أردوغان يواصل التودد لمصر وشعبها... هل هناك أفق للتقارب؟

أردوغان يواصل التودد لمصر وشعبها... هل هناك أفق للتقارب؟


20/08/2022

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التودد لنظام وشعب مصر عبر إطلاق فيض جديد من التصريحات التي تغازل الشعب المصري وتصفه بـ"الشقيق"، فقد نقلت وسائل إعلام دولية عن أردوغان قوله: إنّ "الشعب المصري شعب شقيق، ولا يمكن أن نكون في حالة خصام معه، لذا علينا ضمان الوفاق معه بأسرع وقت".

إلحاح أردوغان المتواصل على تطبيع العلاقات مع مصر، وتودده المستمر للشعب المصري، يأتي وسط صمت مصري وامتناع عن التعليق على تصريحاته المتتالية حول تلك النقطة، حيث لم يمر شهر على آخر تصريح للرئيس التركي، يتحدث فيه في نهاية تموز (يوليو) الماضي عن انفتاحه على "محادثات رفيعة المستوى"، في إشارة إلى لقاء على المستوى الرئاسي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غير أنّ طموح أردوغان اصطدم على ما يبدو برفض مصري، الأمر الذي أقر به أردوغان قائلاً: "العلاقات على المستوى الرفيع ليست في مكانها المطلوب حالياً".

 بيئة سلام

زعم أردوغان، الذي دأب على الهجوم على نظام الرئيس السيسي دعماً لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في بعض الدول، في حوار مع وكالة "الأناضول" أول من أمس أنّه "لا خصومة في السياسة، وإنّما ينبغي أن تكون دائماً في بيئة سلام، وأن توفر دائماً فرصة للحوار".

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التودد لنظام وشعب مصر عبر إطلاق فيض جديد من التصريحات.

وحتى الآن، لم تُعقد المباحثات التي وصفتها الخارجية المصرية مطلع 2021 بـ"الاستكشافية"، على المستوى الوزاري بعد أعوام من قطع العلاقات وخفض التمثيل الدبلوماسي، على خلفية دعم أردوغان ونظامه لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، فضلاً عن توفير ملاذات آمنة في تركيا لبعض الهاربين من تنفيذ أحكام في قضايا تتعلق بالإرهاب.

وأول من أمس، واصل أردوغان  إلحاحه قائلاً: "لنواصل العمل على المستوى الوزاري، ومن ثم نأمل أن نتخذ خطوة أخرى بأفضل الطرق نحو المستويات الأعلى"، وهو التصريح الذي يتوافق مع تلميحاته في 25 تموز (يوليو) برغبته في عقد مفاوضات التقارب مع النظام المصري على المستوى الرئاسي، قائلاً: "المحادثات على المستويات الدنيا مستمرة، ليس من المستبعد أن يحدث هذا على مستويات أعلى، طالما أنّنا نفهم بعضنا البعض".

وكان وزير المالية التركي نور الدين النبطي قد زار مصر في مطلع حزيران (يونيو) الماضي للمشاركة في مؤتمر للبنك الإسلامي للتنمية، غير أنّ الزيارة لم تحمل حتى الحد الأدنى من المؤشرات على أيّ تقدم يُذكر في ملف تطبيع العلاقات.

وسبق الإعلان المصري عن انطلاق المباحثات الاستكشافية مع تركيا مطلع 2021، بناءً على إلحاح تركي، فيض من التصريحات التركية الكاذبة عن وجود محادثات مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يعتبره أردوغان العدو اللدود لتصديه لمخطط تصعيد جماعة الإخوان المسلمين بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي وجماعته في 3 تموز (يوليو) 2013.

وتبذل تركيا منذ مطلع العام الماضي جهوداً جمة لإصلاح العلاقات مع مصر ودول الشرق الأوسط، لكن يبدو أنّ أنقرة فشلت في إقناع القاهرة بجدوى التحالف بينهما، بينما استجابت أبو ظبي، ثم الرياض.

زعم أردوغان أنّه "لا خصومة في السياسة، وإنّما ينبغي أن تكون دائماً في بيئة سلام، وأن توفر دائماً فرصة للحوار".

ونزولاً عند شروط القاهرة، طردت أنقرة العديد من الإعلاميين الإخوانيين خارج أراضيها مؤخراً، وأبرزهم محمد ناصر، الذي أعلن في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر رحيله عن تركيا والتوجه لدولة أخرى لم يسمّها.

ويأتي رحيل ناصر عن تركيا بعد نحو (3) أسابيع من قرار قناة مكملين الإخوانية إغلاق مقراتها في تركيا والتوجه لدولة أخرى لم تسمّها أيضاً، بعد (8) أعوام من انطلاقها من الأراضي التركية، وسط أنباء استخباراتية غير رسمية عن عزم تركيا تسليم بعض قائمة بالمطلوبين في قضايا إرهاب في مصر للسلطات المصرية.

ونشر موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي تقريراً في أيار (مايو) الماضي أكد فيه وجود تنسيق أمني ومخابراتي بين البلدين للنظر في تسليم بعض قيادات جماعة الإخوان إلى مصر، موضحاً أنّ أنقرة لديها رغبة قوية في تسريع وتيرة التقارب مع القاهرة، "حتى لو وصل الأمر إلى تسليم بعض القيادات من جماعة الإخوان"، وهو مطلب تصر عليه مصر، ولن تتراجع عنه، في ظل الرغبة التركية بتصفير الخلافات بين البلدين وإعادتها إلى سابق عهدها، على حدّ قول الموقع الفرنسي.

وفي آذار (مارس) 2021، أصدرت السلطات التركية تعليمات لـ3 قنوات تلفزيونية للإخوان المسلمين في إسطنبول، وهي "الشرق" و"مكملين" و"وطن"، بتخفيف حدة انتقادها للحكومة المصرية و"ضبط سياستها التحريرية" في محاولة لتطبيع العلاقات مع مصر، في خطوة اعتبرها مراقبون دوليون صفعة مصرية جديدة لجماعة الإخوان المسلمين التي أطيح بها في مصر في تموز (يوليو) 2013 بعد عزل الرئيس محمد مرسي، المنتمي للجماعة ذاتها، الأمر الذي بدا جلياً في ترحيب مؤسسات الدولة المصرية، ومن بينها وزارتا الخارجية والإعلام.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية