أردوغان يصر على إجراء الانتخابات بموعدها... والمعارضة تلمح بوجود مخططات للتلاعب.. ما القصة؟

أردوغان يصر على إجراء الانتخابات بموعدها... والمعارضة تلمح بوجود مخططات للتلاعب

أردوغان يصر على إجراء الانتخابات بموعدها... والمعارضة تلمح بوجود مخططات للتلاعب.. ما القصة؟


02/03/2023

استبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيّ تأجيل للانتخابات الرئاسية والبرلمانية بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي، وقد ألمحت المعارضة بأنّ هناك مخططات يمكن أن تتعلق بالاقتراع الإلكتروني، والمساعي للتلاعب في نتائج الانتخابات من قبل الحزب الحاكم.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمس أمام نواب حزبه في البرلمان بالعاصمة أنقرة: إنّ التصويت سيُجرى في 14 أيار (مايو) المقبل، متمسكاً بخطته السابقة لإجراء الانتخابات في موعدها، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

هذا، وألمح عدد من المسؤولين في المعارضة بمساعي الحزب الحاكم لإيجاد طريقة للتلاعب في الانتخابات المقبلة، في ظل الشكوك حول قدرة السلطات الانتخابية على الاستعداد واتخاذ الترتيبات اللوجستية لتصويت المتضررين في منطقة الزلزال، التي يقطنها نحو (14) مليون شخص.

وفي سياق متصل، قال مسؤول رفيع من المعارضة التركية كان يشغل سابقاً منصب رئيس فرع إسطنبول في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يقوده أردوغان: إنّ "اللجنة العليا للانتخابات يمكنها القيام بما يلزم لإجراء الانتخابات في المناطق المنكوبة"، دون أن يستبعد قيام "اللجنة" لاحقاً بتأجيل موعد الانتخابات بناءً على طلب من الرئيس التركي عقب زياراتها الميدانية إلى تلك المناطق، رغم تأكيده لموعد الانتخابات التي ستعقد بعد أقل من شهرين ونصف الشهر.

وأضاف سليم تمورجي، نائب رئيس حزب "المستقبل" الذي يتزعّمه رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، أنّ "عدد السكان قد انخفض بشكل كبير في المناطق المنكوبة جرّاء الزلزال، وربّما هناك واحد فقط من بين كلّ (10) أشخاص يستطيع الإدلاء بصوته خارج مكان إقامته الأصلي"، مشيراً إلى أنّ "اختيار تلك المدن البديلة للتصويت لم يُعرف كيف سيتمّ، وعلى أيّ أساس، وكيف ستكون طريقة الاقتراع فيها".

 رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو

وتابع أنّ "الأحزاب المعارضة لا تفضّل التصويت عبر الإنترنت خوفاً من إمكانية التلاعب بهذه العملية من قبل الحكومة، وبالتالي صناديق الاقتراع هي الطريقة الأمثل في انتخاباتنا، ولهذا سنضع مراقبين من أحزاب المعارضة على صناديق الاقتراع، وقبل ذلك سنقوم بمراجعة قوائم الانتخابات في كل مدينة لمعرفة إجمالي الناخبين، ووضع خطط للوصول إليهم ومشاركة سياساتنا معهم، والتزاماتنا تجاههم لتنفيذها لاحقاً"، وفق ما نقل موقع "العربية".

وقد انخفض بشدة الدعم الشعبي لتحالف الشعب الحاكم "العدالة والتنمية والحركة القومية"، بعد الزلزال الأخير الذي هزّ جنوب شرق تركيا، وأسفر عن أكثر من (50) ألف قتيل ودمار كبير، جلب معه سخطاً شعبياً واسعاً.

أردوغان يتمسك بخطته السابقة لإجراء الانتخابات في موعدها، والتصويت سيُجرى في 14 أيار المقبل

ووفقاً لآخر الأبحاث التي أجرتها مؤسسة ALF، فإنّ الدعم الشعبي لتحالف الشعب يذوب بشكل سريع، عقب الاتهامات التي طالت الحكومة المتعلقة بالتقصير وعدم الاستجابة السريعة للكارثة، حسبما نقلت صحيفة زمان.

وبحسب نتائج الاستطلاع، تتسع فجوة التصويت بين تحالف الأمّة المعارض وتحالف الشعب.  

وعندما تم توزيع أصوات المترددين، بلغ معدل دعم تحالف الأمّة، الذي يشكله حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد 47.6%، وظل معدل تصويت تحالف الشعب، الذي يعاني من ردود الفعل الغاضبة بعد الزلزال، عند 35.1%، وتجاوزت فجوة التصويت بين التحالفين (12) نقطة.

وانخفض معدل تصويت حزب العدالة والتنمية، الذي كان أعلى من عتبة 30% حتى الزلزال، إلى 29.5%.  

عدد من المسؤولين في المعارضة يلمحون بمساعي الحزب الحاكم لإيجاد طريقة للتلاعب في الانتخابات المقبلة  

وزاد معدل تصويت حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري إلى 27.8%، عندما تم توزيع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. الطرف الثالث هو حزب الجيد بنسبة 15.7%، وظل حزب الحركة القومية دون العتبة، وبلغ 5.6% من الأصوات.

وحقق حزب الشعوب الديمقراطي، الذي من المتوقع أن يلعب دوراً رئيسياً في الانتخابات، 9.8% من الأصوات، ووصل حزب الديمقراطية والتقدم إلى 1.8%، وحزب المستقبل 1.5%.

نتائج الاستطلاع ظهرت جلية على بعض مواقف القادة السياسيين المواليين للنظام، فقد وبخ زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهشالي ضحايا الزلزال المدمر خلال زيارته لبلدة البستان مركز الزلزال بمدينة قهرمان مرعش.

وأثارت هتافات الضحايا المطالبة بتحويل بلدة البستان إلى مدينة غضب بهشالي الذي قام بتوبيخهم، قائلاً: "لا يحق لكم تخريب زيارة الرئيس والمسؤولين الآخرين إلى هنا في فترة مؤلمة كتلك التي نعايشها، تفرقوا، وأوقفوا تلك الهتافات".

وتظهر لقطات للواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود كلّ من وزير الداخلية سليمان صويلو، والمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم ماهر أونال، خلف بهشالي.

وأثارت تصريحات بهشالي غضب الكثير من  ضحايا الزلزال الذي أكدوا أنّهم قدّموا ما بوسعهم للنظام الحاكم في تركيا في عام 2009. والآن انتهت الدولة والشعب يهاجر، وسوف نكافح لأجل هذا، فنحن نحب دولتنا، وفق ما نقل موقع "ترك برس".

تمورجي: عدد السكان انخفض بشكل كبير في المناطق المنكوبة جرّاء الزلزال، ولم يُعرف كيف سيتمّ، وعلى أيّ أساس، وكيف ستكون طريقة الاقتراع فيها

وعلى الفور غادر بهشالي المكان، بينما عمل كل من صويلو وأونال على تهدئة الحضور، وقد طالب أونال الحضور بألّا يسيئوا للبلدة، وهو ما دفع ضحايا الزلزال إلى مواصلة هتافاتهم ضد الحكومة والأحزاب الحاكمة.

وبالعودة إلى ملف الانتخابات، يرى مراقبون أنّ تداعيات الزلزال قد تهدد مستقبل أردوغان السياسي ومستقبل حلفائه، فالأضرار المادية وتحديات إعادة الإعمار وتحول الملايين في تركيا إلى لاجئين دون مأوى، بالإضافة إلى الأصوات التي خرجت احتجاجاً على تأخر وصول فرق الإنقاذ والطوارئ إلى بعض المناطق، كانت جميعها مؤشرات لما ينتظر الرئيس التركي من تحديات في حملته الانتخابية.

ووفق تحليل نقلته شبكة الإندبندنت، فإنّ بعض الكوارث تحفز جملة من التغييرات، ربما كان تحقيقها يتطلب وقتاً طويلاً، أو ربما لم تكن لتتحقق أبداً لو لم تقع الكارثة.

الأحزاب المعارضة لا تفضّل التصويت عبر الإنترنت خوفاً من إمكانية التلاعب بهذه العملية من قبل الحكومة

وتابع التحليل:" إنّ السؤال الأكثر صعوبة هو عن مدى التأثير المحتمل للزلزال على طموحات أردوغان الانتخابية، لافتاً إلى حساسية المناطق المتضررة في تركيا ذات الأغلبية الكردية، تلك التي تسيطر عليها المعارضة السورية في شمال سوريا، والتي ستكون مؤثرة في مستقبل أردوغان السياسي.  

يُذكر أنّ الانتخابات تُعتبر الأهم في تاريخ حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان؛ لأنّها تزامنت مع الكثير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي يحمل حزب العدالة والتنمية المسؤولية الكاملة عنها.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية