هل يساهم سلاح الإعلام في حسم الصراع داخل جماعة الإخوان؟

هل يساهم سلاح الإعلام في حسم الصراع داخل جماعة الإخوان؟


23/01/2022

تكثف جبهة القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير من تحركاتها الإعلامية، من أجل حسم ورقة مهمّة في المعركة الدائرة على النفوذ، ألا وهي إقناع القواعد بشرعية الجبهة، وكسب دعمها في مواجهة الجبهة الأخرى.

ويرى مراقبون أزمة الإخوان الحالية أنّها غير مسبوقة، والأوسع في تاريخها، خصوصاً أنّها تأتي في ظلّ ضعف التنظيم وتشرذمه، وسط توقعات بإمكانية أن تنقسم الجماعة إلى عدة جماعات من رحم ذلك الخلاف.

وقد عُدّ الإعلام من المؤشرات المبكرة على تفجّر الخلاف واستفحاله، بإنشاء صفحات جديدة تحمل اسم الجماعة من قبل جبهة منير، بدلاً من المواقع والصفحات القديمة التي تسيطر عليها جبهة الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، وفي مقدمتها موقع "إخوان أون لاين".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: فشل سياسي وخطط انفصالية واستنفار في أوروبا

يأتي ذلك في الوقت الذي ابتعد فيه أبرز الإعلاميين المحسوبين على الإخوان من تركيا، في إطار التقارب المصري مع تركيا، واستقرارهم في لندن؛ ممّا يمنح جبهة منير تميزاً نوعيّاً آخر.

سلطان: جماعة الإخوان تفضّل نقل بعض القنوات نتيجة التغيرات الإقليمية من التقارب بين مصر والإمارات وتركيا، وتُعتبر بريطانيا الدولة الأنسب

في غضون ذلك، يقول الباحث في ملف الجماعات الإسلامية أحمد سلطان لـ"حفريات": "إنّه خلال الفترة الماضية كان هناك نشاط إعلامي مكثف لجبهة إبراهيم منير، هذا النشاط شمل العديد من الفاعليات والنشاطات، منها إطلاق موقع جديد للجماعة باسم "الإخوان المسلمين" بدلاً من "إخوان أون لاين"، بالإضافة إلى سلسلة من اللقاءات التنظيمية التي جرت بين إبراهيم منير ونائبه محيي الزايط وحلمي الجزار وأسامة سليمان، وكلهم التقوا بالعديد من شباب الإخوان افتراضياً، وأوضحوا وجهة نظرهم من أنّهم ليسوا ضدّ عودة جبهة حسين، شريطة أن يعلنوا اعتذارهم وتراجعهم، وأن يوافقوا على قرارات منير".

في الوقت ذاته، يجري تأسيس شركة جديدة في بريطانيا تحت اسم "الشرق للخدمات الإعلامية"، والتي من المفترض أن تكون جديدة معبّرة عن الإخوان، وستبثّ من الأراضي البريطانية، لكنّها حتى الآن لم تحصل على تصريح للبث.

اقرأ أيضاً: هل يلجأ الإخوان إلى الاغتيال لحسم صراعهم الداخلي؟

ويشير إلى أنّ جماعة الإخوان تفضّل نقل بعض القنوات نتيجة التغيرات الإقليمية من التقارب بين مصر والإمارات وتركيا، وتُعتبر بريطانيا الدولة الأنسب، وفي حال لم تمنحهم بريطانيا تصاريح، فسوف يتمّ التفكير في الانتقال إلى دولة أوروبية أخرى، وفي الغالب ستكون أسبانيا.

وختم سلطان حديثه قائلاً: "إنّ النشاط المكثف لجبهة منير بارز، سواء  عبر الموقع، أو اللجنة الإعلامية النشطة التي تضمّ الكثير من الشباب، وكذلك بما تعقده من لقاءات كثيرة ورسائل أسبوعية، ومن الواضح جداً حالة النشاط الإعلامي لدى جبهة منير.

اقرأ أيضاً: كيف تغيّر سيد قطب وغيّر الإخوان معه؟

وكان منير قد استأنف عادة نشر رسالة أسبوعية للجماعة يوم الجمعة عبر الموقع الرسمي، وهي أقرب إلى الخطبة، وتحمل الكثير من الرسائل غير المباشرة، وهو عُرفٌ توقف منذ شهور، خصوصاً بعد القبض على محمود عزت.

وجاءت الرسالة الأخيرة يوم الجمعة الماضي، والمنشورة عبر صفحة "المتحدث الإعلامي- الإخوان المسلمون"، عن ثورة كانون الثاني (يناير)، استغلالاً لذكرى الثورة المصرية.

في سياق متصل، نقل موقع "سكاي نيوز" عن مصادر، لم يسمّها، أنّ منير عقد اجتماعات مكثفة على مدار الأيام القليلة الماضية في إطار التمهيد لإطلاق مواقع إلكترونية ومنصات إعلامية وفضائية جديدة تُبثّ من لندن، بالاعتماد على عناصر الإعلام الإخواني الهاربين من تركيا على مدار العام الماضي.

 

تحاول جبهة حسين اللحاق بالنشاط الإعلامي للجبهة المضادة؛ حيث قرّرت قبل يومين تعيين متحدث جديد باسم الجماعة في الخارج

 

وتستهدف تلك المنصات، بحسب المصادر، العمل على محورين؛ الأوّل: تبنّي خطاب موجّه لقواعد التنظيم مؤيد لمنير ومجموعته من جهة، ويستهدف ترسيخ الأفكار والتغييرات الهيكلية التي تحاول المجموعة إقرارها من جهة أخرى، ويتعلق المحور الثاني بالجمهور العربي وبالتحديد المصري، ومن المخطط لها أن تعتمد على خطاب تحريضي، ولكن بشكل مراوغ، بعيداً عن استخدام المصطلحات العدائية الواضحة أو الرسائل الصريحة.

وتقول المصادر، بحسب "سكاي نيوز": إنّ إبراهيم منير ومجموعته مثل بقية قيادات التنظيم، ليس هناك اختلاف فيما بينها حول فكرة استخدام العنف أو العمل المسلح، كما حاولوا الترويج للأمر مؤخراً، ولكنّ الاختلاف حول آليات توظيف العنف لخدمة أجندة التنظيم؛ ولذلك تحاول المجموعة تصدير خطاب مغاير؛ على أمل المصالحة مع الدولة المصرية، والعودة إلى المشهد السياسي.

اقرأ أيضاً: التأسيس الثالث للجماعة: هل ينقذ الإخوان من أزمتهم؟

ومن جهة أخرى، تحاول جبهة حسين اللحاق بالنشاط الإعلامي للجبهة المضادة؛ حيث قرّرت قبل يومين تعيين متحدث جديد باسم الجماعة في الخارج، وقالت في بيان: "يُعيّن الأستاذ علي حمد متحدثاً إعلامياً لجماعة الإخوان المسلمين بالخارج، وذلك بالإضافة إلى الدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي الحالي بالخارج، وكذلك المتحدثين الإعلاميين بالداخل، وهم: الأستاذ حسن صالح، والأستاذ أحمد عاصم، والأستاذة إيمان محمود، وعُنون البيان بـ"اللجنة القائمة بعمل فضيلة المرشد، عضو اللجنة والمتحدث باسمها، د. مصطفى طلبة".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية