الصدر يدعو إلى انتخابات جديدة... وتيار المالكي يرد عليه

الصدر يدعو إلى انتخابات جديدة... وتيار المالكي يرد عليه


04/08/2022

دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى انتخابات مبكرة وحلّ البرلمان الذي يهيمن عليه خصومه من أحزاب الإطار التنسيقي (الشيعية)، منذ إعلان كتلته الانسحاب من مجلس النواب.

وتأتي دعوته في خضم معركة كسر أذرع بينه وبين القوى الشيعية الموالية لإيران، التي خسرت في معظمها في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الأول (أكتوبر) 2021.

ولا يبدو اقتراح رجل الدين الشيعي النافذ، الذي يدير المعركة السياسية بالاحتكام للشارع وبتوجيه أنصاره حيث ما شاء ووقت ما شاء، محاولة لحلّ الأزمة بقدر ما هو إرباك لخصومه، فحلّ البرلمان يعني عودة إلى المربع الأول بالاتجاه لانتخابات مبكرة مرة ثانية، وهو أمر مكلف لوجستياً ومادياً وأمنياً، وهو أيضاً مسار طويل يعيد الجميع إلى متاهة السجالات والتجاذبات.

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يدعو إلى انتخابات مبكرة وحلّ البرلمان، ويرى أنّه لا فائدة ترتجى من الحوار، فالشعب سئم الطبقة الحاكمة

واعتبر الصدر في خطاب، نقله العديد من القنوات المحلية والوكالات، أنّه "لا فائدة ترتجى من الحوار مع خصومه"، وقال مع دخول اعتصام مناصريه في البرلمان يومه الخامس: "أنا على يقين بأنّ أغلب الشعب قد سئم الطبقة الحاكمة برمّتها، بما فيها بعض المنتمين للتيار".

وطالب أنصاره بمواصلة اعتصامهم في مجلس النواب في بغداد لحين تلبية مطالبه التي تشمل انتخابات مبكرة وتعديلات دستورية غير محددة.

ومن المرجح أن تؤدي التصريحات إلى إطالة أمد الجمود السياسي الذي أبقى العراق بدون حكومة منتخبة منذ ما يقرب من (10) أشهر.

بالمقابل، قال عضو بائتلاف دولة القانون في العراق فاضل موات لوكالة (بغداد اليوم): إنّ الكتل السياسية من الأكراد والسنّة والإطار التنسيقي الشيعي لن توافق على دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لإعادة الانتخابات وحلّ البرلمان.

وأضاف عضو الائتلاف الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي: إنّ هناك "تخبطاً في مطالب التيار الصدري وعدم استقرار في أهدافه".

فاضل موات: الأكراد والسنّة والإطار التنسيقي الشيعي لن توافق على إعادة الانتخابات، فالظروف الحالية لا تسمح بذلك

وأوضح أنّ "مسألة إعادة الانتخابات ليست سهلة في الظروف الحالية، فضلاً عن أنّ الكتل السياسية لن تقبل كالكرد والسنّة والإطار التنسيقي الذي يمثل الكتلة الأكبر في البرلمان".

هذا، وكان الآلاف من أتباع الصدر قد اقتحموا المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، التي تضم العديد من المقرات الحكومية والبعثات الأجنبية مطلع هذا الأسبوع، واستولوا على مبنى البرلمان الخاوي، وبدؤوا اعتصاماً مستمراً حتى الآن.

وتأتي هذه التحركات رداً على محاولات خصومه الشيعة، والكثيرون منهم مقربون من إيران، لتشكيل حكومة برئاسة مرشحين يرفضهم الصدر.

وقد فاز التيار الصدري بالعدد الأكبر من المقاعد في البرلمان في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر)، لكنّه فشل في تشكيل حكومة تستبعد منافسيه المدعومين من إيران.

وسحب نوابه من البرلمان، ولجأ إلى ممارسة الضغط عبر الاحتجاجات والاعتصام الحالي في البرلمان، مستفيداً من قاعدته الشعبية الكبيرة المكونة من ملايين الشيعة من الطبقة العاملة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية