داعش والقاعدة والحوثي والإخوان.. رباعي التطرف المتربص باليمن

داعش والقاعدة والحوثي والإخوان.. رباعي التطرف المتربص باليمن


01/09/2019

كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، عن تحالف إرهاب رباعي يشكل تهديدا رئيسيا لاستقرار البلاد، ويتربص بكل محاولات انتشاله من براثن الانقلاب المدعوم إيرانيا منذ أكثر من 4 سنوات.

استئناف تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الهجمات الإرهابية في عدن غداة إحباط الاجتياح المسلح من قبل عناصر إخوانية، عزز تلك الحقيقة التي تحاول كثير من الجهات التغاضي عنها، أو القفز عن أسباب تأخر معركة خلاص اليمنيين من الانقلاب الجاثم على صدورهم.

ووفقا لخبراء، فإن استئناف العمليات الإرهابية بمدينة عدن أزاح الستار عمليا عن تحالف الرباعي، بعد أن ظل طيلة سنوات يعمل تحت راية واحدة ولكن من تحت الطاولة.

داعش إرهاب حسب الطلب

انحسر تنظيم داعش في المحافظات اليمنية الجنوبية بشكل لافت خلال الفترة الماضية، في أعقاب عمليات عسكرية نوعية نفذها التحالف العربي وبمشاركة جوهرية من قوات الحزام الأمني والنُخب الشبوانية والحضرمية.

وكان لافتا أن عودة الهجمات الإرهابية لداعش في عدن غداة إحباط الاجتياح المسلح على العاصمة المؤقتة، ما يكشف، وفقا لمراقبين، أن التنظيم الإرهابي ليس سوى ورقة في أيدي تنظيم الإخوان، يستخدمه لإرباك الأوضاع في المناطق المحررة والانتقام من المدن المناوئة له.

وقالت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" إن الحملات الأمنية التي نفذتها قوات الحزام الأمني خلال الـ48 ساعة الماضية في عدن، وجدت ارتباطات وثيقة بين الإرهابيين وحزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي).

وقال خبراء إن تنظيم الإخوان دائما ما يوكل لداعش تنفيذ العمليات التي يعجز هو عن تنفيذها بشكل علني، وهو ما حدث في مخطط نشر الفوضى داخل عدن.

الحوثي والإخوان.. "ألد الأصدقاء"
برهنت الأحداث الأخيرة في الساحة اليمنية على وجود تنسيق على أعلى المستويات بين مليشيا الحوثي الانقلابية وحزب الإصلاح، تجلت ملامحه في الاجتياح المسلح لمحافظة شبوة وباقي مدن الجنوب.

فحزب الإصلاح الذي يستحوذ على المؤسسة العسكرية بالحكومة الشرعية، خصوصا في مأرب، احتفظ طيلة سنوات بمخازن الأسلحة المقدمة من التحالف العربي ولم يستخدمها ضد الحوثيين في عملية تحرير "صرواح" و"نهم" وصولا إلى صنعاء، بل استنفر كافة عناصره لاجتياح المدن الجنوبية المحررة بالفعل، وفقا لخبراء.

وقال الناشط السياسي اليمني عبدالحبيب الشميري إن الاجتياح المسلح لمدن الجنوب كشف بشكل واضح عن الطرف المعرقل لتحرير صنعاء وتعز وغيرهما من المدن اليمنية القابعة تحت سطوة الانقلاب الحوثي منذ نحو 5 أعوام.

وأضاف الشميري في حديث لـ"العين الإخبارية " أن "حزب الإصلاح كان يسعى لتحقيق عدد من الأهداف دفعة واحدة من وراء الاجتياح المسلح، وفضلا عن إغراق المناطق المحررة بالفوضى وإحراج التحالف العربي خدمة لمليشيا الحوثي الانقلابية، كان إخوان اليمن يهدفون إلى خلخلة جبهات القتال التي تقاتل فيها قوات منحدرة من الجنوب".

ووفقا للناشط اليمني، فقد أراد الإخوان إجبار المجلس الانتقالي الجنوبي على دعوة القوات الجنوبية المرابطة في جبهات الحديدة والضالع، بهدف تقديم تلك الجبهات لقمة سائغة للانقلاب الحوثي الذي يتربص منذ سنوات للانقضاض عليها.

وكثفت مليشيا الحوثي بالفعل خلال الساعات الماضية من هجماتها بمديرية "الدريهمي" التابعة لمحافظة الحديدة غربي البلاد، وجبهات شمال الضالع، بعد عودة عدد من الكتائب الجنوبية إلى عدن، من أجل تأمينها والتصدي لأي اجتياح مسلح، لكن جميعها باءت بالفشل، حسب مصادر عسكرية.

وخلال الأشهر الماضية، تبادلت مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح رسائل غرام ودعوات للتصالح بشكل منفرد، بعيدا عن الحكومة الشرعية التي يدعي الإخوان أنهم جزء منها، كما سلّم الإخوان عددا من جبهات القتال، خصوصا في البيضاء لمليشيا الحوثي بعد انسحابات غامضة.

تناغم الأدوار السري بين الحوثيين وإخوان اليمن خلال السنوات الماضية، وظهوره إلى العلن في أعقاب أحداث عدن، أجاب على تساؤلات عديدة كان الشارع اليمني يبحث عن إجابات لها، أبرزها: من الذي يعرقل تحرير صنعاء وتعز؟ ومن هي الجماعات التي تتاجر بالحرب وبمعاناة اليمنيين عاما بعد آخر، لا هي أنقذتهم بحسم عسكري، ولا بالتمسك بالحل السلمي الذي تجري خلفه الأمم المتحدة؟

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية