ميليشيا الحوثي تُغذي إرهابها بأطفال اليمن.. ما الجديد؟

ميليشيا الحوثي تُغذي إرهابها بأطفال اليمن.. ما الجديد؟


07/07/2022

لم تتوقف ميليشيات الحوثي الإرهابية عن تجنيد الأطفال اليمنيين، وزجهم في جبهات القتال، ضاربة عرض الحائط بكافة الدعوات الحكومية والدولية لوقف الانتهاكات والجرائم التي حولت أطفالاً بعمر الزهور إلى أدوات قتل وتفجير.

ورغم الهدنة التي عقدت برعاية أممية منذ أكثر من شهرين، إلا أنّ الميليشيات تواصل عمليات التجنيد عبر المدارس والمراكز الصيفية والمساجد وعبر شيوخ القبائل والمشرفين التابعين لها في كافة المناطق الخاضعة لسيطرتها، حتى بات اليمن مثالاً على مستوى العالم بزج الأطفال في جبهات القتال والحروب.

وفيما يبدو اعترافاً بتجنيد الأطفال، أقرت ميليشيات الحوثي الإرهابية بتجنيد (3) آلاف عنصر في صفوفها، معظمهم من صغار السن، خلال فترة سريان الهدنة الأممية الهشة، وفق ما أورد موقع "يمن نيوز".

وذكرت وسائل إعلام حوثية أنّ "المنطقة العسكرية المركزية" احتفت بتخرج من سمّتها دفعة "البأس الشديد"، البالغ عددهم (3) آلاف عنصر.

وأعلنت أنّ المجندين الجدد تلقوا تدريبات عسكرية استعداداً للقتال في صفوف الميليشيات الحوثية.

ويتزعم تشكيلات العناصر التي تم تجنيدها مؤخراً من المراكز والدورات الصيفية، عبدالخالق الحوثي (شقيق زعيم الميليشيا عبد الملك)، المنتحل رتبة لواء، وقائد ما يُعرف بـ"المنطقة العسكرية المركزية" التابعة للجماعة.

واستغلت الميليشيات الهدنة الإنسانية من لحظاتها الأولى في عمليات تحشيد وتجنيد وتدريب واسعة عبر المراكز والدورات الصيفية في عدد من المعسكرات بمناطق نفوذها، لتعويض النقص الحاد في المقاتلين.

 أقرت ميليشيات الحوثي الإرهابية بتجنيد (3) آلاف عنصر في صفوفها، معظمهم من صغار السن

ولا يتوانى قادة جماعة الحوثي عن أخذ الأطفال إلى جبهات الحرب، ويتفاخرون بنشر صور القتلى منهم، حتى إنّ زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي دعا في خطابات كثيرة له إلى "إعادة التجنيد الإجباري على جميع خريجي الثانوية العامة، وغالبيتهم دون سن الـ (18) عاماً، لرفد جبهات القتال ضد العدوان"، لكنّ عمليات التجنيد لم تتوقف عند هذه الفئة العمرية، بل تجاوزتها لتصل إلى من هم دون الـ (12) عاماً.

وقد طالبت الحكومة اليمنية قبل أيام المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثَين الأممي والأمريكي بمواقف واضحة من تصعيد ميليشيات الحوثي لعمليات تجنيد الأطفال، تحت غطاء "المراكز الصيفية".

 وعلّق وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدات على "تويتر" نشرها يوم 20 حزيران (يونيو) الجاري، وأرفقها بمقطع فيديو، على تدريبات عسكرية تقوم بها الميليشيات لأطفال قُصّر في ساحات إحدى المدارس: إنّه "مشهد صادم لأحد المعسكرات التي استحدثتها ميليشيات الحوثي الإرهابية لاستدراج وتجنيد وتدريب أطفال دون الـ (10) أعوام تحت غطاء ما تسميها "المراكز الصيفية"، تحضيراً للزجّ بهم في مختلف جبهات القتال، في ظل الهدنة الأممية، وردّاً على مساعي التهدئة وإنهاء الحرب وإحلال السلام". 

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمواقف واضحة من تصعيد ميليشيات الحوثي لعمليات تجنيد الأطفال

وأضاف: "تصعّد الميليشيات من عمليات تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والدفع بهم إلى خطوط النار، في ظل صمت دولي مستغرب وغير مبرر".

واستنكر الإرياني "تقاعس منظمات وهيئات حقوق الإنسان وحماية الطفل عن القيام بدورهم في التنديد بهذه الجريمة النكراء"، داعياً إلى وقف "عمليات القتل الجماعي لأطفال اليمن". 

وشدد على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي "ضغوطاً حقيقية لوقف عمليات تجنيد الأطفال القُصّر، وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيات، وتقديمهم للمحاكمة باعتبارهم مجرمي حرب".

وفي الإطار ذاته، جدد تقرير جديد لفريق الخبراء في شأن اليمن التابع للأمم المتحدة، تسليط الضوء على انتهاكات ميليشيات الحوثي، بما في ذلك استغلال أنشطة التعليم لدفع الأطفال إلى تبنّي أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولاً إلى تجنيدهم في جبهات القتال.

وتطرق التقرير السنوي لعام 2021 الذي سُلّم إلى مجلس الأمن في نيسان (أبريل) الماضي، واطلعت "حفريات" على نسخة منه، إلى استغلال الحوثيين للمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحشد والتشجيع على الانضمام للقتال، فقد رصد فريق الخبراء في بعض المدارس وأحد المساجد التي يستخدمها الحوثيون لنشر عقيدتهم بين الأطفال، ترويج هذه الأنشطة لخطاب الكراهية والعنف ضد مجموعات معيّنة، حيث يُؤمر الأطفال بترديد شعارات تمجّد قادة الحوثيين، وتمجّد مقاومة الاستعمار.

تصعّد الميليشيات من عمليات تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها

وذكر الفريق، في تقريره المكوّن من (51) صفحة، أنّه في "أحد المعسكرات يتم تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم (7) أعوام كيفية تنظيف الأسلحة والهرب من الصواريخ".

وأشار إلى استغلال الحوثيين المساعدات الإنسانية من خلال توفيرها، أو منع الأسر من الحصول عليها، على أساس مشاركة الأطفال في أنشطة الحوثي، لافتاً إلى مشاركة البعض خوفاً على حياتهم أو منع الحوثيين وصول المساعدة الإنسانية إليهم.

ورصد الفريق الأممي انتهاكات حوثية ضد النساء والأطفال، منها تعرض امرأتين رفضتا المشاركة في هذه الدورات للاعتقال والاغتصاب، وجريمة اعتداء جنسي ارتكبت ضد طفل خضع لتدريب عسكري، إضافة إلى عشرات الحالات لأطفال اقتيدوا إلى جبهات القتال بعد إيهامهم بنقلهم للانخراط في دورات ثقافية.

تقرير أممي يوثق مقتل (1406) أطفال، زجّ بهم الحوثيون في ساحات المعارك عام 2020، و(562) أول (5) أشهر من عام 2021

ومن المعسكرات الصيفية إلى جبهات القتال، وثق التقرير مقتل (1406) أطفال زجّ بهم الحوثيون في ساحات المعارك عام 2020، و(562) طفلاً بين كانون الثاني (يناير) وأيار (مايو) عام 2021، مشيراً إلى أنّ أعمار الأطفال تراوحت بين (10 إلى 17) عاماً، ومعظمهم قتلوا في محافظات عمران وذمار وحجة والحديدة وإب، إضافة إلى صعدة وصنعاء.

هذا، وكشف تحالف حقوقي يمني في الوقت ذاته عن تجنيد ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً (12054) طفلاً في عدد من المحافظات، خلال الفترة من أيار (مايو) 2014 حتى الشهر ذاته عام 2021.

وأوضح المدير التنفيذي لـ"التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" (تحالف رصد) مطهر البذيجي أنّ الميليشيات الحوثية عملت على تجنيد (12054) طفلاً، بينهم (308) أطفال ينتمون للفئة العمرية ما بين (8 و11) عاماً، و(4430) طفلاً ينتمون للفئة العمرية ما بين (12 و14) عاماً، و(7305) أطفال في الفئة العمرية ما بين (15 و17) عاماً، وفق ما نقلت وكالة سبأ الرسمية.

 انتهاكات حوثية ضد النساء والأطفال

وأشار إلى أنّ محافظة عمران شهدت أكبر عدد من عمليات التجنيد بين كل المحافظات اليمنية، فقد سُجل فيها تجنيد (1935) طفلاً، تلتها محافظة ذمار (1861) طفلاً، ثم محافظة صنعاء (1861) طفلاً، وتعز (1248) طفلاً، ثم صعدة (1116) طفلاً، وأمانة العاصمة (1031) طفلاً، ومحافظة حجة (803) أطفال.

وأضاف أنّ "الفريق الميداني لتحالف رصد وثق وجود (6729) طفلاً مجنداً ما يزالون مستمرين بالقتال مع الميليشيا، وقُتل (2450) طفلاً في العمليات العسكرية، وأصيب (498) طفلاً، وتمّ أسر (790) طفلاً في الجبهات المختلفة، وقد عاد (1004) إلى أسرهم".

 التحالف اليمني: الحوثيون جنّدوا ما لا يقل عن (12054) طفلاً في عدد من المحافظات، خلال الفترة من أيار 2014 حتى الشهر ذاته عام 2021

وفي إطار يثير السخرية، فإنّه بعد (7) أعوام من الحرب الكارثية في اليمن، ومقتل الآلاف من الأطفال في الجبهات وخارجها، وقّع الحوثيون قبل نحو شهرين خطة عمل مع "الأمم المتحدة"، تعهدوا بموجبها بإنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم جنوداً، وقتل الأطفال وتشويههم، والهجمات على المدارس والمستشفيات، إلا أنّ الميليشات لم تلتزم بأيٍّ من بنود الاتفاق، وبقي الأطفال عرضة يومياً للصواريخ والقذائف والألغام والقناصة، وبقوا وقود جبهات القتال، وفق ما أوردت منظمة "هيومن رايتس ووتش".

مواضيع ذات صلة:

الاحتلال الثقافي الإيراني يتفاقم: تعليم الأطفال في سوريا اللغة الفارسية

أطفال اليمن يدفعون ثمن إرهاب الحوثيين.. وهذا ما حذرت منه تقارير حقوقية

حزب الإصلاح الإخواني في اليمن ينكل بقبائل الأشراف ويجند الأطفال لهذه الغايات




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية