولايات الصومالية بالموعد المحدد من اللجنة الفيدرالية للانتخابات بشأن انتخابات مجلس الشعب، فسيكتمل البرلمان الصومالي بغرفتيه قبل رأس العام الميلادي القادم، على أنّ يلتئم البرلمان ويُجري انتخابات الرئاسة في الشهر الأول من العام الجديد، ليستكمل الصومال بذلك هياكل السلطة التنفيذية.

ونجحت البلاد في إتمام انتخابات مجلس الشيوخ في يوم 14 الماضي، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء انتخاب أول مقعد في ولاية جوبالاند، بتاريخ 29 من تموز (يوليو) الماضي، وكان من المفترض أنّ يكون 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي موعد انتخاب رئيس البلاد.

انتخابات مجلس الشعب

وأعلنت اللجنة الفيدرالية موعد 16 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري موعداً لبدء انتخابات مجلس الشعب، وطالبت الولايات بالشروع في إجراءات العملية الانتخابية، وكانت اللجنة الانتخابية بإقليم أرض الصومال، أعلنت عن بدء إجراءات الترشح على 9 مقاعد، هم حصة الإقليم في مجلس الشعب، يوم 14 الماضي.

الرئيس المنتهية ولايته، محمد عبد الله فرماجو

وأنجزت الولايات انتخابات مجلس الشورى الذي يتكون من 54 مقعداً، مُوزعة على الولايات الخمس، وإقليم بنادر الذي يضم العاصمة، وإقليم أرض الصومال، الذي تجرى انتخاباته من المنحدرين من الإقليم في العاصمة مقديشو، إذ ترى سلطات الإقليم في المشاركة في الانتخابات في دولة الصومال جريمة، يُعاقب عليها القانون، كوّن الإقليم دولة مستقلة، من جانب واحد.

لا تُجرى الانتخابات في الصومال وفق نظام الاقتراع السري المباشر، كما هو معمول به في النظم الديمقراطية، وتسير وفق نظام انتخاب عشائري، باسم نظام الـ "4.5"

ويتكون مجلس الشعب من 275 مقعداً، وتتحكم اللجان الإقليمية في الولايات بمواعيد إجراء الانتخابات، ولا سلطة للجنة الفيدرالية عليهم، بسبب نظام الحكم الفيدرالي في البلاد، الذي يجعل عقد الانتخابات مرتبط بقرار رؤساء الولايات، وهو ما حدث في انتخابات مجلس الشيوخ؛ حيث أرجأ رؤساء الولايات القريبة من الرئيس المنتهية ولايته، محمد عبد الله فرماجو، إجراء الانتخابات أكثر من مرة، في الوقت الذي كانت الأزمة السياسية بين فرماجو والقائم بأعمال رئيس الوزراء، محمد حسين روبلي، على أشدها.

نظام الانتخاب العشائري

ولا تُجرى الانتخابات في الصومال وفق نظام الاقتراع السري المباشر، كما هو معمول به في النظم الديمقراطية، وتسير وفق نظام انتخاب عشائري، باسم نظام الـ "4.5"، وهو نظام يُقسم المقاعد الانتخابية لأربع حصص ونصف الحصة، وتذهب الحصص الأربع الكاملة لأكبر أربع عشائر في البلاد، وهي؛ وهي در، ودارود، وهوية، ودغل ومرفلي، والنصف الأخير لمجموعة عشائر تمثّل الأقلية.

القائم بأعمال رئيس الوزراء، محمد حسين روبلي

وتُجرى الانتخابات عبر مندوبين محددين، تكون مهمتهم اختيار النواب عن كل كتلة عشائرية، في المناطق الانتخابية في عموم البلاد، ويُختارون من قبل عدد 135 من رؤساء العشائر المُعترف به من الحكومة، على أنّ يختاروا 101 مندوب لكل مقعد انتخابي.

اقرأ أيضاً: لماذا لا ترغب "أميصوم" في الانسحاب من الصومال؟

وتدير العملية الانتخابية لجنة الانتخابات الفيدرالية واللجنة الفيدرالية لحل المنازعات، واللجان الإقليمية للانتخابات وحل المنازعات في الولايات، ويُعين أعضاء هذه اللجان من خلال التوافق بين مقديشو ورؤساء الولايات، وكان تعيين فرماجو لأعضاء اللجان الفيدرالية أحد محطات الخلاف البارزة بين المعارضة وفرماجو، بسبب تعيين موظفين من الاستخبارات والحكومة من الموالين لفرماجو داخل هذه اللجان، التي تتحكم في اختيار المندوبين وقبول أوراق المترشحين وتحديد مواعيد الانتخابات، وانتهت الأزمة بعد تشكيل روبلي لجنة تحقيق أوصت بفصل 39 من أعضاء هذه اللجان، وهو ما فعله روبلي.

وبعد اكتمال الانتخابات في مجلسي الشعب والشوري، يجتمع المجلسان اللذان يشكلان البرلمان، والذي يُعلن عن موعد انتخاب رئيس الجمهورية، ويختاره عبر الاقتراع السري لأعضاء البرلمان.

تدخل في الانتخابات

وفي ظل هذا النظام العشائري الذي يمنح الولايات الإقليمية سلطة واسعة على العملية الانتخابية، يتدخل رؤساء الولايات في اختيار المرشحين والمندوبين، وذلك عبر الشروط التي تضعها اللجان أمام المتقدمين للترشيح، ومنها: إحضار شهادة حسن سيرة وسلوك، دون توضيح أسس منح هذه الشهادة، التي تصدر عن السلطات الأمنية الخاصة بكل ولاية، ما يعني أنّها زيادة سلطة بيد الولايات.

في الوسط رئيس الوزراء السابق، حسن علي خيري

وإلى جانب ذلك، خالف رؤساء الولايات بالاتفاق مع القائم بأعمال رئيس الوزراء، ما كان متبعاً من إيكال مهمة اختيار مندوبي الانتخابات إلى رؤساء العشائر الرسميين، وتم استبدالهم باللجان الانتخابية، والتي تخضع لسيطرة رؤساء الولايات والحكومة، فضلاً عن ذلك خفض الثنائي السابق النسبة الملزمة لحضور أعضاء اللجنة الانتخابية يوم الانتخاب من 80% إلى 66%، وهذا يمنح سلطة أكبر للولايات في التحكم في الانتخابات، وفق تصريح الناشط السياسي الصومالي، محمد ضاهر الزيلعي، لـ"حفريات".

الباحث نور الدين روبو لـ"حفريات": فرماجو أفضل المرشحين حظوظاً، وما يزيد حظوظ فوزه هو أن ثلاث ولايات فيدرالية من أصل خمس تم تعيين قادتهم بتدخل مباشر منه

ويتهم اتحاد المرشحين الرئاسيين الحكومة ورؤساء الولايات بتعمد تأجيل الانتخابات، لإطالة عمر الحكومة، وفي 17 من الشهر الجاري، انتقد المرشح الرئاسي وزعيم حزب ودجر، عبد الرحمن عبد الشكور ورسمي  الجمود السياسي في البلاد وتأخر الانتخابات مراراً عن جداولها الزمنية. وذكر تقرير لموقع "الصومال الجديد" الإخباري، أنّ زعماء الاتحاد بدأوا التفكير في إنشاء مجلس وطني انتقالي يقود البلاد إلى الانتخابات في بداية العام الجديد، إذا فشلت الحكومة الحالية في استكمال الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.

فرماجو: الأوفر حظاً

ويتصدر الرئيس المنتهية ولايته، محمد عبد الله فرماجو، قائمة الأوفر حظاً بالفوز في الانتخابات الرئاسية، بسبب ولاء رؤساء ثلاث ولايات له، وهي؛ جنوب الغرب، هيرشبيلي، غلمدغ، وإن كانت الأخيرة ابتعدت عنه قليلاً بعد خلافه مع رئيس وزرائه السابق، حسن علي خيري، لما يحظى به الأخير من شعبية كبيرة داخل الولاية، وعلاوةً على ذلك يحظى فرماجو بشعبية ونفوذ كبير داخل إقليم غيدو في ولاية جوبالاند، حيث تسيطر القوات الفيدرالية على الإقليم رغماً عن الولاية، وذلك لوجود عشيرة فرماجو داخل هذا الإقليم، الذي يشارك بـ 16 مقعداً في مجلس الشعب.

الرئيس الصومالي السابق، حسن شيخ محمود

ويعتبر الباحث السياسي من الصومال، نور الدين روبو أنّ  "فرماجو أفضل المرشحين حظوظاً، وما يزيد حظوظ فوزه هو أنّ ثلاث ولايات فيدرالية من أصل خمس تم تعيين قادتهم بتدخل مباشر منه، ما يعني أن انتخاب نواب هذه الولايات لفرماجو يعتمد بمدى قرب وقوة العلاقة بين فرماجو وقادة تلك الولايات".

 

اقرأ أيضاً: تحذيرات من تكرار سيناريو أفغانستان.. هذه مخاطر انسحاب "أمصيوم" من الصومال

ويتفق الصحفي الصومالي، عبد الفتاح موسى مع روبو، وذكر أنّ فرماجو يحظى بدعم كلٌ من؛ قطر وتركيا عالمياً، وإثيوبيا وإرتيريا أفريقياً.

وأضاف موسى لـ"حفريات"، أنّ أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية هم: محمد عبد الله فرماجو، وحسن شيخ محمود، وشيخ شريف شيخ أحمد، والثلاثة كانوا رؤساء الصومال سابقاً، والسياسي المعارض عبد الرحمن عبد الشكور ورسمي، ورئيس الوزراء السابق، حسن علي خيري، ورئيس ولاية بونتلاند، سعيد دني.

منافسون أقوياء

ويأتي بعد فرماجو في القوة التنافسية، الرئيس السابق، حسن شيخ محمود، وحلّ في المركز الثاني في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2017، أمام فرماجو، وذكر الباحث الرحنوي في حديثه لـ"حفريات"، أنّه تمكن خلال رئاسته من إيصال 80 عضواً إلى البرلمان من الموالين له، وجلهم أعضاء في حزب الدم الجديد الإخواني، الذي يعتبر واحداً من أقوى الأحزاب الإسلامية في البلاد، ويضم في صفوفه أيضاً رئيس ولاية بونتلاند سعيد دني، الخصم اللدود لفرماجو.

 

اقرأ أيضاً: لماذا تجدّد الصراع مع الصوفية في الصومال؟

وإذا لم يتقدم سعيد دني للانتخابات، فمن المرجح أنّه سيدعم شيخ محمود، ما لم تحمل الانتخابات مفاجأة بإعلان القائم بأعمال رئيس الوزراء الحالي، محمد حسين روبلي ترشحه، وكان روبلي نجح في كسب ود معظم رؤساء الولايات وكذلك ممثلي أرض الصومال، بسبب موقفه الحازم تجاه محاولات فرماجو السابقة لتمديد عهده، ونهجه التوافقي الذي أدى إلى حلحلة الأزمة السياسية.

الرئيس الصومالي السابق، شيخ شريف شيخ أحمد

وفي المرتبة الثالثة، يأتي الرئيس السابق شيخ شريف شيخ أحمد، وهو من أقوى الشخصيات السياسية في الساحة الصومالية، وهو قيادي سابق في اتحاد المحاكم الإسلامية الذي نجح في إعادة الأمن والنظام إلى العاصمة مقديشو وطرد أمراء الحرب، ويقول عنه الرحنوي: "اكتسب احترام شريحة واسعة من المجتمع الصومالي، وهو الآن رئيس اتحاد المرشحين للرئاسة المعارض، الذي يضم في صفوفه ساسة ذوي ثقل كبير".

ويأتي بعد ذلك، رئيس الوزراء السابق، حسن خيري، ويقول الصحفي عبد الفتاح موسى: "ربما يكون حسن خيري من أبرز المنافسين؛ حيث يحظى بدعم أغلبية الشعب الصومالي، وأيضا دعم كبير من القبائل ومن حكام الأقاليم المختلفة". وكان لخيري دوراً توفيقياً خلال الأزمة السياسية، حين كان في منصب رئيس الوزراء، قبل أنّ يعزله فرماجو بطريقة غير دستورية، حين لمع نجمه بين الولايات والشعب.

وبشأن رئيس ودجر، الوزير السابق، عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي، قال الرحنوي: "له شعبية كبيرة في مقديشو، وظهر ذلك جلياً عند استجابة جماهيره لدعوات المظاهرة الرافضة لتمديد فترة فرماجو.

اقرأ أيضاً: قتلى في هجوم إرهابي لحركة الشباب بالصومال... تفاصيل

ويحظى رئيس ولاية بونتلاند سعيد دني، بدعمه ولايته، وكذلك له شعبية في ولاية غلمدغ، وهو مدعوم من دولة كينيا، وكذلك لخيري علاقات قوية بأصحاب رؤوس الأموال وروسيا.

ويقول الصحفي موسى: "قد تختلف هذه التوقعات عند حلول موعد الانتخابات، فقد نشهد مفاجأة في توحيد جبهة المعارضة خلف مرشح واحد، لكي ينافس فرماجو على كرسي الرئاسة، ولعل الاجتماعات الأخيرة لجبهة المعارضة ترشح هذا الرأي، وهو ما سنراه قريباً".

ومن جانب آخر، تتوالى الضغوط الدولية من الأمم المتحدة والمانحين الغربيين على الحكومة الصومالية والساسة للإسراع في الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، والالتزام بسلامة ونزاهة العملية الانتخابية، وتقوم الدول الغربية المانحة بدور كبير في المصالحة والتوسط بين الفرقاء الصوماليين، وتقديم الدعم المالي، وتدفع نحو عبور المرحلة الانتقالية بكتابة دستور دائم، وتغيير نظام الانتخاب، واستكمال مؤسسات الدولة كخطوة مبدئية لسحب القوة الأفريقية ورفع حظر السلاح عن البلاد.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية