السعودية: على سفير كندا مغادرة المملكة خلال 24 ساعة... ما السبب؟

السعودية: على سفير كندا مغادرة المملكة خلال 24 ساعة... ما السبب؟


06/08/2018

تلوح في الأفق بوادر أزمة دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكندا، بعد استدعاء السفير السعودي في كندا، واعتبار السفير الكندي في السعودية شخصاً غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة السعودية خلال الـ 24 ساعة المقبلة.

وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية السعودية، أعلنت الرياض "تجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين المملكة وكندا، مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

الخارجية السعودية: الموقف الكندي يعدّ تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية ومخالفاً لأبسط الأعراف الدولية

وجاء في البيان: "اطلعت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية على ما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية، والسفارة الكندية في المملكة، بشأن ما أسمته نشطاء المجتمع المدني، الذين تم إيقافهم في المملكة، وأنها تحثّ السلطات في المملكة للإفراج عنهم فوراً".

ورأت وزارة الخارجية السعودية، أنّ "هذا الموقف السلبي والمستغرب من كندا يعدّ ادعاءً غير صحيح، جملة وتفصيلاً، ومجافياً للحقيقة، وأنّه لم يُبنَ على أيّة معلومات أو وقائع صحيحة، وأن إيقاف المذكورين تم من قبل الجهة المختصة، وهي النيابة العامة، لاتهامهم بارتكاب جرائم توجب الإيقاف، وفقاً للإجراءات النظامية المتبعة التي كفلت لهم حقوقهم المعتبرة شرعاً ونظاماً، ووفرت لهم جميع الضمانات خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة".

وعدّت "الموقف الكندي تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية ومخالفاً لأبسط الأعراف الدولية، وجميع المواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول، كما أنّه يعدّ تجاوزاً كبيراً وغير مقبول لأنظمة المملكة، وإجراءاتها المتبعة، وتجاوزاً على السلطة القضائية في المملكة، وإخلالاً بمبدأ السيادة".

وشدّدت الخارجية على أنّ "المملكة العربية السعودية، عبر تاريخها الطويل، لم ولن تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، أو فرض إملاءات عليها من أيّة دولة كانت، وتعدّ الموقف الكندي هجوماً على المملكة يستوجب اتخاذ موقف حازم تجاهه يردع كلّ من يحاول المساس بسيادة المملكة العربية السعودية، ومن المؤسف جداً أن يرد في البيان عبارة "الإفراج فوراً"، وهو أمر مستهجن وغير مقبول في العلاقات بين الدول".

كما جاء في البيان: "المملكة العربية السعودية، وهي تعبّر عن رفضها المطلق والقاطع لموقف الحكومة الكندية، فإنها تؤكد حرصها على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بما فيها كندا، وترفض رفضاً قاطعاً تدخل الدول الأخرى في شؤونها الداخلية، وعلاقاتها بأبنائها المواطنين، وأنّ أيّة محاولة أخرى في هذا الجانب من كندا، تعني أنه مسموح لنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الكندية"، وخاطبت كندا، بقولها: "لتعلم كندا وغيرها من الدول أن المملكة أحرص على أبنائها من غيرها"، بحسب نصّ البيان.

بيان وزارة الخارجية السعودية أشعل مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تصدّر هاشتاغ "#السعودية_تطرد_السفير_الكندي" على موقع تويتر، اليوم، ليكون من أكثر الوسوم تداولاً خلال الثلاث الماضية، تفاعلاً مع قرار السعودية تجميد كافة التعاملات التجارية مع كندا وطرد سفيرها من أراضيها، إضافة إلى استدعائها سفير خادم الحرمين في أوتاوا.

وتجاوزت التغريدات المتداولة عبر الوسم، خلال ساعات، أكثر من 100 ألف تغريدة، جميعها تشيد بقرار السعودية، وعدم تساهلها مع من تسوّل له نفسه التدخل في شؤونها الداخلية.

وأشادت التغريدات بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، والتف المغردون حول قيادتهم، رافضين التطاول على السيادة السعودية، فيما قال أحد المغردين عبر الوسم: "الدول العظمى لم تتدخل في شأن داخلي سعودي، ولم تحاول ممارسة الضغط على السعودية وأحكام القضاء، لأنها تعرف أنّ عواقب ذلك كبيرة ومكلفة"، ويضيف "حاولت قبلها السويد وألمانيا وخسروا الكثير! والآن بنفس الخطأ تقع كندا وسيكلفها ذلك الكثير".

وقال مغرد آخر: "في سياسة سلمان الحزم، السعودية أولاً قولاً وفعلاً، ولن تكون هناك منطقة رمادية في تعاملنا مع أيّة دولة، وحليفنا سنكون أوفى الأوفياء له، ومن يعادينا سيرى ما لا يسره"، فيما قال المحامي عبد الرحمن اللاحم مغرداً: "السعودية دولة عظمى في هذا الكوكب، شاء القدر لها ذلك، وليست من أشباه الدول التي تعودت أن تتلقى تعليمات من أحد، كبعض الجزر التي تمتهن الانبطاح، وتخضع لكل صارخ من الغرب".

وفيما يتعلق بالسيادة، كتب مغرد عبر الهاشتاغ: "سيادة المملكة ليست حبراً على ورق، أو كلاماً بلا أفعال، لا نسمح ولا نرضى لكائن من كان أن يتدخل في شؤون المملكة الداخلية ومن رشّ وطننا بالماء نرشّه بالدم، وتبقى المملكة دائماً شامخة بحكامها العظماء وشعبها الأبي، دام عزك يا بلادي".

ولم يقتصر التفاعل عبر الوسم على المغردين السعوديين فحسب، بل امتد إلى دول خليجية وعربية؛ حيث تفاعل كثير من النشطاء والإعلاميين مع الحدث، معلنين التفافهم حول القيادة السعودية، ومشيدين بقرارها.

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية