ما حقيقة توتر العلاقات بين أردوغان و"حماس"؟

ما حقيقة توتر العلاقات بين أردوغان و"حماس"؟

ما حقيقة توتر العلاقات بين أردوغان و"حماس"؟


25/10/2023

رغم نفي تركيا الطلب من قيادات في حركة حماس الفلسطينية مغادرة أراضيها، إلّا أنّ مؤشرات عدة تؤكد أنّ علاقة الحركة بأنقرة تضررت بفعل "طوفان الأقصى"، وأنّها بصدد اتخاذ قرارات متعلقة بقادة الحركة المقيمين فيها.

ووفق موقع (المونيتور)، فإنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كان في مدينة إسطنبول ليلة 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، عندما شنت كتائب القسام هجمات على مستوطنات ومعسكرات غلاف غزة، وأنّ الحكومة التركية طلبت منه مغادرة أراضيها.

وأكد مصدران فلسطينيان، في حديثهما مع الصحيفة أنّ السلطات التركية طلبت بلطف من هنية مغادرة أراضيها، عقب انتشار لقطات له على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يسجد شكراً لله رفقة عدد من أعضاء مكتب (حماس) عقب انطلاق الهجمات.

وأوضحت المصادر أنّ تركيا لم ترغب في أن تظهر بمظهر الحامي لـ (حماس)، عقب سقوط ضحايا من الإسرائيليين بهجمات كتائب القسام؛ ممّا دفعها لمطالبة هنية وعدد من الأعضاء بالحركة لمغادرة أراضيها.

وذكرت الصحيفة في خبرها أنّ حديث الذراع اليمنى لهنية، صالح العاروري، مع قناة (الجزيرة) القطرية الذي أفاد خلاله أنّهم سيدفعون إسرائيل لإخلاء سبيل جميع المعتقلين الفلسطينيين، وأنّهم أسروا عدداً من الجنود الإسرائيليين، أنّه أثار انزعاج أنقرة.

وأضاف مصدر فلسطيني أنّ الفصائل الفلسطينية، ومن بينها (حماس)، غير راضية عن موقف تركيا، وتجد تصريحات رئيسها غير كافية، مشيراً إلى الانزعاج من عدم استدعاء السفيرة الإسرائيلية لدى أنقرة إلى الخارجية التركية.

وكان خالد مشعل، أحد القيادات السياسية لحركة حماس، قد ذكر خلال مداخلة مع قناة (خبر ترك) خلال الأيام الماضية، أنّه يكنّ احتراماً كبيراً لتركيا، وأنّه يتوجب على تركيا التصدي لجرائم إسرائيل وقطعها للكهرباء والمياه عن قطاع غزة، مؤكداً أنّ سكان القطاع لن يُهجّروا، وأنّهم ينتظرون من تركيا والدول الإسلامية عقد قمة لبحث العدوان.

هذا، وأشار مصدر للصحيفة ذاتها إلى ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً أكثر من إسرائيل على أنقرة لدفعها إلى قطع علاقاتها مع حركة حماس.

موقع (المونيتور) الأمريكي: السلطات التركية طلبت بلطف من إسماعيل هنية وأعضاء آخرين من (حماس) مغادرة أراضيها بعد "طوفان الأقصى"

بالمقابل، نفت تركيا رسمياً أول من أمس التقارير التي تفيد بطرد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية من البلاد، من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكتب مركز مكافحة التضليل، وهو مكتب تابع للرئاسة التركية، على موقع (إكس) "تويتر" سابقاً: "الادعاءات بأنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر كبار المسؤولين في (حماس) بمغادرة تركيا على الفور عارية من الصحة تماماً".

وفي السياق، نفى مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما نشرته صحيفة (المونيتور) الأمريكية حول "قيام تركيا بطرد عدد من قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أراضيها"، مؤكداً أنّ "هذه الأنباء غير صحيحة".

وقال المصدر في الحركة لـ (وكالة أنباء تركيا): إنّ "‏ما نشرته صحيفة (المونيتور) الأمريكية حول طلب تركيا من رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية وعدد من قيادات الحركة مغادرة أراضيها، هي أخبار غير صحيحة بتاتاً".

وتعليقاً على هذه الأنباء، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون لموقع (تلفزيون سوريا): "إنّ هذا الموضوع معقد"، مستطرداً: "هذه المعلومات غير دقيقة، علاقة (حماس) بتركيا علاقة وثيقة، وهناك تنسيق وهناك حدود أيضاً في التعامل، الشعب التركي والدولة التركية يقدّران (حماس) ودورها، وبدأت العلاقة منذ أن فازت (حماس) في انتخابات المجلس التشريعي 2006، مؤكداً أنّه جرى اتصال بين الرئيس أردوغان وإسماعيل هنية، وكان هناك بيان واضح بهذا الشأن".

وأوضح المدهون: "اليوم هناك علاقة معقدة بهذا الشأن، لا شك أنّ التدخل الأمريكي ضد (حماس)، والحملة الكبرى التي شنتها الولايات المتحدة بتحريك حاملة الطائرات من أجل قطاع غزة، أربك المشهد الإقليمي والدولي، ولكن الآن باتت الدول ترتب أمورها، وتعمل على مساندة الشعب الفلسطيني بكل الأشكال، وهناك تطور بمواقف الدول بشكل عام".

ووفق ما نقلت صحيفة (الشرق الأوسط) عن الكاتب والمحلل السياسي التركي مراد يتيكين، فإنّ نفي الرئاسة التركية "نُشر على استحياء" عبر (إكس) باللغة العربية فقط، ولم يُنشر باللغة التركية، مفسراً ذلك بأنّ أنقرة أرادت توجيه رسالة إلى الشارع العربي، وفي الوقت ذاته محاولة إخفاء الأمر عن الشارع التركي.

ورأى أنّ (حماس) فشلت في تقدير ما إذا كان استهدافها لمدنيين في هجومها على إسرائيل قد يسبب "انزعاجاً خطيراً" في أنقرة، ومع هذا التطور، أصبح مفهوماً أنّ أنقرة التي اتهمت إسرائيل دائماً بقتل المدنيين عشوائياً في عملياتها، لم ترغب في أن يُنظر إليها على أنّها ترعى قتل المدنيين من جانب (حماس).

مصدر فلسطيني: الفصائل الفلسطينية، ومن بينها (حماس)، غير راضية عن موقف تركيا، وتجد تصريحات رئيسها غير كافية

 وأكد يتيكين أنّ تركيا لم تقطع اتصالاتها مع الحركة، بدليل أنّ أردوغان ناقش في اتصال هاتفي مع هنية يوم السبت الماضي تبادل الرهائن، ووقف إطلاق النار، وتسليم المساعدات للمدنيين، أتبعه باتصال مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الـ (ناتو) ينس ستولتنبرغ، حول القضايا ذاتها.

يُذكر أنّ الرئيس أردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنيّة،  وهو الاتصال الأول من نوعه منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وفق موقع (ترك برس).

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد أجرى هو الآخر اتصالاً هاتفياً مع هنية، بحثا فيه التطورات الأخيرة في غزة، وموضوع الرهائن المحتجزين لدى (حماس).

هذا، ورجحت مصادر تركية أن تكون "التكهنات" بمطالبة قادة (حماس) بالخروج من تركيا، مبنية على الموقف الذي التزمت به أنقرة منذ البداية برفض قتل المدنيين تحت أيّ مبرر، بالإضافة إلى مساعي التطبيع بين أنقرة وتل أبيب التي تطورت بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية