التعاون السعودي مع أفغانستان يقض مضاجع طهران

التعاون السعودي مع أفغانستان يقض مضاجع طهران


25/06/2018

"تخشى إيران من تآكل نفوذها في أفغانستان جراء الانخراط السعودي المتزايد في البلاد، على الصعيدين السياسي والاقتصادي" هذا ما ذكرته مجلة “ميدل إيست إنستيتوت” الأمريكية، تعليقًا على حديث الإعلام الإيراني الرسمي المكثف عن العلاقات السعودية – الأفغانية.

لم تخفِ وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية قلقها من دور الرياض النشط في جهود التنمية الاقتصادية والمصالحة في أفغانستان. ففي إشارة إلى محادثة هاتفية جرت هذا الأسبوع بين مستشار الأمن القومي السعودي محمد بن صالح الغفيلي ونظيره الأفغاني حنيف أتمار، كتبت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني أن “الرياض، تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت أكثر تدخلًا في البلاد”.

وقد عبرت الوكالة الإيرانية عن انزعاجها إزاء نشاط المملكة الإيجابي مع كابول، من خلال تخصيص مقالة أخرى بعنوان “السعودية تحاول التدخل في عملية السلام الأفغانية”، وقالت فيها إن “الرياض تساعد واشنطن وكابول في عزل طالبان، وإثارة الانقسام داخل قيادة الحركة”. وفي تقرير ثالث، أعربت الوكالة عن قلقها حول “إقامة ممر جوي بين كابول والرياض”، الهادف إلى تسهيل تصدير السلع بين البلدين، إلا أنها ادّعت أن “هكذا ممر يمكن استخدامه من قبل إرهابيين في سوريا والعراق للانتقال إلى أفغانستان”.

في الحقيقة، أبدت كل من السعودية وأفغانستان مؤخرًا اهتمامًا بإقامة علاقات وثيقة بين الجانبين. ففي أواخر شهر آذار/مارس 2018، اجتمع مستشارو الأمن القومي، الأفغاني والسعودي والأمريكي، في البيت الأبيض، من أجل مناقشة “قضايا ذات اهتمام إستراتيجي للدول الثلاث”. إلا أن الاجتماع أثار حفيظة طهران، بعد أن تعهدت الدول الأطراف الثلاث إنشاء آلية تعاون ثلاثية بشأن مكافحة الإرهاب وغيرها من الأمور ذات الاهتمام المشترك. ووفقًا لتقرير أمريكي، اتفقت الأطراف على “جهود مشتركة لمواجهة النفوذ النظام الإيراني الماكر، وسلوك طهران الاستفزازي”، من بين قضايا أخرى.

وبعيدًا عن هذا الاتفاق، من الواضح أن طهران تشعر باستياء شديد إزاء انخراط الرياض وكابول في قضايا اقتصادية وتجارية، ربما لأن تعزيز التجارة الأفغانية مع دول الخليج سيؤدي إلى تقليل الاعتماد الأفغاني على إيران. من الجدير ذكره في هذا السياق أن الواردات الأفغانية من إيران قد ارتفعت في السابق بسبب علاقات كابول المضطربة مع إسلام أباد، إلا أن الممر الجوي المقرر افتتاحه بين أفغانستان والسعودية الأسبوع المقبل يشكل خبرًا مزعجًا لدوائر النخبة الإيرانية الحاكمة.

تخشى طهران كذلك من أن يؤدي الدور السعودي الإيجابي في عملية المصالحة الأفغانية إلى تقويض نفوذها في البلاد، سواء مع طالبان أو مع حكومة كابول، لا سيما وأن النظام الإيراني أمضى سنوات في تعميق علاقاته مع قيادة طالبان. وعلى عكس ما روجت له وكالة تسنيم، أكد الغفيلي خلال حديث هاتفي مع أتمار أن الرياض تدعم بقوة مقترح السلام الذي قدمه الرئيس الأفغاني لطالبان، بل وعرض التعاون مع كابول لتمهيد الطريق لتسوية سياسية بين الحكومة الأفغانية والمتمردين.

ترجمة "كيوبوست" عن“ميدل إيست إنستيتوت” الأمريكية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية