نائب رئيس حركة تمازج لـ"حفريات": لهذا قررنا القتال مع الدعم السريع

نائب رئيس حركة تمازج لـ"حفريات": لهذا قررنا القتال مع الدعم السريع

نائب رئيس حركة تمازج لـ"حفريات": لهذا قررنا القتال مع الدعم السريع


28/08/2023

أجرى الحوار: حامد فتحي

تطور جديد شهدته الساحة السودانية خلال شهر آب (أغسطس)، بعد إعلان الجبهة الثالثة "تمازج"، إحدى الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، انضمامها للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، معللة موقفها برفض عودة نظام الإنقاذ الإسلامي إلى الحكم.

وقالت الحركة في بيانها "إننا في حركة تمازج نعلن وبصورة رسمية انضمامنا للقتال مع قوات الدعم السريع ضد فلول النظام السابق، الذين اتخذوا القوات المسلحة مطية بغية الوصول إلى السلطة، وإعادة إنتاج النظام الشمولي القمعي".

وللوقوف على سبب تبدل موقف الحركة من الدعوة إلى عدم الانحياز إلى أحد طرفي القتال، إلى الانضمام إلى قوات الدعم السريع، حاورت "حفريات" نائب رئيس الجبهة الثالثة "تمازج"، الفريق بابو مكي حمدين.

هنا نصّ الحوار:

ما هي أسباب انضمام حركة "تمازج" إلى جانب الدعم السريع في القتال الدائر في السودان؟

أول هذه الأسباب عدم التزام الحكومة السودانية بتنفيذ اتفاق السلام (اتفاق جوبا 2020)، خاصة بروتوكول الترتيبات الأمنية، والتدخل السافر من فلول النظام البائد في الحرب، والتمادي في إشعال نار الفتنة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وذلك بغرض تمزيق الوطن. إضافة إلى ذلك، وجدنا أن القضية التي يقاتل من أجلها الدعم السريع هي قضية عادلة، واضحة المعالم، تهدف إلى حماية التحول المدني الديمقراطي.

إننا في حركة تمازج نعلن وبصورة رسمية انضمامنا للقتال مع قوات الدعم السريع ضد فلول النظام السابق

لماذا قررتم بعد أربعة أشهر من القتال الانضمام إلى الدعم السريع؟ وما هي دلالات التوقيت؟

اكتشفنا مؤخراً أنّ فلول النظام البائد هي التي تقف خلف تأجيج هذا الصراع العسكري، وهم ظلوا يحاولون الوصول إلى الحكم عبر المؤسسة العسكرية، لذا قررنا الانضمام للقتال مع قوات الدعم السريع لإنقاذ المواطن السوداني.

كيف سيؤثر انضمام حركة "تمازج" إلى جانب الدعم السريع على مجريات القتال؟

"تمازج" حركة عسكرية سياسية، شأنها شأن الحركات التي رفعت السلاح من أجل رفع الظلم والتهميش عن كاهل المواطن السوداني، وهي حركة لها نفوذ كبير على مستوى السودان، ولها الخبرة الواسعة في القتال.

الإسلاميون وصلوا إلى السلطة بالدبابات، وحكموا السودان ثلاثين عاماً، ولم يقدموا للسودانيين إلا القمع والجوع والفقر والمرض والحروب القبلية، ونهب ثروات البلاد

وميدانياً تسيطر الحركة على مناطق واسعة من غرب السودان، وهي مناطق غنية بالموارد، ناهيك عن الانتشار العسكري الكثيف في كل من إقليمي دارفور وكردفان، وبالتأكيد انضمامنا للقتال سيؤثر على مجريات العمليات الحربية.

وتمتلك حركتنا قدرات عسكرية متطورة، ولدينا جنود مدربون على كل فنون القتال، وإذا طالت الحرب سترون كيف سيغير دخول حركة تمازج إلى جانب الدعم السريع المعادلة في الميدان.

أعلنتم عن إشراك قواتكم في معارك الخرطوم إلى جانب الدعم السريع، فما هو الموقف العملياتي في الخرطوم؟

الموقف العملياتي حتى الآن لصالح قوات الدعم السريع؛ لأنها تسيطر على العديد من المواقع الإستراتيجية، ولا صحة لما يُشاع عن تقدم الجيش السوداني، وآخر هذه المعارك سقوط سلاح المدرعات. والجدير بالذكر أنّ حضور "تمازج" في معركة سلاح المدرعات كان حضوراً فاعلاً؛ حيث كان رئيس الحركة والقائد العام لقوات "تمازج"، الفريق محمد علي قرشي، يتقدم قواته في اقتحام سلاح المدرعات.

من هم الفلول الذين تتهمونهم بالسيطرة على الجيش؟

الفلول هم نظام المؤتمر الوطني والجبهة الإسلامية وواجهاتهم من الأحزاب الوليدة، والتي جاءت عبر مسميات مختلفة مثل؛ كتائب الظل والدفاع الشعبي، وغيرهما من الواجهات الأخرى، لذلك كل هذه المسميات يُطلق عليها فلول وكيزان.

ما دور الإسلاميين من نظام الإنقاذ البائد في اندلاع الحرب في السودان؟

لا شك في أنّ الإسلاميين وصلوا إلى السلطة بالدبابات، وحكموا السودان ثلاثين عاماً، ولم يقدموا للسودانيين إلا القمع والجوع والفقر والمرض والحروب القبلية، ونهب ثروات البلاد، والآن ظهروا في هذه الحرب لكي يعودوا إلى السلطة للمرة الثانية عبر بوابة الجيش، وخير دليل على ذلك استنفارهم لمختلف الكتائب الجهادية.

وما مسؤولية الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية عن الأزمات التي يعاني منها السودان؟

هم سبب هذه الأزمات؛ من حروب قبلية وصراع سياسي وتفتيت النسيج الاجتماعي.

إذاً، ما هي رؤيتكم للأزمة التي يشهدها السودان اليوم؟

رؤيتنا أنّ هذه الأزمة لا تحلّ إلا عبر الحوار، وذلك يتطلب إزالة النظام البائد من المؤسسة العسكرية، وتهيئة البلاد لحوار سوداني - سوداني، يجمع كل القوى السياسية والمجتمعية على طاولة حوار مستديرة، لمناقشة الأزمة بشكل مستفيض، والاستفادة من تجارب الدول الشقيقة في حلّ الأزمات.

هل من فرصة لجلوس طرفي الصراع على طاولة مفاوضات قريباً؟

يمكن ذلك، إذا امتلك الجيش السوداني قراره، وأبعد الطرف الثالث من صفوفه، يمكن أن نتوقع عملية تفاوض عاجلة. نحن لا نرى أي تعنت من قبل قوات الدعم السريع للجلوس على طاولة المفاوضات، لكن لا يزال القرار مختطفاً داخل الجيش السوداني من قبل فلول النظام البائد.

لماذا تطالبون بتفكيك دولة 56؟ وهل الحكم الاتحادي الكامل حل لمشاكل الهامش في السودان؟

دولة 56 هي سبب كل المشاكل الآن؛ لأنها دولة شمولية الحكم، تُدار بنظام الحزب الواحد أو الرجل الواحد، وفيها ديكتاتورية مطلقة، وهضم لحقوق الشعب السوداني. أما الحكم الاتحادي فلا نعتقد بأنه حلّ لمشاكل الهامش في السودان؛ لأنّ الإسلاميين استفادوا منه، وعملوا على احتكار القرار بقبضة من حديد ليس فيها أدنى حد من الديمقراطية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية