هل يشعل العداون الإسرائيلي على غزة حروب البحار؟

هل يشعل العداون الإسرائيلي على غزة حروب البحار؟

هل يشعل العداون الإسرائيلي على غزة حروب البحار؟


20/11/2023

مع كل حرب في منطقة الشرق الأوسط تتجه الأنظار إلى الممرات البحرية، خاصة الخليج العربي ومضيق هرمز وباب المندب، باعتبار أنّ هذه الممرات البحرية يمر عبرها حجم كبير من مصادر الطاقة، والتي تنعكس بشكل مباشر على اقتصاديات العالم وليس دول المنطقة فقط، وحادثة اختطاف ميليشيات الحوثي لسفينة في البحر الأحمر على اعتبار أنّها تابعة لإسرائيل، يثبت صحة هذه النظرية.

هذه الحقائق تدفع الولايات المتحدة وبعض دول الغرب إلى تعزيز قوتها البحرية قرب تلك الممرات البحرية، وهذه التعزيزات من شأنها أن تجعل بعض دول المنطقة المطلة على الخليج، ومنها إيران، تشعر بالقلق ومخاطر مباشرة تهدد أمنها القومي مع تحرك تلك الأساطيل، وفق (المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات) في درساة صادرة عنه تتعلق بتأثير الحروب والنزاعات على خطوط الملاحة البحرية.

وقالت الدراسة إنّ الحرس الثوري الإيراني، وميليشياته في اليمن خاصة، تتمتع بالقدرة على تهديد الممرات المائية، لا سيّما في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، ذات الأهمية الاستراتيجية والمضطربة للغاية، وأنّ لديه عدة خيارات في تهديد الممرات المائية؛ وهي: القوات البحرية التي تضم أسطولاً من الزوارق والسفن الصغيرة للهجوم السريع، والعديد منها مسلح بالصواريخ والطوربيدات.

الحرس الثوري الإيراني، وميليشياته في اليمن خاصة، تتمتع بالقدرة على تهديد الممرات المائية

ويمكن لهذه السفن مضايقة وتعطيل خطوط الشحن في الخليج العربي، ويمتلك الحرس الثوري الإيراني مجموعة متنوعة من الصواريخ المضادة للسفن، بما في ذلك الصواريخ المنصوبة على الشاطئ والصواريخ التي تطلق من السفن، ويمكن لهذه الصواريخ أن تستهدف السفن في المنطقة، بما في ذلك السفن العسكرية والتجارية.

ومن الخيارات أيضاً الحرب غير التقليدية؛ حيث يُعرف الحرس الثوري الإيراني بقدرته على الانخراط في حروب غير تقليدية وغير متكافئة، ويشمل ذلك أنشطة مثل عمليات التخريب والهجمات على السفن البحرية والتجارية، ويشكل التهديد بالحرب غير المتكافئة في المجال البحري مصدر قلق كبير.

هذا إلى جانب تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، حيث قامت إيران بتطوير ونشر مجموعة من الطائرات بدون طيار التي يمكن استخدامها للمراقبة والاستطلاع، وربما للعمليات الهجومية في الخليج العربي وما حوله.

ومن الخيارات أيضاً القوات بالوكالة، وتمتلك إيران القدرة على استخدام القوات بالوكالة في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن، لتعطيل حركة المرور البحرية، وقد يستخدم هؤلاء الوكلاء الألغام البحرية أو يشنون هجمات على السفن لتحقيق أهدافهم.

الحرس الثوري الإيراني لديه عدة خيارات في تهديد الممرات المائية؛ وهي: القوات البحرية، والحرب غير التقليدية، وتكنولوجيا الطائرات المسيّرة، والقوات بالوكالة

وأشارت الدراسة إلى أنّه على الرغم من أنّ الحرس الثوري الإيراني لديه القدرة على تهديد الممرات المائية، إلا أنّه يفعل ذلك ضمن سياق جيوسياسي أوسع، وتلعب التوترات في المنطقة، والنزاعات مع الدول المجاورة، والعقوبات الدولية، دوراً في تشكيل تصرفات الحرس الثوري الإيراني والتهديدات المحتملة التي يشكّلها على الأمن البحري. 

ولفتت الدراسة إلى أنّ الوضع في الخليج العربي معقد، وتقوم مختلف الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها، بمراقبة هذه التهديدات المحتملة والردّ عليها، للحفاظ على الاستقرار الإقليمي والتدفق الحر للبضائع عبر هذه الممرات المائية.

وحول قدرة الحوثيين على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، أشارت الراسة إلى أنّه من المتوقع أن تؤدي الضربات الجوية الحوثية إلى تعطيل حركة المرور عبر مضيق باب المندب، الذي يمر عبره 10% من التجارة العالمية. 

قامت إيران بتطوير ونشر مجموعة من الطائرات بدون طيار التي يمكن استخدامها للمراقبة والاستطلاع

وقد حذّرت جماعة الحوثي اليمنية في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري من أنّها ستهاجم السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وأعلنت مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على مدينة إيلات الساحلية الرئيسية في جنوب إسرائيل. 

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في تصريح بثته قناة (المسيرة): "أعيننا مفتوحة للمراقبة المستمرة والبحث عن أيّ سفينة إسرائيلية"، سنقوم بتفتيش السفن التابعة لإسرائيل والتحقق منها، ولن نتردد في استهدافها، وليعلم الجميع أنّ إسرائيل خائفة".

ونفذ الحوثيون في اليمن تهديداتهم يوم أمس بحجز سفينة شحن، مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان، في جنوب البحر الأحمر. 

الخليج العربي ومضيق هرمز وباب المندب، ممرات بحرية يمر عبرها حجم كبير من مصادر الطاقة، والتي تنعكس بشكل مباشر على اقتصاديات العالم

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تتم إدارة سفينة الشحن من قبل شركة مملوكة جزئياً لرجل الأعمال البريطاني الإسرائيلي رامي أونغار. 

وتطرقت الدراسة إلى مهام القوات البحرية الأمريكية، والمعروفة أيضاً باسم الأسطول الأمريكي الخامس، في الخليج العربي، وهي منطقة حيوية استراتيجياً بسبب أهميتها لأسواق الطاقة العالمية والاستقرار الإقليمي. 

وتشمل المهام حرية الملاحة والأمن البحري، والردع والاستقرار الإقليمي، ودعم الحلفاء والشركاء، وعمليات مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة، والمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية، والمساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث، والحفاظ على وجود أمامي.

ولفتت الدراسة إلى أنّ الوضع في الخليج العربي معقد، مع وجود جهات إقليمية متعددة، وصراعات مستمرة، وتوترات طويلة الأمد، ويُعدّ وجود البحرية الأمريكية جزءاً من جهود الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية الأوسع في المنطقة، ويلعب دوراً في تشكيل الديناميكيات الإقليمية وحماية المصالح الأمريكية.

الولايات المتحدة وبعض دول الغرب تعزز قوتها البحرية قرب تلك الممرات

لكن مع الحوادث التي تحدث أخيراً في المنطقة، فإنّه يمكن القول إنّ الوجود الأمريكي غير كافٍ في تغطية هذه المساحات الشاسعة، والتي يمكن أن تجد الميليشيات منافذ فيها لقرصنة السفن أو حتى استهدافها.

وأوضحت الدراسة أنّه بات من المحتمل جداُ انخراط دول أوروبا والغرب في أيّ حرب تؤثر على حرية الملاحة البحرية وعبور صادرات النفط والطاقة، أبرزها الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، وما يعزز ذلك أنّ أمن الطاقة لدى أوروبا والولايات المتحدة والغرب أصبح يؤثر مباشرة على أمن تلك الدول وديمومة حكوماتها.

مواضيع ذات صلة:

ما مصير السفينة التي خطفها الحوثيون؟

كيف نقرأ عملية الحوثي باختطاف سفينة "إسرائيلية" قبالة السواحل اليمنية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية