هل تؤتي تحركات رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد أكلها؟ وما موقف الإخوان؟

هل تؤتي تحركات رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد أكلها؟ وما موقف الإخوان؟


17/02/2021

أجرى المسؤولون الليبيون الجدد عدة لقاءات تهدف إلى تهيئة الأجواء لتسلّم الحكومة الجديدة مهامها.

والتقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي، الأحد الماضي، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في مدينة القبة (شرقاً)، والتقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة محافظ البنك المركزي الصديق الكبير.

وزار المنفي الخميس الماضي بنغازي، والتقى قائد الجيش خليفة حفتر، بمقرّه العسكري في منطقة الرجمة.

زار المنفي الخميس الماضي بنغازي، والتقى قائد الجيش خليفة حفتر

وحول اللقاء، أصدرت القيادة العامة بياناً أوضحت فيه أنّ المنفي وحفتر "تبادلا وجهات النظر"، مشيرة إلى أنّ حفتر أكد على دعمه لـ"الحفاظ على الديمقراطية، والتداول السلمي للسلطات، ودعم المجلس الرئاسي الجديد، وحكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات، والوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل".

اقرأ أيضاً: 10 سنوات على ثورة فبراير.. ماذا تغير في ليبيا؟

وزار الدبيبة في اليوم ذاته مقرّ المصرف المركزي الليبي في طرابلس، والتقى المحافظ الصديق الكبير، وبحث معه جهود ضمان الاستقرار المالي والنقدي للدولة الليبية، وسبل توحيد المؤسسات تحقيقاً للأهداف الوطنية.

 

محمد المنفي في أول زيارة له إلى ليبيا يلتقي قائد الجيش ورئيس مجلس النواب في الشرق الليبي

 

وقال الدبيبة في تغريدة له: إنه "في إطار الاستعداد لعمل الحكومة بالشكل الذي يسهم في تحقيق الاستقرار المالي وتحسين معيشة المواطنين بشكل عاجل، التقيت بالسيد الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي"، مشيراً إلى أنّ "مسؤولية مشتركة (تقع على الجميع) للخروج بليبيا من مأزقها"، مضيفاً: "روح التعاون والعمل المشترك هو ما يمكن أن يسهم في تحقيق ذلك".

وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي، عقب لقائه مع عقيلة صالح، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "جمعني لقاء مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، تمّ خلاله مناقشة أهمية دور مجلس النواب في هذه المرحلة".

اقرأ أيضاً: ليبيا: هل تُفسد الميليشيات العملية السياسية؟

وأضاف: "تمّت (خلال اللقاء) مناقشة تهيئة الظروف أمام منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، لتتمكن من تحقيق أهدافها، بداية بتوحيد المؤسسات، ومروراً برفع المعاناة عن المواطنين، وبسط الأمن والاستقرار في البلاد".

 

القيادة العامة تؤكد على دعم التداول السلمي للسلطات، ودعم المجلس الرئاسي الجديد، وحكومة الوحدة الوطنية

 

والتقى المنفي بعدد من أعضاء مجلس النواب وعمداء للبلديات المجاورة لمدينة البيضاء (شرقاً)، في زيارة هي الثالثة له إلى مدينة بالمنطقة الشرقية منذ انتخابه، بعد زيارته لبنغازي وطبرق خلال الأيام الـ3 الماضية.

وقال المنفي، في تصريحات صحفية خلال زيارته مدينة طبرق: إنّ من الأهداف الأساسية للمجلس الرئاسي المصالحة الوطنية، وتوحيد المؤسسة العسكرية.

وفي إطار توحيد المؤسسات، يعقد مجلس النواب الليبي منذ يوم الإثنين الماضي جلسة في مدينة صبراته غرب البلاد، بهدف دعم جهود توحيده، وانتخاب رئيس جديد له، خلفاً لعقيلة صالح، وترتيب منح الحكومة الجديدة الثقة.

وبدأ أعضاء مجلس النواب الليبي، بشقيه طبرق وطرابلس، السبت، بالتوافد إلى مدينة صبراتة لعقد الجلسة.

هذا، وكرّر المنفي حديثه عن الأولويات الـ3 التي ستعمل السلطة الموحدة على تحقيقها خلال الفترة المقبلة، وعلى رأسها "توحيد المؤسسة العسكرية"، وذلك عبر "دعم اللجنة العسكرية المشتركة 5+5". 

 

مجلس النواب الليبي يعقد جلسة في مدينة صبراتة، بهدف دعم جهود توحيده، وانتخاب رئيس جديد له خلفاً لعقيلة صالح

 

جاء ذلك في أول تصريح صحفي له عقب وصوله إلى العاصمة طرابلس أمس، الذي لا يختلف كثيراً عن حديثه في طبرق، فقد تناول المسألة نفسها، قائلاً في حينها: إنه اختار البداية بالمؤسسة العسكرية في المنطقة الشرقية.

ومثل وعوده في طبرق أيضاً، تعهد المنفي بالعمل على "رفع المعاناة عن المواطن بتوحيد المؤسسات التنفيذية، وتحقيق المصالحة، لأنها الأرضية التي سيقف عليها الليبيون للوصول إلى الدولة المدنية المرجوة بالانتخابات في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل".

ولدى وصوله إلى العاصمة الليبية أمس كان في استقباله رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، وعضو المجلس الرئاسي عن المنطقة الغربية عبد الله اللافي.

وفي المطار، صرّح المنفي بأنّ "الحكومة ستكون جاهزة في غضون أيام، وستُعرض على مجلس النواب للتصويت عليها"، حسب مكتبه الإعلامي.

وأوضحت مصادر لـ"سكاي نيوز" أنّ المنفي تناول في نقاشاته مع دبيبة سبل إحداث توازن في اختيار الوزراء، بما يمثل الأقاليم الـ3 "برقة وطرابلس وفزان"، إضافة إلى التوافقات الأخرى الخاصة بالمناصب السيادية، مثل محافظ المصرف المركزي، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط، حسب المصادر.

 

المنفي تناول في نقاشاته مع دبيبة سبل إحداث توازن في اختيار الوزراء بما يمثل الأقاليم الليبية الـ3

 

ويبدي دبيبة انفتاحه على العمل مع المنفي، وذلك ما اتضح في أول تعليق صادر عنه حول لقائه مع الأخير، فقد قال عبر حسابه على موقع "تويتر": "حريصون على استمرار أجواء التعاون والتواصل الإيجابي بين مؤسسات الدولة؛ بما يحقق آمال وتطلعات الشعب الليبي".

لكن لم تكن جميع الأصوات "مرحبة" بالمنفي في طرابلس، وخاصة جماعة الإخوان والمؤيدين لها، وعلى رأسهم خالد المشري رئيس ما يُسمّى مجلس الدولة، وفق ما كشفت المصادر.

وأوضحت مصادر نقلت عنها صحيفة "الوسط" الليبية أنّ المشري أغضبه لقاء المنفي بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، وهو أول اجتماع يعقده رئيس المجلس الرئاسي الجديد بشخصية بارزة في ليبيا، لدى وصوله إلى البلاد قادماً من اليونان.

وزعم المشري أنّ لقاء المنفي وحفتر رسالة "سلبية" لليبيين، لا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن، بعد كلّ ما تسبب فيه من دمار ومآسٍ"، على حدّ قوله.

وفي السياق ذاته، يقول المسؤول الإعلامي لتجمع ميليشيات ما يُعرف بـ"بركان الغضب" عبد المالك المدني: إنّ لقاء حفتر والمنفي "كارثة".

وتساءل المدني عبر صفحته على "فيسبوك: "أين هم الآن من قالوا لنا قبل أيام إنّ المنفي لا يعترف بحفتر"؟

اقرأ أيضاً: تركيا تستعد لإرسال دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا... لماذا؟

وأعلن صالح جعودة، عضو تنظيم الإخوان المصنف في الكثير من الدول تنظيماً إرهابياً، وما يُعرف بـ"مجلس الدولة الاستشاري" أنه "خُدع في محمد المنفي عقب لقائه مع المشير حفتر."

واعترف بأنه هو وزملاؤه بمجلس الدولة نادمون على دعمه، قائلاً: "لا نلوم إلا أنفسنا، هذا الرجل باعنا وباع من رشّحوه ودعموه، اللي نقولوا موسى يطلع فرعون".

 

قيادات جماعة الإخوان المسلمين أغضبهم لقاء المنفي بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر

 

من جهتها، قادت عضو مجلس النواب المجتمع بطرابلس ربيعة بوراص هجوماً عنيفاً على المنفي، الذي وصفته بـ"غير المسؤول"، واعتبرت أنه بزيارته لحفتر "يهدد بوادر الثقة التي حاولنا زرعها بين كل الأطراف، وهذه التصرفات تهدد مشروع انتقال السلطة".

وشددت البرلمانية، في تدوينة على حسابها في فيسبوك، على رفضها لقاء المنفي لحفتر "الذي دمّر العاصمة طرابلس، وترمي كل التضحيات من أجل السلام خلف ظهرك".

وتتزامن هذه التصريحات مع أخرى تركية ترفض السلام وتهدد بمزيد من الحرب، فقد أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في مؤتمر عسكري تركي، أنه رغم تقدم العملية السياسية إلا أنّ إطلاق النار "مستمر وسيستمر"، وفق ما أوردت الأناضول الأسبوع الماضي.

وكان حفتر قد شدّد على دعم المجلس الرئاسي الليبي الجديد وحكومة الوحدة الوطنية، التي أنتجها الحوار السياسي لتوحيد المؤسسات والوصول بالبلاد إلى الانتخابات المنتظرة.

وبعد زيارة المنفي لبنغازي، هناك زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة الليبية الجديد عبد الحميد دبيبة، حسبما أعلنت وكالة "نوفا" الإيطالية.

وقالت الوكالة: إنّ "دبيبة" سيتوجه إلى مدينة بنغازي خلال الأسابيع المقبلة، ولم يتضح بعد برنامج زيارته للمدينة.

وأصبحت بنغازي المقرّ الدستوري لمجلس النواب الليبي، ومقرّاً لعمل الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، التي من المفترض أن تسلّم السلطة للحكومة الجديدة عقب نيلها الثقة من مجلس النواب.

اقرأ أيضاً: فرنسا تدعو إلى رحيل القوات الأجنبية من ليبيا... ما علاقة تركيا؟

وفي 5 شباط (فبراير) الجاري، وبرعاية أممية، انتخب أعضاء ملتقى الحوار السياسي بجنيف المنفي رئيساً للمجلس الرئاسي، بعضوية موسى الكوني، وعبد الله حسين اللافي، وعبد الحميد دبيبة رئيساً لمجلس الوزراء.

ومن المفترض أن يباشر المنفي ودبيبة مهامّهما رسمياً فور منحهما الثقة من مجلس النواب، حال تمكنه من عقد جلسة "مكتملة النصاب"، وإذا لم يحدث ذلك، فسيعود أمر البتّ في السلطة الجديدة لملتقى الحوار السياسي الليبي، وفق ما كشفته الممثلة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة لدى ليبيا ستيفاني وليامز.

وسوف تدير تلك السلطة المؤقتة شؤون البلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية