كارثة بيئية وإنسانية... المرصد السوري يُحذر من تلك الممارسات التركية

كارثة بيئية وإنسانية... المرصد السوري يُحذر من تلك الممارسات التركية


19/04/2022

وصلت مياه نهر الفرات إلى مستويات منخفضة نتيجة حبس تركيا للمياه في السدود التي أقامتها على روافده، ممّا ينذر بتواصل المخاطر البيئية على سكان أهالي الجزيرة السورية وضرر كبير سيلحق بأراضيهم الزراعية.

ووفقاً لما أورده عبر موقعه الإلكتروني، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان الانخفاض الحاد بمنسوب مياه نهر الفرات منذ مطلع نيسان (أبريل) الجاري، حيث وصلت مياه النهر في شقه المار من سوريا إلى مستويات منخفضة، بعد أن ارتفعت منذ نحو شهر عقب تدفق المياه بمستويات جيدة مقارنة بفترات سابقة عمد خلالها الجانب التركي إلى حبس المياه مراراً وتكراراً، بالإضافة إلى انحباس الأمطار.

وصلت مياه نهر الفرات إلى مستويات منخفضة نتيجة حبس تركيا للمياه في السدود التي أقامتها على روافده

وقد عبّر أهالي وسكان الجزيرة السورية عن المخاطر البيئية والخدمية على السكان، والضرر الكبير الذي سيلحق بالأراضي الزراعية في حال استمرت الحكومة التركية بحبس حصة سوريا من مياه الفرات.

من جهته، أنذر المرصد السوري لحقوق الإنسان مجدداً بوجود كارثة بيئية تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تهدد نحو مليونين ونصف المليون من السكان المستفيدين من نهر الفرات في مناطق متفرقة من الرقة والحسكة ودير الزور وكوباني.

في 22 آب (أغسطس) الماضي، حذّرت (6) منظمات إغاثة دولية من أنّ ملايين الأشخاص في سوريا والعراق معرّضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي، بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف، واستيلاء النظام التركي على مياه نهري دجلة والفرات.

المرصد السوري لحقوق الإنسان ينذر بوجود كارثة بيئة تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تهدد نحو مليونين ونصف

وفي الشهر نفسه، كشف مصدر مسؤول في المؤسسة العامة لسد الفرات في تصريح لـصحيفة "الوطن" أنّه يتم يومياً خسارة ما يقارب من (200) متر مكعب في الثانية من مخزون مياه بحيرة الفرات لتزويد أهالي دير الزور بالمياه وإعطاء العراق حصته، وذلك بسبب استيلاء  تركيا على أكثر من نصف حصة سورية التي يجب ألّا تقل عن (500) متر مكعب في الثانية، وفق البروتوكول المتفق عليه مع الجانب التركي في عام 1987، في حين يتم حالياً ضخ فقط نحو (250) متراً مكعباً.

وأوضح المصدر حينها أنّ الكميات الواردة من تركيا لا تكاد تكفي لاستهلاك الشرب والري والتبخر، وبالتالي كامل ما يتم تمريره من المياه باتجاه دير الزور والعراق هو من مخزون بحيرة سد الفرات.

وفي العام الماضي انخفض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات إلى مستويات قياسية بعد قيام النظام التركي بحجب مياه النهرين وتخفيض التدفق المائي الوارد من تركيا إلى سورية لنحو (200) متر مكعب بالثانية، ممّا تسبب في تعطيل مرافق الطاقة الكهرومائية وتركيز التلوث إلى مستويات جعلت المياه غير صالحة للشرب، بينما تقدر منظمات إنسانية أنّ (12) مليون شخص قد تضرروا جراء ذلك، مؤكدة أنّ هذه الأزمة قد تقلب التوازن في النظام الغذائي وسبل العيش للمنطقة بأكملها، حسبما ذكر في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي موقع هيئة الإذاعة العامة الدولية الأمريكية  .”pri. org”



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية