إيران وميليشياتها يعاودون التصعيد بعد إطلاق صاروخ باليستي ضد السعودية

إيران والحوثيون

إيران وميليشياتها يعاودون التصعيد بعد إطلاق صاروخ باليستي ضد السعودية


01/12/2017

عاودت إيران التصعيد السياسي والعسكري، بعد أن أعلنت المليشيات الانقلابية الحوثية التي تدعمها طهران إطلاق صاروخ باليستي، مساء أمس الخميس، اعترضته قوات الدفاع الجوي السعودية انطلق من داخل الأراضي اليمنية، حسبما أعلن التحالف الذي تقوده الرياض.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث باسم التحالف، العقيد ركن تركي المالكي قوله "في تمام الساعة 20:20 مساءً رصدت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي انطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة".
وأضاف المالكي بأنّ "الصاروخ كان يسير باتجاه مدينة خميس مشيط وتم اعتراضه دون وقوع خسائر".
وتعد هذه المرة الثانية التي تعترض فيها القوات السعودية صاروخاً أطلق من داخل اليمن خلال شهر.

السيطرة على الأسلحة البالستية من قبل المنظمات الإرهابية ومنها الميليشيات الحوثية المسلحة يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي

وحذر المتحدث باسم التحالف من أنّ "السيطرة على الأسلحة البالستية من قبل المنظمات الإرهابية ومنها؛ الميليشيات الحوثية المسلحة يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وأنّ إطلاقها باتجاه المدن الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني".
وجاء اعتراض الصاروخ بعد ساعات من تهديد الحوثيين بالتصعيد في مواجهة السعودية "إذا لم يرفع التحالف الذي تقوده الحصار المفروض على البلد". وزعم الحوثيون، كما نقلت وسائل الإعلام اليمنية التي يسيطرون عليها، أنّ الصاروخ الباليستي أصاب هدفه العسكري في "عمق السعودية" بدقّة.
 

طهران وإرادة الغطرسة
ويأتي هذا التصعيد ليعكس إرادة الغطرسة التي تقودها طهران بمعاونة ذراعها الرئيسي "حزب الله" اللبناني الذي نفى أمينه العام السيّد حسن نصرالله تدخّله في اليمن، وهو ما أثار موجة من التشكيك في مزاعم الحزب، كان آخرها ما كتبه الصحفي اللبناني وليد شقير في مقالته في صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة؛ إذ قال "يتفاءل الرؤساء اللبنانيون بالصيغة التي يُنتظر أن ينتهوا إليها الأسبوع المقبل لينأوا بلبنان عن أزمة كبيرة مع المملكة العربية السعودية، إذا أفضت إلى ابتعاد (حزب الله) عن التدخل في الحرب الدائرة في اليمن، فتكون مخرجاً لعودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته".

وأكد شقير أنّ "كُثُراً يشكّون في أن ينأى الحزب بنفسه عن تلك الحرب، ويخشون من أن يكون أي إعلان بهذا المعنى شكلياً، ويقتصر على وعد بتحويل الحملات الإعلامية العنيفة للسيد حسن نصرالله إلى (انتقادات)، فإنّ المتفائلين بتلك الصيغة يستندون إلى جهود دول كبرى في هذا المجال، لا سيما روسيا وفرنسا مع إيران، لإنجاح انكفاء الحزب عن اليمن". ويوضح الكاتب أنّ "لدى المشككين بإمكان ابتعاد الحزب الكثير من الحجج: نصرالله سبق أن افتخر قبل زهاء سنة بأنّ (أعظم ما قمتُ به) هو هجومه على السعودية في اليمن، وأنّه (أعظم من حرب تموز) ضد العدو الإسرائيلي".

 

 

إيران كلّفت نصرالله بناء الجسم الحوثي
طهران، بحسب المقال، "أوكلت إلى نصرالله منذ زهاء عقدين من الزمن، بناء الجسم الحوثي على الصعد كافة، العقائدية والدينية والسياسية والتنظيمية والتدريبية والعسكرية... كجسر تدخل في اليمن السعيد. وحين قررت الرياض مواجهة التمدّد الإيراني على حدودها في 26 آذار (مارس) 2015، لم يكن من تفسير لعنف حملة نصرالله غير المسبوقة ضد السعودية عند العارفين، سوى أنه صُدِم بفعل المسّ بـ (طفله) الحوثي. ويتساءل المشككون بإمكان انتزاع تنازل انكفاء الحزب في اليمن، عن مدى واقعية ذلك إذا لم تحصل طهران على الثمن المقابل".

نصرالله افتخر بأنّ "أعظم ما قمتُ به" هو هجومه على السعودية في اليمن، وأنه "أعظم من حرب تموز"

ويتساءل شقير عمّا إذا كان النأي بالنفس عن اليمن سيحمي لبنان من تداعيات تدخل الحزب في ساحات أخرى، وتحديداً في سورية.
ومقابل اتهامات موسكو واشنطن بأن تعاونها معها غير بنّاء على المسرح السوري، تتهم الأخيرة الجانب الروسي، وفق الكاتب، بأنّه لم يفِ بوعده إبعاد الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" عن المنطقة الجنوبية في إطار اتفاق خفض التصعيد فيها، بينما لا تأخذ إسرائيل بتطمينات فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف حيال ضمان أمنها؛ لأنّ "الحرس الثوري" يبني قواعد عسكرية في منطقة الكسوة (ريف دمشق) المؤدية إلى القنيطرة ودرعا، ويتجول مقاتلوه وعناصر "حزب الله" بلباس الجيش السوري، كما يقول الإسرائيليون.

 

 

الصفحة الرئيسية