"إمارات التسامح" تحتضن 40 كنيسة ومليون مسيحي

"إمارات التسامح" تحتضن 40 كنيسة ومليون مسيحي


04/02/2019

ترقب العالم أجمع الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس للإمارات، والتي تبدأ مساء اليوم، وهي الزيارة الأولى للبابا لشبه الجزيرة العربية والدول الخليجية، مما يجعلها تحمل قيمة رمزية مهمة على طريق تقارب الأديان وترسيخ قيم التعايش والتسامح والمحبة والسلام، خاصة أن الإمارات تقوم بدور كبير حاضراً وتاريخاً من أجل ترسيخ قيم التقارب والتواصل مع العالم أجمع.

لماذا الإمارات؟

سؤال يتردد في الأوساط العالمية عن رمزية وأسباب اختيار البابا فرانسيس للإمارات على وجه التحديد لتحتضن زيارته الأولى لشبه الجزيرة العربية، والإجابة على ذلك تبدو واقعية إلى حد بعيد، فالإمارات نموذج للتسامح طوال تاريخها، وهذا لا يحدث تزامناً مع 2019 الذي تم الإعلان عنه عاماً للتسامح في الإمارات فحسب، بل لأسباب تتعلق بالحاضر والتاريخ، حيث توجد في الإمارات 40 كنيسة، وهو العدد الأكبر لدور العبادة المسيحية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وشبه الجزيرة العربية.

وقد تضاعف عدد الكنائس في الإمارات خلال العقد الأخير ليبلغ 40 كنيسة، وفي الوقت الذي تشتعل المنطقة بنار التعصب الديني، والحروب، والمشاكل السياسية، كانت الإمارات تسير في طريق التقارب والتسامح وترسيخ القيم الإنسانية على أرضها ومع العالم أجمع، فقد تم إقرار قانون في الإمارات يناهض العنصرية، والتعصب الديني، وهو تشريع صادر من الدولة لمحاربة الكراهية بكافة أشكالها، مما جعل ما يقرب من 200 جنسية يتعايشون معاً في تناغم تام، على الرغم من الإختلافات الدينية والمذهبية والعرقية والثقافية.

كما أن هناك ما يقرب من مليون مسيحي يعيشون ويعملون على أرض الإمارات من مختلف الجنسيات، وهم يشكلون ما يقرب من 12 % من سكان الإمارات، الأمر الذي دفع الدولة للتجاوب، بل المبادرة بمد يد التسامح لهم، سواء بالتبرع بالأراضي لبناء الكنائس، أو المساهمة في تشييدها في مختلف إمارات الدولة، كما أن هناك ما يقرب من 80 دار عبادة للديانات غير الإسلامية على أرض الإمارات، حيث لا توجد تفرقة في هذا الجانب، كما يكفل قانون الدولة حق المعتقد الديني للجميع، ويكفل للجميع ممارسة الشعائر الدينية بحرية تامة.

130 ألفاً في قداس مدينة زايد

برنامج زيارة البابا فرانسيس للإمارات يبدأ مساء اليوم باستقبال رسمي بمطار أبوظبي، ثم حفل ترحيب في قصر الرئاسة بالعاصمة الإماراتية، ولقاء تاريخي بين الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والبابا فرانسيس، وبالنظر إلى إمتداد الزيارة التاريخية 3 أيام، فسوف يكون هناك لقاء بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مع البابا، وتم اختيار مسجد زايد الكبير مكاناً لهذا اللقاء الديني المهم، الذي يحمل رسالة تسامح ومودة وتواصل بين 53 % من سكان العالم، حيث يبلغ عدد أتباع المسيحية والإسلام في العالم ما يقرب من 4 مليارات شخص من بين 7.5 مليارات هم سكان العالم، ويشكل المسيحيون نسبة 31.2 % من سكان العالم، فيما تبلغ نسبة المسلمين 24.1 %.

وفي العاشرة والنصف من صباح الأربعاء المقبل، سوف يكون العالم أجمع على موعد مع التجمع الأكبر على أرض الإمارات، بإقامة قداس في مدينة زايد الرياضية بأبوظبي يحضره ما يقرب من 130 ألفا، حيث تتسع مدرجات الملعب لما يقرب من 50 ألفا، فيما يتجمع 80 ألفاً في المناطق المحيطة به لحضور القداس التاريخي، وقد تم توجيه الدعوات إلى الحضور، خاصة أن الإقبال كان كبيراً في ظل وجود مليون مسيحي على أرض الإمارات، إلا أنه لا يوجد مكان يسع لأكثر من 130 ألفاً، مما دفع الجهات المنظمة للحدث الكبير إلى توجيه دعوات لضمان تنظيمه بطريقة جيدة.

عن "إيلاف"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية