"هدف".. مطعم مغربي يدعم ذوي الاحتياجات الخاصة

"هدف".. مطعم مغربي يدعم ذوي الاحتياجات الخاصة


01/02/2018

في مبادرة إنسانية فريدة من نوعها، يحاول مجموعة من الأشخاص محو تلك الصور النمطية السائدة، بشأن عجز ذوي الإعاقة، وصعوبة اندماجهم في المجتمع، عن طريق تشغيلهم في مطعم مغربي بالعاصمة الرباط.

ويهدف المطعم "هدف"، الذي أسّسته جمعية آباء وأصدقاء الأشخاص المعاقين ذهنياً، وساهمت في تمويله المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية (برنامج حكومي يدعم المشروعات الاجتماعية)، إلى مساعدة الأشخاص المعاقين ذهنياً في مواجهة إعاقتهم، بقيامهم بأنشطة إنتاجية وإبداعية، لتقوية ثقتهم في إمكانياتهم الذاتية وتنميتها، وتحقيق الاستقلالية المادية لهم.

بداية المطعم كانت مقصفاً تابعاً للمركز المهني والاجتماعي للأشخاص المعاقين ذهنياً؛ حيث كان يقدّم، في البداية، نحو 100 وجبة يومية للشباب، إلى أن قرّرت الإدارة آنذاك، أن تفتحه للجمهور كمطعم عام، بما يسمح لطاقم العاملين فيه بالاختلاط بالناس والتعامل معهم، كما أنّها أرادت تغيير الطريقة التي ينظر بها النّاس للمعاقين ذهنياً.

المطعم اكتسب الكثير من الزبائن الذين يأتون للاستمتاع بأطباق ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل معهم

بابتسامته الخجولة التي لا تغادر محياه، يحكي علي قيس، الذي يعمل نادلاً في المطعم، يقول: "أنا سعيد جداً بالعمل الذي أقوم به، أرحّب بزبائن المطعم، وأسجّل طلباتهم"، ويضيف: "لقد تعلّمت كيفية تقديم الصحون، وترتيب الطاولة، والاعتناء بالهندام، وأقول دائماً "شهية طيبة"".

بينما يُسجّل علي طلبات الزبائن في المطعم، الذي يعمل 3 أيام في الأسبوع (الثلاثاء، الخميس، الجمعة)، يشتغل زملاؤه وزميلاته في إعداد الأطباق، وبمجرد دخول المطبخ، تفوح الروائح الزكية التي تدغدغ الأنوف وتغازل البطون. ويقطّع يوسف القبطي الخضروات، ويعمل على تزيين قطع اللحم في الصحون، التي تبدو فيها القطع مرصوصة في دقة متناهية التناسق كالفسيفساء.

وعن عمله، وما يقوم به، قال يوسف، بنبرة متحمسة وابتسامة عريضة: "يعجبني العمل هنا، استفدت كثيراً، وأحلم في أن أصير طباخاً ماهراً، ومحترفاً عالمياً للطبخ".

يضمّ مطعم "هدف"، 11 شاباً وشابة من ذوي الإعاقة، يشتغلون تحت إدارة الشيف كريمة الرحماني، التي أسندت لها هذه المهمة، منذ افتتاحه في نيسان (أبريل) 2017، وعن طريقة تجاوب هؤلاء الشباب مع العمل داخل المطبخ، أوضحت الرحماني، "ما يميّز هؤلاء الشباب: حبهم للعمل وللتعلّم، وتتراوح كفاءتهم وقدراتهم من شاب إلى آخر، نعمل على إعطاء دروس نظرية وتطبيقية".

وترى الرحماني، أنّ من بين الصعوبات التي تعترض هؤلاء الشباب "النسيان"، لذلك فلا بدّ من التذكير بالأساسيات في المطبخ من فترة لأخرى.

من جانبها، تعمل عائشة القاسمي، على تعليم الشباب أساسيات التواصل مع الزبائن، وكيفية تقديم الطعام، والاعتناء بالنظافة والهندام.

وتابعت القاسمي، "استطاع المطعم كسب زبائن أوفياء، يأتون إلى "هدف" بحبٍّ، للاستمتاع بالأطباق، والحمد لله، إقبال المغاربة في تزايد، ونطمح للمزيد".

أظهرت نتائج البحث الوطني الثاني حول الإعاقة للعام 2014، أنّ نسبة المعاقين في المغرب، وصلت إلى 6.8%، أي بما مجموعه أكثر من مليوني شخص في وضعية إعاقة، كما أفادت الدراسة، التي أعدّتها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أنّ أسرة واحدة من بين أربع أسر في المغرب، معنية بالإعاقة، أي ما يمثّل نسبة 24.5%.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية