امرأة هندية تتلقى تهديدات بالقتل لأنها تؤم المصلّين

امرأة هندية تتلقى تهديدات بالقتل لأنها تؤم المصلّين


07/02/2018

تلقّت امرأة مسلمة في ولاية كيرالا، جنوب الهند، تهديدات بالقتل بعد إمامتها لمصلّين من الجنسين، في عمل يتحدّى الممارسة الإسلاميّة الرّاسخة.

ويُعتَقدُ أنّ جميدة بيوي هي أوّل امرأة تقوم بإمامة كلّ من المصلّين الذكور والإناث في صلاة الجمعة في الهند، وذلك في قرية وندور تشيروكود في مالابورام، الأسبوع الماضي. كما ألقت خطبة عن العدالة بين الجنسين.

تفكيك الكهنوت الذكوريّ

قالت بيوي (34 عاماً) في حديث إلى الغارديان عبر الهاتف: "أؤمن بالقرآن والقرآن يعلّم المساواة بين الجنسين. وكلّ هذا التميّيز ضدّ النساء هو من صنع الرّجال، ومفروض علينا من قِبل رجال الدّين الذكور، وأنا أريد تغيّيره".

تقليديّاً، يقوم إمامٌ ذكرٌ بقيادة المصلّين، إلّا عندما تكون الجماعة كلّها من الإناث.

قالت بيوي إنّها تعتزم الاستمرار في إمامة المصلّين: إذا لزم الأمر سأطلب حماية الشرطة ولكنّني سأستمر

وقالت بيوي إنّها تؤمن بأنّ القرآن لا يحوي تعاليم تقول إنّ الرّجال فقط من يمكنهم إمامة المصلّين. وتنتمي بيوي إلى فِرْقة دينيّة صغيرة تسمّى جمعيّة السنّة القرآنيّة؛ وهي جمعيّة تؤمن بالقرآن فقط، وليس الحديث - التّعليقات التي أدلى بها النبيّ حول مجموعة متنوّعة من المواضيع ودوّنت من قِبل أتباعه بعد وفاته. ويؤمن معظم المسلمين الأرثوذكس بكلّ من القرآن والحديث.

وتضيف بيوي، وهي مطلّقة وأمّ لطفلين: "إنّ القرآن يقول بالمساواة بين كلّ البشر وبإمكانيّة إمامة أيّ أحد للمصلّين. والقرآن هو قِوَام الإسلام، وليس الحديث، الذي جرى إعداده على يد الرّجال بعد وفاة النبيّ. لفترة تمتدّ إلى 1,400 عام، قرّر الرجال الأمور، واتّخذ الرّجال فقط القرارات. وقد حان الوقت لتغيّير ذلك كلّه الآن".

بيوي تؤمن بأنّ القرآن لا يحوي تعاليم تقول إنّ الرّجال فقط من يمكنهم إمامة المصلّين

رفض المحافظين الدينيّين

ولم تقم بيوي بإمامة المصلّين في مسجد، وإنّما في مكتب جمعيّة السنّة القرآنيّة؛ حيث تعمل بدوام كامل. وأثار هذا التصرّف ردود فعل عنيفة، حيث أفادت وسائل إعلام محليّة بأنّ منتسبين لمنظّمات إسلاميّة قد هددوا بقتلها.

تقول بيوي: "لا يستطيع هؤلاء المتطرّفون تحمّل أيّ إصلاح. لقد تلقيت تهديدات عبر واتساب ويوتيوب وفيسبوك، لكنّي لست خائفة".

وقال عبد الرّحمن، سكرتير الجماعة الإسلاميّة بالهند، التي تدير حوالي 500 مسجد في ولاية كيرالا، إنّ ما قامت به بيوي كان "دراما مرتّبة"، و"تصرّف احتياليّ للحصول على شعبيّة رخيصة" بينما يشتّت المجتمع الإسلاميّ عن القضايا الحقيقيّة.

ويقول عبد الرّحمن: "تقليديّاً، يقوم الرّجال بإمامة المصلّين؛ لأنّ النّساء مشغولات بالأسرة ولديهن حدودهن". ويضيف: "إنّ هذا التّقسيم للواجبات بين الرّجال والنّساء ليس تميّيزاً، بل هو مسألة تتعلّق بما يناسب الرّجال وما يناسب النّساء".

قادت النّساء المسلمات في الهند مؤخراً المسؤوليّة لإصلاح الممارسات القديمة التي يعتقدن أنّها تميّيزية

التجربة الإصلاحيّة لمسلمات الهند

قادت النّساء المسلمات في الهند مؤخراً المسؤوليّة لإصلاح الممارسات القديمة التي يعتقدن أنّها تميّيزية. وتمثّل الانتصار الأخير في الحكم الصادر، في آب (أغسطس) 2017، من قِبل المحكمة العليا الهنديّة، وهو الحكم الذي سقطت بموجبه ممارسة "طلاق الثّلاث بلفظ واحد وبألفاظ متتابعة"، والتي بموجبها ينطق الزوج المسلم كلمة الطلاق ثلاث مرّات في تتابع ويطلّق زوجته فوراً وتصبح محرّمة عليه.

وكانت مجموعة حقوقيّة نسائيّة تُدعى حركة النساء المسلمات الهنديّة قد قادت حملة حظر طلاق الثّلاث.

كما تدرّب هذه الجمعيّة النّساء المسلمات ليصبحن قاضيات في الشؤون الإسلاميّة، أي مختصّات في الفصل في قضايا الزواج وتعدّد الزوجات والطلاق والحضانة. وهي وظيفة احتفظ بها الرّجال دائماً وعادة ما يتم تمريرها من الأب إلى الابن. وفي تموز (يوليو) الماضي، في مدينة جايبور، شرعت أوّل مجموعة من النّساء اللواتي حصلن على دورة تدريبيّة لمدّة عامين في العمل كقاضيات مؤهّلات.

وعندما سُئِلَت عن ممارسات بيوي، قالت نيشات حسين، رئيسة جمعيّة حركة النّساء المسلمات في جايبور: "إنّني أؤيد فكرة المساواة، ولكنّ القرآن يقول إنّ المرأة يمكنها أن تؤم نساء أخريات في الصلاة ولكنّها لا يمكن أن تؤم الرّجال، وإذا كانت ممارساتها تتعارض مع هذه المبادئ الإيمانيّة، سيكون من الصعب على النّاس دعمها".

وقالت بيوي إنّها تعتزم الاستمرار في إمامة المصلّين: "إذا لزم الأمر سأطلب حماية الشرطة ولكنّني سأستمر. كيف يمكن للهند أن تتطوّر إذا لم نغيّر كلّ الأشياء التي تقيّد المرأة؟"

أمريت دهيلون، الغارديان

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية