كيف علقت الصحفية المعارضة على محاولة الاستخبارات الإيرانية اختطافها من أمريكا؟ 

كيف علقت الصحفية المعارضة على محاولة الاستخبارات الإيرانية اختطافها من أمريكا؟ 


15/07/2021

كشفت الناشطة الإيرانية الأمريكية البارزة مسيح علي نجاد، التي قادت حملة ضد فرض الحجاب في إيران، أنها كانت الشخصية المستهدفة التي أعلنت السلطات الأمريكية عن إحباط مؤامرة لعملاء استخبارات إيرانيين لاختطافها من نيويورك وإعادتها بالقوة إلى طهران.

مسيح علي نجاد ممتنة لمكتب التحقيقات الفيدرالي لإحباط مؤامرة المخابرات الإيرانية لاختطافها

ونشرت مسيح نجاد مقطع فيديو، عبر حسابها على تويتر، لسيارات شرطة تقف أمام منزلها، وقالت: "أنا ممتنة لمكتب التحقيقات الفيدرالي لإحباط مؤامرة المخابرات الإيرانية لاختطافي"، وأعربت عن سعادتها بأنها ما زالت على قيد الحياة، وتقديرها للدعم الذي حصلت عليه، وذلك عبر قناة "صوت أمريكا" الناطقة بالفارسية، وفق ما نقلت سي إن إن.

وقالت الناشطة في مجال حقوق الإنسان التي كانت من أشد المنتقدين لإيران: إنها اكتشفت تفاصيل الخطة المفصلة بين عشية وضحاها، على الرغم من أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي أخبرها قبل 8 أشهر أنها ليست في مأمن.

وأضافت السيدة البالغة من العمر 44 عاماً، التي تعيش في بروكلين بنيويورك مع زوجها وابنها، أنها أمضت 3 أشهر تعيش في منازل مختلفة بعد أن أخبرها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أنّ محققاً أمريكياً خاصاً عينه عملاء المخابرات الإيرانية يتعقبها.

وأثناء تنقلها بين المنازل، قالت علي نجاد إنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي طلب منها الاستمرار في البث المباشر على إنستغرام لمتابعيها البالغ عددهم 5 ملايين، دون ذكر مكان تواجدها، لمعرفة ما إذا كان بإمكان العملاء الإيرانيين تعقبها.

وقالت: "كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يحاول معرفة ما إذا كانوا سيتبعونني ويجدون لي مكاناً جديداً"، موضحة: "عندما رأيت الصور أصبت بالقشعريرة، كانوا يتتبعونني ويصورونني".

وفي تصريح أدلت به إلى قناة "إيران إنترناشيونال" أمس أكدت نجاد أنّ الحادثة قوّت عزيمتها للقيام بواجبها الصحفي، وتحذير الدول الغربية من حالات انتهاك الإنسان في إيران، ومغبة التفاوض مع طهران.

وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت عن توجيه اتهامات إلى 4 إيرانيين في مؤامرة لخطف صحفي أمريكي وناشط في مجال حقوق الإنسان من مدينة نيويورك، دون الكشف عن هوية الضحية، وفقاً للائحة الاتهام التي نشرتها محكمة اتحادية في نيويورك أول من أمس.

نجاد أمضت 3 أشهر تعيش في منازل مختلفة بعد أن أخبرها مكتب التحقيقات أنّ محققاً أمريكياً خاصاً عينه عملاء المخابرات الإيرانية يتعقبها

وأفادت وثائق المحكمة بأنّ علي رضا شافاروغي فرحاني، المعروف أيضاً باسم فيزيرات سليمي والحاج علي، ومحمود خزين وكيا صادقي وأوميد نوري، وجميعهم من إيران، تآمروا لاختطاف صحفي من بروكلين ينتقد النظام الإيراني.

ووفقاً للمسؤولين الأمريكيين، استهدفت شبكة فرحاني ضحايا آخرين في دول أخرى مثل كندا والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة.

وقالت المدعي العام عن المنطقة الجنوبية في نيويورك أودري شتراوس: إنّ "4 من المتهمين راقبوا وخططوا لخطف مواطن أمريكي من أصل إيراني كان ينتقد استبداد النظام، ونقل الضحية المقصودة بالقوة إلى إيران، حيث كان مصير الضحية في أحسن الأحوال سيكون مجهولاً". 

وبحسب لائحة الاتهام، حاولت الحكومة الإيرانية، قبل مؤامرة الاختطاف، استدراج الضحية  إلى دولة ثالثة من أجل الإمساك بها وإعادتها إلى إيران، وفي عام 2018 تقريباً، حاول المسؤولون الحكوميون الإيرانيون حث أقارب الضحية، الذين يقيمون في إيران، على دعوة الضحية للسفر إلى دولة ثالثة لغرض واضح هو الإمساك بها واحتجازها ونقلها إلى إيران للسجن".

وذكرت لائحة الاتهام أنّ "فرحاني، ضابط استخبارات مقيم في إيران وشبكته، استأجروا محققين خاصين "لمراقبة وتصوير وتسجيل فيديو للضحية  في بروكلين، مضيفة أنّ شبكة فرحاني حصلت على تسجيلات تصل مدتها أياماً لمنزل الضحية  والمناطق المحيطة به".

وقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي لقسم مكافحة التجسس آلان كوهلر: إنّ "الحكومة الإيرانية وجهت عدداً من الجهات الفاعلة الحكومية للتخطيط لاختطاف صحفي مقيم في الولايات المتحدة ومواطن أمريكي، وإجراء مراقبة على الأراضي الأمريكية، كل ذلك بقصد استدراج مواطننا للعودة إلى إيران انتقاماً من حريته بالتعبير".

وتُظهر تفاصيل المؤامرة المفصلة الواردة في لائحة الاتهام أنّ الإيرانيين قد بحثوا في كيفية إخراج الصحفي من نيويورك على متن قارب سريع متجه إلى كاراكاس في فنزويلا، ثم خططوا بعد ذلك لنقله من فنزويلا إلى إيران، وفقاً للائحة الاتهام.

وقال ممثلو الادعاء إنّ أحد الـ4 بحثوا عن خدمة تقدم "قوارب سريعة على الطراز العسكري للإجلاء البحري الذاتي من مدينة نيويورك، والسفر البحري من نيويورك إلى فنزويلا، وهي دولة تربط حكومتها الفعلية علاقات ودية مع إيران".

أحد العملاء الإيرانيين بحث عن خدمة تقدم "قوارب سريعة على الطراز العسكري لإجلاء نجاد بعد خطفها من نيويورك إلى فنزويلا

وفي السياق، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بالمؤامرة المزعومة عن محاولة 4 عملاء إيرانيين اختطاف صحفية وناشطة إيرانية أمريكية على أراضي الولايات المتحدة، لكنه أكد في الوقت نفسه أنّ بلاده ستواصل السعي للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وقال برايس في مؤتمر صحفي: إنّ الإدارة لديها "مجموعة أدوات موسعة للغاية" للرد على العدوان الإيراني "عندما يكون ذلك في مصلحتنا وعندما يكون من المناسب القيام بذلك"، لكنه رفض ذكر أي خطوات محددة قد تتخذها بلاده في هذه الحالة.

ورداً على سؤال من صحفي عن إمكانية تطبيق عقوبات على إيران، قال برايس: "أنا لا أضع أو أستبعد أي شيء، لكنك محق تماماً، فلدينا عدد من الأدوات تحت تصرفنا، بما في ذلك فرض حظر على الخلية الإيرانية. 

بالمقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إعلان السلطات الأمريكية توجيه اتهامات إلى 4 إيرانيين في مؤامرة لخطف صحفية أمريكية وناشطة في مجال حقوق الإنسان من مدينة نيويورك، بأنها "لا أساس لها من الصحة ومثيرة للسخرية".

وحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية (إسنا)، قال زاده: "هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بمثل هذه السيناريوهات في هوليوود".

وأضاف: "ادعاء الحكومة الأمريكية الجديد لا أساس له من الصحة ومضحك ولا يستحق الرد عليه".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية