متشددون يستغلون أعياد المسيحيين بمصر للعب بورقة الاحتقان الطائفي.. ماذا فعلوا؟

متشددون يستغلون أعياد المسيحيين بمصر للعب بورقة الاحتقان الطائفي.. ماذا فعلوا؟

متشددون يستغلون أعياد المسيحيين بمصر للعب بورقة الاحتقان الطائفي.. ماذا فعلوا؟


28/04/2024

 

مع اقتراب الاحتفال بأعياد الأقباط في مصر، أعاد متطرفون النبش مجددا في الاحتقان الطائفي، واستثمروا في غضبهم من عدم تسمية إجازة عيد العمال بأنها لـ”عيد القيامة”، والدخول في صدام مع أقباط إحدى قرى محافظة المنيا بجنوب مصر وحرق منازل إثر شائعة بشأن تحوّل منزل مهجور إلى كنيسة.

واستبدلت الحكومة إجازة عيد العمال المقرر لها في 1 من أيار/مايو إلى الخامس من نفس الشهر الذي يتزامن مع عيد القيامة، دون أن تذكر في القرار أن العطلة الرسمية بسبب أعياد المسيحيين، ما أثار تساؤلات بين الأقباط، استثمرها متشددون على شبكات التواصل الاجتماعي للإيحاء بأن أعياد المسلمين هي الأصل، على الرغم من قرار حكومي صدر قبل أيام بوقف خطة تخفيف أحمال الكهرباء بالكنائس خلال أعياد الأقباط.

 

استبدلت الحكومة إجازة عيد العمال إلى الخامس من نفس الشهر واستثمرها متشددون على شبكات التواصل الاجتماعي للإيحاء بأن أعياد المسلمين هي الأصل

 

وضاعف متطرفون من محاولات إزعاج الحكومة بافتعال أزمة مع أقباط قرية “الفواخر” بمحافظة المنيا ومحاولة الاعتداء عليهم وحرق بعض المنازل بزعم وجود خطة سرية لتحويل بيت مهجور إلى كنيسة صغيرة، ما استدعى قوات الأمن للتدخل السريع وإلقاء القبض على المعتدين وزيادة تأمين احتفالات الأقباط بأعيادهم.

واعتاد متشددون استغلال فترة أعياد المسيحيين لمناكفتهم واللعب بورقة الاحتقان الطائفي التي تمثل ثغرة سهلة يمكن النفاذ منها لتعميق التحديات الداخلية للحكومة، باعتبار أن هذا الملف يقود بسهولة إلى ضرب السلم المجتمعي وإظهار الحكومة في صورة العاجزة عن حماية الأقباط، ما يؤثر على الاستقرار الأمني في مصر.

في السياق، أكد مصدر أمني لصحيفة ”العرب” أن التحرك السريع من جانب قوات الأمن لضبط المتورطين في أزمة المنيا، أسقط خطة المتطرفين للمزيد من التوترات، وأن المعتدين ستتم إحالتهم إلى المحاكمة كرسالة ردع من الدولة ضد إعادة صناعة مشهد سياسي قديم باستهداف الأقباط، وهو ما يستحيل السماح به.

ويرى مراقبون أن محاولات محاصرة الحكومة بأزمات طائفية سوف تظل هدفا للعناصر المتطرفة لإثبات الحضور وضرب الاستقرار السياسي في توقيتات حساسة، بحجة أن الحكومة لن تتعامل مع حماية الأقباط بصرامة في ظل ما تواجهه من تحديات إقليمية، وفي كل مرة يخيب ظن هؤلاء بردة فعل عنيفة من أجهزة الدولة تحول دون ضرب علاقة الحكومة بالأقباط أو إظهارها كأنها قليلة الحيلة.



 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية