هل ينجح مؤتمر "دعم استقرار ليبيا" في ترسيخ المسار السياسي؟

هل ينجح مؤتمر "دعم استقرار ليبيا" في ترسيخ المسار السياسي؟


21/10/2021

ينطلق اليوم مؤتمر دعم استقرار ليبيا في العاصمة طرابلس بمشاركة عدد من الدول الفاعلة في الملف، في مقدمتهم مصر وفرنسا وتركيا وتونس والجزائر والسودان.

ويأتي هذا المؤتمر للوصول إلى اتفاق ودعم للمسار السياسي القادم، غير أنّ عدم التناغم بين المشاركين فيه وتضارب مصالحهم في ليبيا يهدد الاستقرار فيها.

وتسعى تركيا إلى استمرار تواجدها في ليبيا وبقاء المقاتلين الموالين لها، وترغب دول مثل مصر في تحقيق الاستقرار لما تمثله ليبيا من عمق استراتيجي لها.

ويأتي المؤتمر قبل شهرين من الموعد المحدد للانتخابات في نهاية كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وبعد بدء خروج دفعات من المرتزقة.

قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إنّ المبادرة تهدف للتوصل إلى "موقف دولي وإقليمي موحّد داعم ومتناسق" 

وقد أعلنت السلطات أنّ الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يان كوبيتش سيشاركان في "المؤتمر الدولي" الذي يعقد في وقت تحاول فيه ليبيا تجاوز عقد من الفوضى بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء أنّه سيشارك في المؤتمر، وذكرت وكالة الأنباء الليبية "لانا" أنّ ممثلين عن كلّ من إيطاليا ومصر والسعودية وتركيا وقطر والجزائر وتونس وتشاد والسودان سيحضرون أيضاً، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وبعد أعوام طويلة من الصراع والحروب بين الشرق والغرب، شُكّلت حكومة وحدة وطنية في ليبيا في مطلع العام بعد حوار ليبي- ليبي في جنيف برعاية الأمم المتحدة، على أن تدير مرحلة انتقالية تقود إلى انتخابات حُدّدت الرئاسية منها في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إنّ المبادرة تهدف للتوصل إلى "موقف دولي وإقليمي موحّد داعم ومتناسق يساهم في وضع آليات ضرورية لضمان استقرار ليبيا، خصوصاً مع قُرب موعد إجراء الانتخابات".

وتكمن الأولوية بالنسبة إلى المجتمع الدولي في إجراء الانتخابات بالغة الأهمية، والتي ما تزال تحيط بها شكوك كثيرة بسبب الانقسامات الداخلية الحادّة.

ويقول الخبير في مركز "غلوبل إينيشياتيف" للأبحاث عماد الدين بادي: إنّ أحد أبرز التحديات يكمن في "التركيز على الحركة الحالية من أجل الإفادة منها للتوصّل إلى استقرار ليبيا، لأنّ دولاً عدّة تريد لليبيا أن تستقرّ، حتى لو بشروطها الخاصة".

وهناك تحدٍّ آخر يتمثل في "التركيز على نتائج مؤتمر برلين، لأنّ جزءاً من سبب عقد هذا المؤتمر هو التوصل إلى نسخة ليبية من آلية برلين".

وقالت المنقوش: إنّ المؤتمر يرمي أيضاً إلى "التأكيد على ضرورة احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ومنع التدخّلات الخارجية السلبية"، مشدّدة على أنّ هذه هي "أهمّ المنطلقات لتحقيق الاستقرار الدائم لبلادنا".

وغذّت الانقسامات الليبية تدخّلات خارجية من دول عدّة دعمت أطرافاً مختلفة في النزاع.

وتُتهم تركيا بالتورط في تأجيج الأوضاع الليبية عبر نقل المرتزقة والأسلحة ودعم الميليشيات التي تمثل معضلة حقيقية في ليبيا.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية