3 تنظيمات على قوائم الإرهاب.. ماذا تعرف عنها ومن يقف وراءها؟

الإرهاب

3 تنظيمات على قوائم الإرهاب.. ماذا تعرف عنها ومن يقف وراءها؟


23/01/2019

وضعت الخارجية الأمريكية ثلاثة تنظيمات متشددة على قائمة الإرهاب؛ لتورّطها في أعمال عنف وقتل مدنيين، وهي: حركة "الصابرين" الفلسطينية، الناشطة في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تحظى بدعم إيران، وحركتي "سواعد مصر"، المعروفة باسم "حسم"، والتي تأسست عام 2015، و"لواء الثورة"، التي ظهرت عام 2016؛ وهما تنظيمان مصريان، تأسسا عقب سقوط حكم الإخوان في مصر.
هذا وقد أدرجت الخارجية الأمريكية، قبل عام، رئيس المكتب السياسي، لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، على قائمة الإرهاب، التي تشمل أفراداً وتنظيمات؛ لأنها رأت أنّ هنية "تربطه صلات وثيقة بالجناح العسكري لحماس، ويؤيد العمل المسلح ضدّ المدنيين".
ورأى بيان الخارجية أنّ القرار يتوجه بصدد "تنظيمات وقيادات إرهابية، تهدّد الاستقرار في الشرق الأوسط، وتقويض عملية السلام"، موضحاً أنّ بعض القيادات داخل التنظيمين المصريين "كانت ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين".

التنظيمات الإرهابية في مصر بعد حكم الإخوان المسلمين
سواعد مصر

"بسواعدنا نحمي ثورتنا"، بهذا الشعار دشّنت حركة "حسم"، ظهورها العلني للمرة الأولى، في 16 تموز (يوليو) 2016، في بيان لها أعلنت فيه أولى عملياتها، والتي أسفرت عن تصفية رائد شرطة واثنين من مرافقيه، واتخذت الحركة من موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، والمنصات الإلكترونية الأخرى، سبيلاً لنشر بياناتها الإعلامية، والدعاية لعملياتها ونشاطها المسلّح، الذي تستهدف به قوات الشرطة والجيش والقضاء.

"بسواعدنا نحمي ثورتنا"، بهذا الشعار دشّنت حركة "حسم"، ظهورها العلني للمرة الأولى
"زرع عبوة ناسفة مضادة للمركبات أسفل الطريق الدائري عند أوتوستراد المعادي جنوب القاهرة، وتفجيرها لحظة مرور المركبة"؛ كان ذلك بيان آخر عملياتها، والذي نشرته على تطبيق "تلغرام"، وتسبب في مقتل ضابط شرطة وثلاثة مجندين، في حزيران (يونيو) العام الماضي.

استهدفت حركة حسم في أوّل عملية لها سيارة رئيس مباحث "طامية" بمحافظة الفيوم وكان ذلك في نفس الشهر الذي تأسست فيه

وتبنّت حركة "حسم" أوّل عملية إرهابية قامت بها، عندما أعلنت استهداف سيارة رئيس مباحث "طامية" بمحافظة الفيوم، جنوب غرب القاهرة، وذلك في نفس الشهر الذي تأسست فيه، كما أعلنت مسؤوليتها عن محاولة اغتيال، المفتي السابق للديار المصرية، الدكتور علي جمعة .
فيما أعلنت الحركة تبنّيها لعملية اغتيال ضابط الأمن الوطني، إبراهيم عزازي، بمحافظة القليوبية، شمال القاهرة، إضافة إلى مسؤوليتها عن الانفجار، الذي وقع في محيط سفارة بورما (ميانمار) بالقاهرة، في أيلول (سبتمبر) قبل عامين.
كما تبنّت الحركة المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب العام المساعد، المستشار زكريا عبدالعزيز، في منطقة التجمع الأول، باستخدام سيارة مفخخة.
لواء الثورة
يعدّ أحد تنظيمات الجماعات المسلحة، التي ظهرت قبل عامين، ودأبت على القيام بعمليات نوعية، ضد الجيش والشرطة، ويشتبه في وجود صلات تنظيمية بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين.
تأسّس في آب (أغسطس) 2016، ويُعدّ "لواء الثورة" أحد أذرع جماعة الإخوان في مواجهة الدولة، الذي يعتمد إستراتيجية "الذئاب المنفردة"، واستهداف عناصر السلطة والنظام المصري.

اقرأ أيضاً: هل أحرقت "حسم" السجون المصرية في أحداث يناير؟
وقد أعلن "لواء الثورة" تبنّيه عملية اغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعات، في الجيس المصري، في تشرين الأول (أكتوبر) 2016.
وفي نيسان (أبريل) 2017؛ تبنّى التفجير، الذي استهدف مركز تدريب، تابعاً للشرطة في مدينة طنطا، بدلتا مصر.
وكانت باكورة عملياته الإرهابية، تفجير كمين للشرطة في مدينة السادات، بمحافظة المنوفية، وقد وصفه "بالغارة"، وأسفر عن مقتل جميع أفراد الشرطة، والاستيلاء على كافة الأسلحة التي كانت بحوزتهم.

تأسّس في آب 2016

"المقاومة" في فلسطين وحجية "ولاية الفقية"

حركة "الصابرين"

تأسست حركة "الصابرين نصراً لفلسطين"، المعروفة اختصاراً باسم "حصن"، في أيار (مايو) 2014، وتصنّف باعتبارها أحد التنظيمات القريبة من إيران، وتتلقى تمويلات من الجمهورية الإسلامية، بيد أنّها تزعم ابتعادها عن المذهبية، والصراعات والتكتلات الطائفية. وفي المقابل؛ ترى الحركة، التي تنشط في قطاع غزة، أنّ فلسطين هي بؤرة الصراع بين "المشروع الإلهي والمشروع الشيطاني".

اقرأ أيضاً: حسم وأخواتها: توزيع للأدوار أم صراعات أجنحة إخوانية؟
يتولى قيادة الحركة الأمين العام، هشام سالم، وهو عضو قيادي منشق عن حركة الجهاد الإسلامي، ويذكر أنّ الأمين العام تعرض لمحاولة اغتيال، عبر طعنه بسكين في تشرين الأول (أكتوبر) 2015.
تتهم الحركة من قبل مراقبين وخبراء، بأنها ذات توجّه طائفي شيعي؛ حيث تحظى برعاية إيران، التي تدعمها بالنفوذ والمال؛ بهدف خلق تنظيم منافس، لوجود تنظيم حماس. ورغم نفي الحركة كلّ تلك الاتهامات؛ لكنّ، تصفح موقعها الرسمي، والاطلاع على بياناتها الرسمية، يشير بوضوح إلى تماهيها مع المواقف الرسمية الإقليمية لإيران والنظام السوري.

تصنّف باعتبارها أحد التنظيمات القريبة من إيران
ففي بيان لها وضعت له عنواناً: "شكراً إيران"، قالت فيه: "تتقدم الحركة بجزيل الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادة وشعباً، على هذا العطاء الدائم للقضية الفلسطينية، والذي لم يفتر يوماً، خاصة أنّ القضية الفلسطينية تعدّ القضية المركزية والأقدس للعرب والمسلمين، وتحتاج إلى جهد الجميع، حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني".
ووصفت الحركة، في بيان آخر لها، قناة "المنار"، أحد المنابر الإعلامية لحزب الله في لبنان، بأنّها: "منبر مقاوم يفضح الاحتلال (تقصد الإسرائيلي) وسياساته"، وذلك عندما تم وقف بثّ القناة على قمر "عربسات" عام 2015.

الدور الإقليمي وتمدّد نفوذ الإرهاب

يقول الباحث في شؤون الإسلام السياسي، حسام الحداد،  لـ "حفريات"؛ إنّ حركة حسم  الذي تضمّن بيانها الأول، سعيها إلى تنفيذ أهداف ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، والقضاء على ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، ورحبت بانضمام مختلف الأطياف السياسية لها؛ هي واحدة من المكاتب النوعية، التي أسسها القيادي الإخواني الراحل محمد كمال، الذي لقي مصرعه في مواجهة مع الشرطة المصرية، كما أن عمليات "حسم" تتم في في الوادي والدلتا، بعيداً عن منطقة نفوذ ولاية سيناء، ويتركّز هجومها على الكمائن، في منطقتي القاهرة والجيزة، بهدف إثبات التواجد، وإرباك أجهزة الأمن.

 


وأوضح الحداد؛ أنّ الحركة تضمّ خلايا عنقودية ترتبط ببعضها تنظيمياً، لكن، تمّ القبض على المئات من أعضائها، وأحيل 304 متهمين من عناصرها إلى النيابة العسكرية، لاتهامهم بارتكاب 14 جريمة إرهابية وعمليات اغتيال.

 

يشير الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أنّ تنظيم "لواء الثورة" انبثق من "حسم"؛ وله نفس الأهداف؛ من تشتيت أجهزة الأمن، وتنفيذ عمليات إرهابية، وتفجيرات، واغتيالات، لحساب جماعة الإخوان.
ويذكر الحداد أنّ أعضاء الحركة، بعد القبض على عدد كبير منهم، اعترفوا في التحقيقات أنهم يقومون بتنفيذ العمليات الإرهابية، لحساب جماعة الإخوان، ويتلقون تكليفاتهم من بعض قادة الجماعة الهاربين في الخارج، والقاسم المشترك بين الحركتين، بحسب اعترافات المقبوض عليهم، هو تلقي التدريبات على يد قيادات جناح "عزّ الدين القسام" المسلح التابع لحماس، وفق قول حداد.

الحداد: تعتبر "الصابرين" حركة شيعية تعمل لحساب إيران في غزة تحت دعاوى المقاومة

ويتابع الباحث: إن "حركة الصابرين"؛ حركة شيعية تعمل لحساب إيران، في قطاع غزة، تحت دعاوى المقاومة، وتتخذ شعاراً قريباً من شعار حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، فيما تعدّ نفسها حركة فلسطينية مقاومة.
وإلى ذلك، يؤكّد الحداد، أنّ إدراج الخارجية الأمريكية، حركتي حسم ولواء الثورة المصريتين، وحركة الصابرين الفلسطينية، على قائمة التنظيمات الإرهابية، "لا جدوى منه"؛ لأنّ القرار، في الأخير، ليس مصحوباً بإجراءات على الأرض، تؤكّد سلامة القرارات الأمريكية؛ حيث كان من المفترض أن يصاحب القرار، وفق حداد، "عمليات تجميد لأرصدة أشخاص مرتبطين، بهذه التنظيمات أو يمثلون مصادر تمويل مباشرة بالنسبة لها، سواءً في أمريكا أو غيرها"، بالإضافة "لسدّ منافذ التمويل لهذه التنظيمات، وهذا ما يؤدي إلى موتها وتوقفها عن التوغل في الدول العربية".

اقرأ أيضاً: واشنطن تؤيد إدانة إيران بشأن اليمن
ويضيف حداد "من المعروف جيداً للخارجية الأمريكية ووزارة الخزانة؛ مَن يقف خلف هذه التنظيمات ويدعمها لوجيستياً، ويقوم بضخّ التمويلات لها، مثل "بنك التقوى"، أحد المصارف المهمة لجماعة الإخوان الذي تأسس في جزر البهاما، ويتبع لرجل الأعمال يوسف ندا، وهو من أبرز قيادات الجماعة، والذي لا يزال يعمل حتى الآن، إلى جانب شخصيات لها ثقلها الدولي، وكذلك بعض الدول الداعمة للجماعات المتطرفة ومن ثم، على الولايات المتحدة، إيقاف التمويل".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية