وفاة قاسم عبده.. ماذا تعرف عن شيخ المؤرخين المصريين؟

وفاة قاسم عبده.. ماذا تعرف عن شيخ المؤرخين المصريين؟


27/09/2021

توفي أمس شيخ المؤرخين المصريين قاسم عبده قاسم عن عمر يناهز 79 عاماً، تاركاً بصمة ممتدة في الدراسات التاريخية، فقد كان أوّل من أدخل الدراسات الأدبية ودراسة التراث الشعبي كجزء من دراسته للتاريخ.

نال قاسم درجة الدكتوراه في العام 1975 بمرتبة الشرف الأولى، وكانت حول أهل الذمة في عهد المماليك، وقد تخصص قاسم في دراسة العصور الوسطى، وتحديداً تاريخ المماليك.

وبحسب جريدة "الشروق" المصرية، فإنّ قاسم يُعد الرائد الثالث في دراسة التاريخ المملوكي بعد محمد مصطفى زيادة وسعيد عبد الفتاح عاشور، وقد أسس مدرسة أكاديمية جديدة في جامعة الزقازيق منذ سبعينيات القرن الماضي، التي أصبحت خلال أعوام قليلة المدرسة الأهم في الدراسات المملوكية في مصر.

توفي أمس شيخ المؤرخين المصريين قاسم عبده قاسم عن عمر يناهز 79 عاماً

واتخذت دراسات قاسم عدة اتجاهات؛ أولها دراسات التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لعصر المماليك، وقدّم فيها -بالإضافة إلى الدراسات السابقة- كتابه "دراسات في تاريخ مصر الاجتماعي عصر سلاطين المماليك"، وأبحاثه عن أسواق القاهرة في عصر سلاطين المماليك 1976، والمجاعات والأوبئة في مصر زمن سلاطين المماليك 1983، والحرف والصناعات المرتبطة بالحياة اليومية في مصر، وعصر سلاطين المماليك 1988، ووثائق دير سانت كاترين مصدراً للتاريخ الاجتماعي 1999، بحسب المصدر ذاته.

 

اتخذت دراسات قاسم عدة اتجاهات؛ أوّلها دراسات التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لعصر المماليك، وقدّم فيها  كتابه "دراسات في تاريخ مصر الاجتماعي عصر سلاطين المماليك"

 

أمّا الاتجاه الثاني في دراسته، الذي يُعد رائداً فيه في مجال دراسات تاريخ المماليك، فقد كان دراسة الأدب والتراث الشعبي كمدخل لدراسة التاريخ، ومن أهم دراساته في هذا المجال، كتاب "بين الأدب والتاريخ"، وكتاب "بين التاريخ والفلكلور".

وله عدة أبحاث، منها: السيرة الشعبية مصدراً لدراسة التاريخ الاجتماعي 1986، والشخصيات التاريخية في سيرة الظاهر بيبرس 1986، والأدب الشعبي وسيلة لدراسة التاريخ الثقافي 1988، والموروث الشعبي والدراسات التاريخية، وخطط المقريزي دراسة تطبيقية 1994، وشجرة الدر بين السيرة الشعبية والتاريخ 1999، والرواية والتاريخ تفاضل أم تكامل؟ 2005، والرواية والتاريخ- زمن الازدهار 2009.

اقرأ أيضاً: وفاة وزير الدفاع المصري الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي.. ماذا تعرف عنه؟

أمّا الاتجاه الثالث، فهو دراسته حول التاريخ السياسي لعصر المماليك، وأهمها كتبه المرجعية: الأيوبيون والمماليك بالاشتراك مع علي السيد، وعصر سلاطين المماليك "التاريخ السياسي والاجتماعي"، في تاريخ الأيوبيين والمماليك، ودراسته عن الملك المظفر سيف الدين قطز، وأبحاثه عن القدس في عصر سلاطين المماليك 1990، والصراع حول مصر في أثناء الحروب الصليبية 2001، ومفهوم السلطة في عصر سلاطين المماليك 2002.

ولم يكن اهتمام قاسم مقتصراً على التأليف، بل كان حريصاً على توفير دور النشر التي تُعنى بالدراسات التاريخية والاجتماعية، فأسس مع صديقين له "دار العين".

اقرأ أيضاً: وفاة بطل معركة الجزائر وأول منتج سينمائي.. ماذا تعرف عن ياسف سعدي؟

يقول المؤرخ والروائي الشاب أحمد سعد الدين: كان لي لقاءات مع العلّامة الراحل بمكتبه وفي دار عين للدراسات والنشر التي ساهم في إنشائها برفقة أساتذة آخرين لتكون داراً متخصصة في نشر الدراسات التاريخية والإنسانية والاجتماعية بوجه عام، وكنت أتواصل معه للاستفادة من خبراته وعلمه، وبالفعل قدّم لي العديد من الرؤى المختلفة في مجالي التاريخ والتأريخ، وإشكاليات الكتابة التاريخية، واستفدت منه الكثير في نظرته للكتابة التاريخية والكتابة الأدبية وتداخلاتهما.

فقدان عالم ومؤرخ ومترجم بحجم قاسم عبده قاسم هو خسارة فادحة، وبوفاته قد يحدث خمول كبير في حركة التأريخ في مصر

ويضيف الباحث الشاب، بحسب ما أورده موقع الدستور، أنّ فقدان عالم ومؤرخ ومترجم بحجم قاسم عبده قاسم هو خسارة فادحة، وبوفاته قد يحدث خمول كبير في حركة التأريخ في مصر، وهو ما سيؤثر بالطبع على الحركة الثقافية بوجه عام ويدخلها في مرحلة سكون، بدأت بالفعل برحيل مؤرخين كبار أمثال؛ عبد العظيم رمضان وعبد الوهاب المسيري وآخرين.

وخلال الرحلة الثرية للمؤرخ الراحل، حصد الكثير من الجوائز والتكريمات، وترك الكثير من الكتب والمؤلفات.

وقد حصل قاسم على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1983، وشهادة تقدير للتميز في الإنتاج الأدبي من جمعية الآداب من مصر عام 1985، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من مصر عام 1983، وجائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 2000، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2008.

اقرأ أيضاً: وفاة الشاعر العراقي المتمرد سعدي يوسف بعد صراع مع مرض السرطان

وألّف الراحل أكثر من 40 مؤلفاً بين التاريخ والحضارة، أبرزها حضارة أوروبا العصور الوسطى وهو مؤلف مترجم، عصر سلاطين المماليك "التاريخ السياسي والاجتماعي"، ماهية الحروب الصليبية، سلسلة عالم المعرفة.

وكتب الروائي سعد القرش في رثاء المؤرخ الكبير: "من أنبل من عرفت، والأكثر ترفعاً، وخجلاً من الثناء، عرفته مبكراً عام 1990 بعد قراءة كتابه المهم ماهية الحروب الصليبية، وتوثقت علاقتي به، وتوالت لقاءاتنا في مكتبه بالمريوطية أو بيته في شارع العريش على بعد خطوات من بيتي، اندهش مرّة حين قرأ اسمه مسبوقاً بصفة المؤرخ".

وتابع عبر صفحته على فيسبوك: "رأيت خجله وتواضعه من الثناء، وهو يستحق هذه الصفة بمؤلفاته؛ منها: "عصر سلاطين المماليك"، "بين التاريخ والفولكلور"، "اليهود في مصر... من الفتح العربي حتى الغزو العثماني" عام 1987، حين كان البعض يصف الغازي سليم بالفاتح، وفي أحسن الأحوال يتأرجح بين الغزو والفتح، أمّا ترجماته، فهي دالة على المكان الذي اختاره لنفسه، بهدوء وبدون ادعاءات، مثل كتاب إسبوزيتو "من يتحدث باسم الإسلام؟".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية