مطالبات سلفية بإزالة ضريح الحسين تستنفر الصوفية بمصر

صوفية مصر

مطالبات سلفية بإزالة ضريح الحسين تستنفر الصوفية بمصر


26/11/2017

طالب داعية ينتمي لجماعة الدعوة السلفية في مصر، بهدم ضريح الحسين بن علي الواقع في حي الدراسة بمنطقة وسط القاهرة، محتجاً بأنّ "رأس الحسين" ليس مدفوناً في المسجد الذي يحمل اسمه.
دعوى قضائية لإزالة ضريح الحسين
وقال الشيخ سامح عبدالحميد في تصريحات لـ"حفريات": "شكلت لجنة من عدة محامين متطوعين، لإقامة دعوى قضائية نختصم فيها وزارة الأوقاف المصرية، ونطالبها بالعمل على إزالة هذا الضريح"، مشدداً على أنّه يلقى تأييداً وتعضيداً من التيار السلفي في مصر، ولم يواجه من أحدهم استنكاراً لمطالبته هذه.
ولفت إلى أنّ دعوى الإزالة لا تشمل مسجد الحسين؛ بل الضريح فقط، معللاً ذلك بأنّ المسجد بُني قبل الضريح، فيلزم إزالة الضريح دون المسجد، "أما لو كان المسجد بني على ضريح فيلزم إزالة كليهما، حسب فتوى ابن تيمية وابن باز".
وكان عبدالحميد قد أصدر بياناً، نشره على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال فيه إنّ "هذا الضريح ليس فيه الحسين؛ فالحسين -رضي الله عنه- قُتل في كربلاء بالعراق، ومسجد الحسين في القاهرة لا يوجد به رأس الحسين كما يكذب الشيعة، وهذا المسجد تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة كبيرة، لقد بناه العُبيديون الذين يُقال لهم الفاطميون وهم شيعة، وقد كذبوا وزعموا أنّهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوه بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالي".

زعم الداعية السلفي سامح عبدالحميد أنّ "رأس الحسين" ليس مدفوناً في المسجد الذي يزوره الناس وسط القاهرة

وتابع الداعية السلفي: "العجيب الزعم بأنّ الحسين مدفون في عدة أماكن مثل كربلاء والنجف والشام ومصر، والحقيقة التاريخية أنّ رأس الحسين مدفون في البقيع بالمدينة المنورة، أما مسجد الحسين في القاهرة فليس فيه الحسين رضى الله عنه".
ويعلل عبدالحميد دعواه أيضاً بأنّ "هذا الضريح المنسوب كذباً للحسين يدخله الجهلة ويمارسون فيه أنواعاً من الشرك والبدع، وينادون الحسين ليرزقهم أو يُعطيهم الذرية أو يشفيهم أو يفك عنهم الكربات، وهذا من الشرك؛ لأنّ الذي يرزق المال والأولاد ويشفي الأمراض ويفك الكربات هو الله تبارك وتعالى وليس العباد".
ويضيف: "الشيعة يستغلون هذا المسجد لنشر التشيع والتوغل بين الناس، وغزو مصر ببدعهم وانحرافاتهم وخرافاتهم، ويسبون الصحابة الكرام مثل أبي بكر وعمر وعائشة وغيرهم من الصحابة".


رد صوفي حاد: مطالبات إجرامية
من جهتهم شن عدد من رموز وشيوخ الطرق الصوفية، هجوماً حاداً على شيوخ الدعوة السلفية، بعدما طالب أحدهم بإزالة ضريح مسجد الحسين، واصفين هذه المطالبات بالتهديدات الإجرامية التي تكشف عما وصفته بــ "الإجرام السلفي" ضد أضرحة ومقامات الصوفية، كاشفين عن تقدمهم ببلاغ إلى جهاز الأمن الوطني المصري ضد الداعية السلفي.
وتوعد شيخ الطريقة العزمية، علاء الدين ماضي أبو العزائم، كل من تسول له نفسه الاقتراب من ضريح الحسين، مشدداً على أنّهم سيحمون ضريح ابن رسول الله بدمائهم، وأضاف لـ"حفريات": "لن ترهبنا تلك الأفعال "الصبيانية"، التي تؤكد أنّها صادرة من جماعة "إرهابية" لا بد من القبض على أعضائها".
وقال أحد رموز الطريقة العزمية عبدالحليم العزمي لـ"حفريات" إنّ "ضريح الإمام الحسين بن علي، ليس ملكاً لمصر وحدها؛ بل إنّه ملك ملايين المسلمين حول العالم، وسينتج عن هذه الدعوات حالة من الارتباك، وإن كانت دعوى غير جدية".

شنّت رموز صوفية هجوماً حاداً على شيوخ الدعوة السلفية واصفة مطالباتهم إزالة ضريح الحسين بالتهديدات الإجرامية

وأضاف العزمي: "إنّ تهديدات السلفية، بهدم ضريح الإمام الحسين ليس أمراً جديداً، فدعوتهم لهدم الأضرحة قديمة، ولكنهم كانوا يتراجعون ويقولون إنهم لم يطالبوا بذلك، ولكن اليوم فضح الله أمرهم، وها هو أحد قياداتهم الذي يُدعى سامح يطالب بإزالة ضريح الإمام الحسين رضوان الله عليه"، مشيراً إلى أنّ "الصوفية لن تصمت على هذه "البذاءات" السلفية؛ فالأضرحة خط أحمر"، على حد قوله.
ودعا عضو المجلس الأعلى للصوفية الشيخ محمد على عاشور، إلى عدم ترك عبدالحميد دون محاسبة أو عقاب، "إذ يجب أن يزج به في السجن حتى لا يتجرأ على أولياء الله الصالحين".
شكاوى صوفية من "تهديدات" سابقة
وادعى شيخ الطريقة المغازية الشيخ نضال المغازي، في تصريحات لـ"حفريات"، هدم السلفيين وأعضاء من جماعة الإخوان، لضريح جده سيدي عبدالعال المغازي، حفيد محمد المغازي الكبير، الواقع في إحدى القرى التابعة لمحافظة الغربية، شمال مصر.
إلا أنّ الداعية السلفي سامح عبدالحميد، نفى هذه الواقعة ووصفها بأنّها "كذب وإشاعات لا دليل عليها، فنحن لا نذهب لإزالة الأضرحة؛ بل لا نصلي في المسجد الذي يوجد فيه ضريح، لكن لا نذهب لهدمه، نحن نطالب الحكومة فقط، بالتدخل لإزالته".

علّل عبدالحميد دعواه بهدم ضريح الحسين بأنه منسوب كذباً للحسين، يدخله الجهلة ويمارسون فيه أنواعاً من الشرك والبدع

وأكد عدد من شيوخ الطرق الصوفية بمحافظات الصعيد، محاولات يقوم بها التيار السلفي، بالقرى والنجوع والمراكز لهدم الأضرحة والمقامات، التي تعتقد السلفية أنّ الصوفية "يعبدونها من دون الله"، وأنّ عليهم واجباً دينياً "يقضي بهدمها".
من جانبه، قال نائب الطرق الصوفية بمحافظة سوهاج الشيخ محمد القاضي، إنّ الصوفية في محافظات الصعيد، اعتادت على دعوات هدم الأضرحة، التي يطلقها السلفية التي كان آخرها المطالبة بهدم ضريح قطب الصوفية "سيدي هارون"، في منطقة الرهبة بسوهاج في صعيد مصر، وأيضاً محاولاتهم المستميتة لهدم ضريح سيدي جبريل، وسيدي جماعة وغيره من الأضرحة والمزارات.

الطرق الصوفية طالبت من المشيخة العامة حماية الأضرحة والمقامات بعد مزاعم بمحاولة السلفية هدم بعضها

ويقول أحد كوادر الصوفية بمحافظة المنيا مؤمن عبدالباسط، إنّ "الطرق الصوفية طالبت من المشيخة العامة حماية الأضرحة والمقامات، بعد أن حاولت السلفية هدم الأضرحة الموجودة في قرية البهنسا التي يتواجد فيها الكثير من مقامات الصحابة؛ إذ إنّهم يعتقدون أنّ الصوفية يذهبون إلى هناك ويتمسحون بالقبور مما يخرج المسلم من دينه وهذا غير صحيح بالمرة".
وكان الداعية السلفي، محمد حسان، قد نفى تهمة استهداف الأضرحة من قبل السلفيين، لافتاً إلى أنّ تغيير ما أسماه "المنكر" له ضوابط وشروط. وأضاف، في لقاء على الفضائية المصرية التابعة للدولة في نيسان (إبريل) 2011، أنّه ليس من حق أحد يتكلم ليغير منكراً بما هو أعظم من المنكر الأصلي، فضلاً عن أن يتحرك ليغيّر بيده.

الصفحة الرئيسية