ليالي رمضان تضيء سيناء...عودة الأنشطة الثقافية رغم أنف الإرهاب

ليالي رمضان تضيء سيناء...عودة الأنشطة الثقافية رغم أنف الإرهاب

ليالي رمضان تضيء سيناء...عودة الأنشطة الثقافية رغم أنف الإرهاب


10/04/2023

مع حلول شهر رمضان المبارك، أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن برنامجها الرمضاني الكبير الذي تشارك فيه كل قطاعات الوزارة في كل المواقع الثقافية، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أيضاً.

الفاعليات الثقافية في شهر رمضان تغطي أقاليم مصر المختلفة، وبحسب الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، فإنّ برنامج وزارة الثقافة للاحتفال بشهر رمضان يصل هذا العام بالخدمات الثقافية والفنية إلى مختلف القرى والنجوع في المحافظات، وفق "استراتيجية تعمل على إتاحة الخدمة الثقافية لكافة المصريين، وتُكرس جزءاً كبيراً منها لخدمة المناطق المحرومة؛ للتأكيد على أنّ الخدمة الثقافية حق لكل المصريين، وأنّ التراث والإبداع والفن هي الطريق الأكثر رسوخاً للحفاظ على الهوية الوطنية".

فاعليات وزارة الثقافة المصرية في شهر رمضان تشارك فيها هذا العام الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي تنظم برنامجاً ينطلق باحتفاليات كبيرة في محافظة الوادي الجديد، وكذلك مكتبات مصر العامة، وقطاع صندوق التنمية الثقافية، كما تُنظم دار الأوبرا المصرية مجموعة من الحفلات الفنية على مدار شهر رمضان، ويشارك قطاع الإنتاج الثقافي بمجموعة من الفعاليات الفنية ضمن برنامج هلّ هلالك في ساحة الهناجر، ويُقدم البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية عروضاً متعددة، وأيضاً يشارك قطاع الفنون التشكيلية في الاحتفالات الرمضانية من خلال عدد من الورش التدريبية، وتُقيم دار الكتب والوثائق القومية عدداً من الأنشطة على مدار الشهر، كما أعدت أكاديمية الفنون برنامجاً رمضانياً كبيراً، يشمل عروضاً مسرحية وحفلات فنية.

عودة النشاط الثقافي إلى سيناء

اللافت هذا العام هو عودة النشاط الثقافي إلى سيناء من خلال الأمسيات والليالي الرمضانية، بعد أعوام من المواجهات الدامية مع الجماعات الإرهابية، والتي نجح الجيش المصري، بعد تضحيات كبيرة، في دحرها والقضاء عليها.

في مطلع نيسان (أبريل) الجاري، أعلن الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء عن انطلاق فعاليات رمضان الثقافية، وذلك في قصر ثقافة العريش، والتي تنفذها الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث انطلقت الاحتفالات، التي تستمر حتى يوم 22 رمضان الجاري، وتتضمن أمسيات ثقافية وشعرية، وعروضاً فنية ومسرحية، وورش حكي، وألعاباً شعبية وورشاً إبداعية، ومحاضرات متنوعة، وورشاً لصناعة فانوس رمضان، وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصّة، وذلك في مختلف قصور الثقافة على مستوى المحافظة.

أحمد عبد الجليل: الفن هو القوة الناعمة القادرة على الارتقاء بالوجدان الشعبي

المخرج المسرحي، أحمد عبد الجليل، خصّ "حفريات" بتصريحات لفت فيها إلى دلالة هذا الحدث الكبير، الذي يعني من وجهة نظره تحقيق الانتصار على التعصب والإرهاب، وإعلاء الدولة لراية الفن والثقافة، بوصف الفن القوة الناعمة القادرة على الارتقاء بالوجدان الشعبي، وتنمية الفكر عبر ترسيخ مضامين الوعي والمعرفة وقيم المحبة والجمال.

ولفت عبد الجليل في تصريحاته إلى دلالة أخرى، وهي انطلاق الفاعليات من خلال فرقتي العريش للفنون الشعبية، وبني سويف للفنون الشعبية، ويحمل ذلك في رأيه رؤية شاملة للتفاعل الثقافي بين الأقليم وإدارة التنوع الثقافي في مصر، عبر هذه الأنشطة الفنية الراقية، والتي تعود اليوم إلى سيناء، بالتزامن مع مرور نصف قرن على حرب تشرين الأول (أكتوبر)، التي حرّرت أرضها، وكأنّنا بصدد التحرير الثاني لأرض الفيروز، وهذه المرة من العنف وجماعات الإرهاب المسلحة.

عودة بروح مختلفة ونظرة شمولية

في السياق نفسه، تتابعت فاعليات المقهى الثقافي في قصر ثقافة العريش، وتواصلت الأمسيات الثقافية، من شعر وعروض فنية وأناشيد دينية، وتمّت مناقشة مستقبل الحركة الثقافية في شمال سيناء، وآليات تبنّي المواهب المحلية، في مجالات القصة والأدب والشعر.

برنامج وزارة الثقافة للاحتفال بشهر رمضان يصل هذا العام بالخدمات الثقافية والفنية إلى مختلف القرى والنجوع بالمحافظات

من جهته، يقول المخرج المسرحي محمد صابر، في تصريحات لـ "حفريات": إنّ قصر ثقافة شمال سيناء توقف لنحو (10) أعوام عن العمل، بسبب عمليات الإحلال والتجديد طويلة الأمد التي بدأت في العام 2010، وتعطلت بسبب الأحداث والظروف السياسية، قبل أن يعود في العام 2020 إلى العمل، وها هو الآن ينطلق بقوة، وبطاقته الكاملة، ليدشن ليالي رمضان الثقافية بمشاركة كل القطاعات الثقافية، استجابة لمناشدات مثقفي شمال سيناء ومبدعيها، وها هي المنارة الثقافية تضيء من جديد، وتوجه رسالة قوية للعالم بأنّ مصر تجاوزت بتضحيات أبنائها محنة الإرهاب، وواجهت وحدها، وبسواعد جنودها البواسل، جحافل الشر، حتى كتب لها النصر من جديد على القوى الظلامية.

محمد صابر: العودة هذه المرة جاءت شاملة، حيث تنوعت الأنشطة بين العروض المسرحية

وأكد صابر أنّ العودة هذه المرة جاءت شاملة، حيث تنوعت الأنشطة بين العروض المسرحية، والإصدارات المعرفية، والفنون الشعبية، وقدمت الرقصات السيناوية الفولكلورية مثل: الدبكة السيناوية، ورقصات الأفراح، والعصا والتنورة، كما ظهرت الصناعات والحرف والمشغولات  السيناوية؛ ممّا يعني أنّنا أمام نشاط ثقافي متكامل، يحاكي البيئة والتاريخ ومستقبل الثقافة والإبداع في أنحاء البلاد بشكل عام، وشبه جزيرة سيناء على وجه الخصوص.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية