شاكر عبد الحميد: التطرف مرض نفسي يستهدف الحياة والتنوع

شاكر عبد الحميد: التطرف مرض نفسي يستهدف الحياة والتنوع

شاكر عبد الحميد: التطرف مرض نفسي يستهدف الحياة والتنوع


13/03/2024

في منتصف السبعينيات، وأوائل الثمانينيات، من القرن الماضي؛ حين بدأ الإرهاب يضربُ ثوابت الوطن، لم يكن بمثل تلك الشراسة التي عاد بها في السنوات الأخيرة، كان يقتصر على مجرد محاولات، من تجمّعات لا تملك القوة الكافية لمواجهة وطن بأكمله، لكنّ الوضع تغير الآن، بسبب دعم منظمات دولية، وحكوماتٍ أجنبية، للتطرّف والإرهاب، لخلخلة السِّلم العام، سعياً إلى تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية خاصة، تميزهم عن الجميع، فلم تعد مصرُ تحارب جماعات دينية متفرقة، لكنّها تحارب دولاً مختلفة، تتخفى وراء هذه الجماعات، المسألة التي تدفع بقوة نحو إعادة النظر في التطرف والإرهاب من كلّ الجوانب، سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، وفي هذا السياق؛ صدرتْ عن مكتبة الإسكندرية مؤخراً، دراسةٌ بعنوان "التفسير النفسي للتطرف والإرهاب"، للدكتور شاكر عبد الحميد، أستاذ علم نفس الإبداع، ووزير الثقافة السابق.

ولاستكشاف البُعد النفسي، ودوافع المتطرّف وخصائصه، أجرتْ "حفريات" معه الحوار التالي:
علمُ النّفس هو أحد حقول المعرفة المهتمّة بدراسة التطرّف والإرهاب، فما هو تعريف علم النّفس لذلك المصطلح؟
علم النّفس هو العلم الذي يدرس السلوكَ الإنساني، والسلوكُ الإنساني ظاهرة مركبة ومتنوعة، تشتمل اللغة والتفكير والإبداع والصحة النّفسية والمرضيّة وحالات السوء والاضطرابات النّفسية والسّلوكية والتفاعل الاجتماعي والقيم والعادات والمعتقدات والدين والتربية وغيرها. طبعاً، هناك موضوعات اهتمّ بها علم النّفس الاجتماعي، مثل: التعصب والكراهية، وتصنيف الآخرين، وكذلك التطرف والإرهاب. علم النّفس هو أحد حقول المعرفة المهتمة بدراسة التطرف والإرهاب، والصور النمطية، الجامدة، والمصنفة للعالم إلى قسمين متعارضين متحاربين. وعندما يُطلب منّا، الآن، تعريف أي جانب من جوانب السلوك، نقول لمحدِّثنا: هل تريد تعريفاً مختصراً، أم تعريفاً قاموسياً، أم تريد تعريفاً أكثر دقةً، أطلق عليه الفيلسوف الألماني، لودفيج فيتجنشتين: "التعريف بصورة العائلة". مثلاً: هل يمكنك تعريف الفنّ، أو الجمال، أو الحرية، أو الإبداع، تعريفاً قاموسياً واحداً محدداً؟ الإجابة: إنّ ذلك غير ممكن، ومن ثم ينبغي وضع كلّ مفهومٍ في إطار عائلته من المفاهيم والظواهر، كي نعرفه جيداً. وهكذا يكون الإرهاب والتطرف من المفاهيم البينية التي تتشارك في دراستها فروع معرفية عديدة، منها: علم النّفس، وعلم الاجتماع، وعلم الاقتصاد، والسياسة، والدين، والتاريخ، ويظلّ كلّ حقلٍ معرفيٍّ يعرّف الإرهاب والتطرف من وجهة نظره، رغم وجود جوانب كثيرة مشتركة بين معظم هذه الحقول.

علم النّفس أحد حقول المعرفة المهتمة بدراسة التطرف والإرهاب والصور النمطية الجامدة والمصنفة للعالم إلى قسمين متحاربين

باختصار: يُعرِّف علمُ النّفس التطرف؛ بأنّه مجموعة من المعتقدات، والاتجاهات، والمشاعر، والإستراتيجيات، والسلوكيات الفردية والجماعية، البعيدة عن الحدّ العادي، أو المعتدل، أو المتوسط، من السلوك.
والتطرفُ قد يظهر في القول، أو الفعل، أو الكتابة، أو النقاش مع الآخر، وهو الأساس الذي يتشكّل الإرهاب ويظهر في غضونه، فمن النادر أنْ يظهر إرهابٌ دون تطرف؛ أي دون استعدادٍ للإرهاب، والإرهاب هو استخدام العنف لترويع الآخرين لأهدافٍ سياسيةٍ.
والتطرف؛ حالة من الشعور بالتفوق، أو الاضطهاد، وهو، في جوهره: مزيجٌ من الشعور بالاضطهاد والتفوق، والشعور بالظلم، والإقصاء، والإبعاد عن مراكز السُّلطة والثروة ومصادرها، والشعور بالأفضلية، والامتياز، والجدارة، لأسباب أخلاقية ودينية وتاريخية، هكذا يشعر المتطرفون بأنّهم أصحاب رسالةٍ، ورؤيةٍ، وتفوّقٍ، وتاريخٍ كان أشبه، كما يظنون، بالجنة الموعودة. لكنّ السُّلطة القائمة، وأعوانَها، وأصدقاءَها، في الداخل والخارج، يمنعونهم من الوصول إلى موضع يشبه الموضع السابق، ويماثل تلك الجنة الموعودة، التي كانت، أو يمكن أنْ تكون. هكذا ينبغي عليهم أنْ يملؤوا الأرض عدلاً وخيراً، بعد أن امتلأت ظلماً وشراً وعدواناً، هكذا ينبغي أنْ يقوموا بإقصاء ذلك الآخر وإبعاده، لا بدّ من شيطنته أولاً، لا بدّ من نزع الإنسانية عنه، وتحويلِه إلى شيءٍ فاقدٍ للإنسانية والجدارة، حتى تسهُلَ إبادُته، والتخلص منه، هكذا يكون المتطرفون؛ في حالةٍ غريبةٍ من الشعور بالخيرية والملائكية، بينما يقومون بأفعالٍ تنطوي على شرورٍ، وبأعمالٍ من أعمال الشياطين، وكلّ ممثلي مملكة الموت والظلام.

التّحليل النّفسي للتطرف
إدراك الجانب المعتم في نفسية المتطرف، يبدأ بتحليل الاعتقاد الذي بنى عليه رؤيته، فهل المعتقد الديني هو السبب الرئيس للإرهاب فقط؟

ينبغي أنْ نضع في اعتبارنا، ونحن نُعرِّف التطرف والإرهاب، كلّ تلك الجوانب الخاصة بالمعتقدات، والخاصّة بالمتطرفين والإرهابيين، وهذه المعتقدات ليست معتقداتٍ دينيةٍ فقط، صحيحٌ أنّ الدين هو الأساس هنا، لكنّ هذا الأساس الديني يتم تحويره وتحريفه، بما يناسب المعتقدات المتطرفة التي تم تشكيلها داخل عقولهم، أثناء عمليات التربية، أو تكوين البناء النّفسي الخاص بهؤلاء الناس.
توجد علاقةٌ وثيقةٌ بين التطرف والعنف، فعالَم المتطرف يقوم على أساس تلك القسمة العقدية الثنائية الخاصة بالخير والشر، كيف تم التنظير لذلك الجانب في حقل علم النّفس؟
هناك علاقةٌ وثيقةٌ بين التطرف والعنف؛ فالمتطرف عنيفٌ في قبوله، وعنيفٌ في رفضه، فهو عنيفٌ في قبوله الأفكار التي يؤمن بها، وعنيفٌ في رفضه كلَّ ما يختلف مع هذه الأفكار، وقد يتمّ تعميم هذا الاختلاف، أيضاً، على كلِّ ما هو مختلف معه في الدين، أو النّوع (ذكر/ أنثى)، أو السّلالة، أو الجنسيّة، أو المذهبية (شيعي/ سنّي)، ...إلخ.
هكذا يتحوّل العالم لدى المتطرف إلى عالم ثنائيّ، أو عالم يقوم على أساس تلك القسمة العقدية الثنائية، الخاصّة بالخير والشر، والرذيلة والفضيلة، ومن هو معي، ومن هو ضدّي، ...إلخ.

هناك باحثون يربطون بين التطرّف والإرهاب والمرض النّفسي ويقولون إنّ الظاهرة اجتماعية سياسيةٌ دينيةٌ ثقافيةٌ

وقد ربط الدكتور مصطفى سويف، في كتاباته المبكّرة، منذ خمسينيات القرن الماضي، بين التطرف والتصلّب، وعدّ التصلبَ أساسَ الجمود والتوتر والعنف، أما عكس التصلّب؛ فهو المرونة التي هي؛ الأساس الذي يقوم عليه التكامل الاجتماعي والإبداع.
ويرتبط التطرف والإرهاب بالتعصب، الذي يُعرّفه علم النّفس على أنّه: "شعورٌ ينطوي على التفضيل لشخصٍ، أو جماعةٍ، أو شيءٍ، وهو في جوهره، لا يقوم على أساس الخبرة الفعلية؛ بل على أساس الإدراك المسبق المتحيّز، المفعم بالكراهية تجاه الآخر، (فردٍ – جماعةٍ – مؤسسةٍ)، تختلق التفضيل للجماعة الداخلية، وعدم التفضيل والكراهية للجماعات والمؤسسات الخارجية، أي التي تقع خارج إطار فهم الجماعات الداخلية ومعتقداتها وقيمها.
والكراهية كذلك، هي شعور قوي بعدم التفضيل، أو التفوق، وإضمار العدوان تجاه شخصٍ، أو جماعةٍ، أو آخر، فيوصف بأنّه بغيضٌ، أو كريهٌ، أو منفّرٌ، أو مقيتٌ، أو ينبغي التخلّص منه.

خصائص الإرهابيين
هناك خصائص تُميز كلّ جماعةٍ إنسانيةٍ نستطيع من خلال تناولها إدراك تلك الحالة الجمعية، التي يدور في فلكها أتباع أية جماعة، بالتالي، من المؤكَّد أنّ هناك خصائص تميز المتطرفين، سواء اقتصادية أو دينية، أو خصائص مرتبطة بالنوع أيضاً؟

طبعاً، هناك خصائص اقتصادية ودينية وتعليمية، وهناك خصائص مرتبطة بالنوع، مثلاً: الذكور أكثر تطرفاً وعنفاً من الإناث، ومن حيث السنّ؛ الشباب أكثر تطرفاً وعنفاً من الأطفال ومن كبار السن، ومع ذلك؛ فهناك صعوبة كبيرة في التعميم هنا، فهم يأتون من طبقات اجتماعية مختلفة، ومن جماعات عمرية ومهنية وتعليمية مختلفة، ومن أمم مختلفة، وتخصصات تعليمية مختلفة (الطب، والهندسة، ودار العلوم، ..إلخ)، لكنّ ما يجمعهم؛ القيم المتطرفة، والمعتقدات المتطرفة، والاتجاهات المتطرفة، والسلوكيات المتطرفة، التي يترتب عليها العنف بأشكاله المختلفة.
وهناك خصائص عديدة أخرى، تتعلّق بالمتطرفين والإرهابيين، خاصّة بعد ذلك التطور التكنولوجي في مجال الميديا، والاتصالات، ووسائل التواصل الاجتماعي، لعلّ أهمها:
1-الاغتيال المادي والمعنوي للمختلفين معهم (انظر ما تفعله القنوات المختلفة مع الدولة الآن، التي يموّلها الإخوان، وتدعمها دولٌ معروفةٌ، وتبثّ من تركيا مثلاً)، وانظر إلى مستويات البذاءة والانحطاط، التي يتحدَّث بها بعضهم.

التعليم الجامد المحافظ الذي لا يُشجّع على الخيال والإبداع والتفكير النقدي يشجّع على التطرف والإرهاب

2-التبنّي للمعايير المزدوجة: فالعالم ينقسم إلى خير وشرّ، إلى ملائكة وشياطين، لكن من الجيد أيضاً، من وجهة نظرهم، القيام بأشياء سيئة من أجل قضية عادلة، فالغاية تبرّر الوسيلة، وهناك آلية اسمها "التبرير"، يستخدمها هؤلاء الأفراد والجماعات، لتبرير كلّ ما يقومون به من أفعال شريرة؛ حيث يضعونها في إطارٍ، هو من وجهة نظرهم، خيراً ومطلوباً ومباركاً، كيف تقتل النّاس، وتدمّر حياتهم وممتلكاتهم، وأماكن عبادتهم، وتدّعي أنّ هذا خير، وهذه بركة، وهذه رسالةٌ ساميةٌ؟!
إنّ ذلك يتمّ من خلال آليات التبرير، التي ينظرون من خلالها إلى خصومهم، على أنّهم مجموعة من الأشخاص السّيئين، اللاأخلاقيّين، المفتقدين للصدق والأمانة، الذين يكيدون لهم، والذين يبتعدون عن طريق الصواب والتقوى، ومن ثمّ ينبغي التخلّص منهم وإبادتهم.
3- الحشد المتواصل: فهم يميلون إلى حشد أتباعهم، انفعالياً ومعرفياً، نحو خصومهم، ومن ثمّ يعملون على تراكم الكراهية ضدّهم. والكراهية، كما عرَّفناها؛ انفعالٌ مفعمٌ بالبغض، والمقت للآخر، مع ما يحمل صاحبها من مشاعر العداوة والعدوان.
4– الاعتماد على التخويف والترهيب والتهديد، ويتم هذا من خلال أساليب معروفة، مثل: الصراخ والصياح واستدرار العواطف، وربّما البكاء أثناء إلقاء مواعظهم، التي تقوم في جوهرها على أساس، ما يسمى البلاغة الخشنة، أو العنيفة، التي تقوم على أساس التحقير، والازدراء، والسبّ لمن يعدّونه عدوّهم، مع إلصاق كلّ الخطايا والشرور، ومنع أيّة فرصة للتسامح، أو التهاون، أو الحوار معه، ... إلخ.
5– استخدام الشّعارات، والرّموز، والكلمات، والعبارات الطّنانة، والكليشيهات التي توقف التفكير المنطقي، وذلك من أجل خلق الإحساس بوجود هوية متميزة، أو كيان متمايز للجماعات المتطرفة، ومن الشعور بالتفوّق الأخلاقي والإنساني، مقارنة بغيرهم من الفاسدين، والمارقين، الذين ضلّوا طريقهم بعيداً عن الفضيلة.
6- الاستخدام لمنطقٍ ما ورائي، أو ميتافيزيقي، من أجل تبرير إنكارهم، ومعتقداتهم، وسلوكياتهم؛ حيث يزعم المتطرفون وجود منطق ما ورائي، أو رسالة ميتافيزيقية، غالباً ما تأخذ شكلاً دينياً، يحكم معتقداتهم وأفعالهم، وأنّ أفعالهم تُجسّد أوامر الله، هكذا يكتسي السلوك المتطرف، العنيف والإرهابي، طابعاً شرعياً مشروعاً، يتحوّل إلى رسالةٍ، تكون له مكانة البقرة المقدسة في الديانات الأخرى، ويصبح ذا مكانةٍ عاليةٍ، رغم أنّه يُهلِك الزّرع والضّرع، ويحرق الأخضر واليابس، وأمام المعتقدات، لا عقلٌ، ولا منطقٌ، ولا تفكيرٌ، أمام المعتقدات الراسخة المتصلبة الجامدة، طاعةٌ، وإذعانٌ، ومسايرةٌ، وتسليمٌ، والراكب مع القطيع يربح.

أهم دوافع التطرف
الرؤى المختلفة التي تناولت أنصار الجماعات المتطرفة، تباينت توجهاتها في تحديد دوافع الالتحاق بتلك الجماعات، من وجهة نظر علم النّفس؛ ما هي الدوافع خلف الانخراط في تنظيم متطرف؟

البنية الاجتماعية الرأسمالية، كما أشار وليم رايخ، المحلل النّفسي المعروف، ينتج عنها أسرٌ متسلطةٌ، والأسرُ المتسلطة، أو الفوضوية، ينتج عنها شخصياتٌ تسلطيةٌ، وصفها رايخ بأنّها "تُكوّن شخصياتٍ محافظةٍ، تخاف من الحرية، وتخضع للسُّلطة، ولديها نوازع عدوانيةٌ، تميل نحو السّادية، والاستمتاع بتعذيب الآخرين، وقتلهم".
لكنْ، لا ينبغي أنْ ينعزل فهمُنا للشخصيات التّسلطية عن فهمِنا للظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ التي تكوّن بيئةً حاضنةً للتطرّف والإرهاب، وكذلك بين دوافع الأفراد للالتحاق بهذه الجماعات المتطرفة، وأهمّ هذه الدّوافع والظروف:
1– انخفاضُ مستوى التعليم، وكذلك نوع التعليم، أي أنّه حتى عندما يرتفع مستوى التعليم (طب، هندسة، دراسات دينية، ...إلخ)، فهناك حالات كثيرة، مثل: الظواهري، وابن لادن، فالمحتوى التعليمي الجامد المحافظ الذي لا يُشجّع على الخيال، والإبداع، والتفكير النقدي، يشجّع على التطرف والإرهاب.

ينبغي أنْ ينعزل فهمُنا للشخصيات التّسلطية عن فهمِنا للظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ التي تكوّن بيئةً حاضنةً للتطرّف والإرهاب

2– القدوة المبكّرة والقدوة المتأخرة: أي المثُل والنماذج التي يتم الاقتداء بها، مثل: الآباء، الأقارب، المعلمين، الزملاء، الدعاة الدينيين، الوعّاظ، الشخصيات التاريخية، ...إلخ، حيث يميل المتطرّف إلى الإحاطة بهؤلاء، في سلوكياتهم وأفكارهم.
3– طبعاً، الفقر والجهل قد يرتبطان بالشعور بالهامشية والإقصاء، وهي مشاعر تعمل على زيادة الميل إلى العنف والتطرف والإرهاب.
4– هيمنة الخطاب الديني في: التعليم، والإعلام، والمؤسسات الدينية، ووسائل المواصلات، ...إلخ، في ظل غياب المشروع الخاص بالتنمية الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والقومية، ...إلخ.
5– غياب خطاب التسامح والمودة والرحمة والتكامل، وما شابه ذلك في المجتمع.
6– الحاجات الأساسية للانتماء، الحاجة إلى الانتماء الحميم، والحاجة إلى القوة.
7– السعي والبحث عن معنى لا يجدونه في حياتهم.
8– الرغبة في الالتحاق بتنظيم يشبه عصابات المافيا، لما يقدّمه لهم من؛ حمايةٍ، ورعايةٍ، وقوةٍ، ومالٍ، ...إلخ، لكنّ الأسباب في هذا الدافع تكون سياسية ودينية.
9– تأثير الأصدقاء والعائلة.
هل يمكننا هنا الحديث عن مرضٍ نفسي، أو خللٍ عقلي، يكون سبباً رئيساً للتطرف؟
التطرّف نفسه؛ هو نوعٌ من المرض النّفسي الاجتماعي، لأنّه ضدّ الحياة، والإبداع، والتنوّع، والتكامل الاجتماعي. كذلك، يرى بعض الباحثين أنّ الإرهابيّين يعانون مشكلاتٍ نفسيةٍ اجتماعية عميقةٍ؛ فهم: عدوانيّون، وجامحون، ومختلّون، وسيكوباتيّون (أي متبلّدو المشاعر، ومعادون للمجتمع، ومنغلقو التفكير).
البعض الآخر، يرى أنّهم مزيجٌ من السيكوباتية والسوسيوباتية، أي مزيجٌ من الأمراض النّفسية والاجتماعية. وقال البعض، كذلك، إنّهم نرجسيون، أو أشباه فصاميين (لديهم إحساس بالقدرة العقلية، والانفصال عن العالم، لكنّهم ليسوا من المرضى الفصاميين، بالمعنى الطبي المعروف).
أمّا فريق آخر من الباحثين؛ فيربط هذا الربط بين التطرّف، والإرهاب، والمرض النّفسي، ويقول إنّ الظاهرة اجتماعية، سياسيةٌ، دينيةٌ، ثقافيةٌ، ...إلخ.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية