الاتحاد الأفريقي قلق من تدفّق الجماعات الجهادية نحو القارة السوداء

الاتحاد الأفريقي قلق من تدفّق الجماعات الجهادية نحو القارة السوداء


كاتب ومترجم جزائري
04/02/2018

حذّر الاتحاد الأفريقي، في اجتماعه بأديس أبابا في يوم 27 كانون الثاني (يناير) 2018، من خطر تهديد الإرهابيين الاسلاميين الأفارقة والأجانب العائدين إلى بلدانهم في القارة السوداء.

وفي ضوء هذا الخطر، دعا مسؤولو الاتحاد الدول الأعضاء في المنظمة الأفريقية إلى الإسراع بوضع "نهج منسق جديد" للتعامل مع هذا التهديد الجديد.

هذه القمة المصغرة لمكافحة الارهاب ضمت عدة مسؤولين رفيعى المستوى، مثل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس، والجنوب إفريقي جاكوب زوما، والنيجيري محمد بوهاري، والمصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى.

قُتل جميعُ مؤسسي الجماعة الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية باستثناء البغدادي الذي يعيش في الظل ويعتقد أنه في أفريقيا

وكان مجلس السلام والأمن في الاتحاد الأوروبي قد حذّر من أنّ "الدولة الإسلامية، التي لها جذور في أفريقيا، والتي خرجت من العراق وسوريا، تسعى الآن فصاعداً إلى جعل القارة الإفريقية قاعدتها الجديدة، خاصة في منطقة الساحل".

ويشير المصدر نفسه إلى أنّ العديد من الدول الإفريقية غير مستعدة في الوقت الحالي لمواجهة آلاف الإرهابيين الإسلاميين العائدين اليوم إلى القارة، والذين يشكلون بالفعل"تهديدا خطيرا للأمن" على القارة.

تستخدم الجماعات الإرهابية مثل بوكو حرام بلدان وسط أفريقيا للإعداد لهجمات على المدنيين الذين يعانون من الفقر والمرض

وأشار مجلس السلام والأمن الأفريقي أيضاً إلى "أنّ المساحات الشاسعة من إفريقيا غير المأهولة، وخاصة فى المناطق الحدودية فى منطقة الساحل، والتى تفتقر إلى وجود السلطات وأجهزة أمنية فاعلة، تزيد من ضعف القارة أمام مخاطر تنقل  وحركات وتحركات هؤلاء الإرهابيين"..

وتخشى الدول الافريقية بشكل خاص من الإسلاميين الأوروبيين، إذ ترى أن "هذه السلالة الجديدة من الارهابيين الذين يُهددون القارة بشكل خطير تتكون من الأفراد الذين يحملون جوازات سفر من الدول الغربية، مما يُسهل عليهم الحصول على تأشيرات الدخول عندما يصلون إلى معظم البلدان الأفريقية".

وللحد من تحركاتهم، أوصى مجلس السلام والأمن الأفريقي بنشر هُوية هؤلاء الإرهابيين المولودين في أوروبا والمتوجهين إلى بلدان أفريقيا المختلفة، حتى يمكن رصدهم وتقييم الخطر الذي يمثلونه.

سمائل شيرغوي: قارة أفريقيا ستواجه عودة 6000 إرهابي كانوا يقاتلون في سوريا والعراق لحساب تنظيم داعش

أودّ أن أذكّركم بأنه خلال اجتماع حول وسائل مكافحة الإرهاب، والذي نظمه الاتحاد الأفريقي في وهران بالجزائر في 11 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أعلن مفوض السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي، سمائل شيرغوي، أنّ قارة أفريقيا ستواجه عودة 6000 إرهابي كانوا يقاتلون في سوريا والعراق لحساب تنظيم الدولة الإسلامية.

وبالفعل هناك جبهة جديدة من تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، بدأت تتشكل الآن في مناطق معينة من الساحل. وهنا في هذه المنطقة، يستمد تجار المخدرات والجماعات الإرهابية المتواجدون، مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأنصار الدين، وبوكو حرام، تمويلاتهم المالية الرئيسية من خلال الاتجار بالمخدرات المغربية.

من بين 43 من كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية، البغدادي هو الوحيد الذي لا زال على قيد الحياة

أبو بكر البغدادي هارب في أفريقيا

يختبئ أبو بكر البغدادي، رئيس تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، في مخبأ معزول في أفريقيا.

ففي هذا الصدد نشرت صحيفة The Sun البريطانية مقالاً في 23 كانون الثاني (يناير)، أشارت فيه إلى تصريحات هشام الهاشمي، مستشار الحكومة العراقية، حول الجماعات الإرهابية، يقول فيه هذا الأخير  "لقد قُتل جميعُ مؤسسي الجماعة الآرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية بالرصاص، باستثناء البغدادي الذي يعيش في الظل. وقد غادر العراق إلى إفريقيا على أمل إعادة تنشيط جماعته الإرهابية".

وفي هذا الشأن قالت صحيفة الغارديان "من بين 43 من كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية، البغدادي هو الوحيد الذي لا زال على قيد الحياة".

وأضاف الهامشي "من بين 79 من كبار المسؤولين التنفيذيين في الدولة الإسمية لم يبق سوى10 فقط. القادة الوسطاء يُغيرون باستمرار مناصبهم بسبب وفاة أعضاء آخرين. وكل ستة أشهر، يغيّرون الأدوار، لأن الأعضاء إما يقتلون أو يستبدلون ".

وأوضح الهاشمي أن "هؤلاء كانوا قد كّلفوا بالقتال للدفاع عن الموصل حتى آخر قطرة من دمهم، ولكن فور تسلل القوات العراقية إلى الموصل، هرب ابو بكر البغدادي والمقربون منه من المدينة، وتركوا وراءهم عناصر من. داعش".

البغدادي أقام خلال الجزء الأكبر من الـ 18 شهراً الأخيرة في قرية جنوب البعاج شمال العراق

وقال سامح عيد، الخبير المصرى بشؤون الجماعات الإرهابية إن البغدادى من المحتمل أن يكون قد سافر إلى افريقيا بعد انهيار داعش فى العراق وسوريا.

وفي خضم هذه العملية، قال ناجح إبراهيم، الزعيم السابق لحركة الجماعة الإسلامية، المصرية، إن البغدادي قد يكون في شمال تشاد، أو في منطقة حدودية بين الجزائر والنيجر.

ووفقاً لما ذكرته أجهزة الاستخبارات العراقية والأوروبية، فإنّ البغدادي أقام خلال الجزء الأكبر من الـ 18 شهراً الأخيرة في قرية جنوب البعاج، شمال العراق، بينما كان الفارون من الإرهابيين يسافرون بين بو كمال، وهي مدينة على الحدود العراقية السورية، والشرقاط، جنوب مدينة الموصل.

وفي الوقت نفسه، تؤكد دراسة للجيش الأمريكي أنّ البغدادي كان يختبئ في وادي الفرات على طول الحدود مع سوريا.

حذّر مرصد التطرف بجامعة الأزهر في مصر من النفوذ المتزايد للجماعة الإرهابية بمختلف البلدان الأفريقية

الأزهر يحذر من تسلل التنظيم في أفريقيا

في بيان عام نشر باللغة العربية حذّر مرصد التطرف في جامعة الأزهر في مصر، من النفوذ المتزايد للجماعة الإرهابية والتكفيرية في مختلف البلدان الأفريقية.

كما حذّر المرصد، في 7 كانون الثاني (يناير) 2018، من أنّ الجماعات الإرهابية، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية، قد عززت وجودها في البلدان الأفريقية.

وأشار مرصد التطرف في بيانه إلى أنّ "عناصر داعش تجمّعوا وأعادوا تنظيمهم في البلدان الأفريقية، للتحضير لهجمات إرهابية ضد بلدان أخرى. وتستخدم الجماعات الإرهابية بوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال، بلداناً مثل الكاميرون ونيجيريا والصومال وغيرها من بلدان وسط أفريقيا، للإعداد لهجمات على المدنيين الأبرياء الذين يعانون بالفعل من الفقر، ومن المرض".

كما دعا المعهد المصري بعد ذلك إلى تعبئةٍ واسعة لمساعدة البلدان الأفريقية على التخلص من الإرهاب. وقال أسامة نبيل، الرئيس السابق لمرصد الأزهر للتطرف، إنّ هذا المعهد قد اتخذ مؤخراً خطوات جادة لمنع انتشار التفكير المتطرف في البلدان الأفريقية.

عن www.dreuz.info

الصفحة الرئيسية