إسرائيل تتساءل: هل بات القضاء على حماس أمراً مستحيلاً؟

إسرائيل تتساءل: هل بات القضاء على حماس أمراً مستحيلاً؟

إسرائيل تتساءل: هل بات القضاء على حماس أمراً مستحيلاً؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
26/12/2023

ترجمة: إسماعيل حسن
يبدو أنّ تغير الوضع في قطاع غزة أمر صعب على القيادة العسّكرية في الوقت الحالي، ومع مرور الوقت تكشف خطة الجيش خلال العملية البرية، أنّ الوضع بات مقلقاً من حيث تهيئة الرأي العام الإسرائيلي من النتائج غير المضمونة للعملية التي تهدف للقضاء على حماس.
ويأتي ذلك في ظل اعتقاد الجيش بأنّ انهاء حكم حماس يحتاج مزيد من الصبر، والدخول في مراحل متعددة بالتوازي مع حشد عداء دولي كبير ضد المنظمة الإرهابية، ومن ثم الحديث لاحقاً عن منطقة عازلة أمنيّة وحكومة مدنية مدعومة بقوات دولية لتسوية القضية إلى الأبد، لكن لا يزال هناك خطر كبير يحدق بالقيادة السّياسية والعسكرية، وهو احتماليّة انضمام حزب الله وإيران وعناصر أخرى من المحور، يعزز ذلك حاجة إسرائيل إلى الدعم الأمريكي.
خلال الأسبوع الماضي، جرى قتال عنيف ووقعت عدة حوادث صعبة على الجيش، قتل 9 ضباط من لواء غولاني في منطقة الشجاعية من قبل عناصر القسام، ووصف الجيش بأنّ المعارك صعبة وداميّة والجيش يواجه مقاتلين أشداء، حماس لا تنجح في كثير من الأحيان في منع تقدم القوات، لكن تلحق إصابات كبيرة من خلال عمليات الهجوم المباغتة لتمركز الجنود داخل نقاط عدة داخل شمال وجنوب قطاع غزة.

الوضع بات مقلقاً من حيث تهيئة الرأي العام الإسرائيلي من النتائج غير المضمونة للعملية التي تهدف للقضاء على حماس
 الجيش يواصل منذ أسابيع عمليات تطهير لمناطق بداخلها المقاومة، لكن مع مرور وقت طويل لم يستكمل الجيش عمليات التطهير خاصة في شمال غزة، التي تتركز فيها العمليات المستمرة منذ أسابيع، حتى في خانيونس جنوب القطاع، الجيش لا يستطيع التقدم نتيجة احتدام المعارك وخروج المقاتلين من كل الجهات، وتحقيق إصابات في صفوف الجيش.
خسائر كبيرة
إنّ نجاح حماس في عملياتها داخل الشجاعية، سيؤدي إلى تصميم إسرائيل على هزيمة كتيبة حماس هناك، والنتيجة ستكون تدميراً كبيراً للبيوت، بعد أن تسبب أحد المباني الذي لم تم تفجيره قبل التمشيط، إلى سقوط قوة فرعية في غولاني في كمين.
 الحرب الحالية تجبي من لواء غولاني ثمناً باهظاً، قبل أيام قليلة تم قتل 83 من اللواء، كانت هذه مفاجأة صادمة للقيادة العسكرية، خاصة وأنّ كباراً من الضباط قتلوا في الاشتباكات، فهذا العدد يساوي فصيلاً كاملاً، كان من بين القتلى في الشجاعية العقيد إسحاق بن بشيد، وهو من مركز قيادة قائد اللواء، والمقدم تومر غرينبرغ قائد الكتيبة الـ13، وهذه ليست المرة الأولى التي يقتل ويصاب فيها ضباط كبار من غولاني. في عملية الجرف الصامد 2014 قتل وأصيب عدد من جنود وضباط غولاني، على الأغلب يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية قصف من الجو وبالمدفعية لكل هدف في العملية البرية، ولكن هذا يحتاج إلى غلاف قوي من سلاح الجو الذي يرافق القوات عن قرب.

 

هناك استمرار في الرفض من قبل نتنياهو الذي يعارض وجود نهاية للعملية قبل تصفية الحساب مع السنوار، نتنياهو لا يعنيه أي حلول حالياً

 


 إنّ من يتحدث بمفاهيم التطهير الشامل لمنطقة ما، فإنّه ببساطة يضلل الجمهور، ومثله بعض المحللين في الأستوديوهات الذي يؤكدون قبل أيام عن انهيار مؤكد لحماس، وهنا من الأفضل أن تعرض وسائل الإعلام على الجمهور تحليلات متزنة بدلاً من العمل كضباط، من أجل رفع معنويات الشعب والجنود.
 ولا يمكن في المقابل استبعاد السيناريو الذي سيستمر فيه الجيش في ضرب حماس، في الوقت الذي تركز فيه حماس على بقائها، خاصة في الوقت الذي تعول فيه حماس على سحب إسرائيل قواتها بناءً على ضغط من أمريكا، الذي ستحاول حماس بعد ذلك عرض صورة انتصار رغم الدمار الهائل الذي تعرض له قطاع غزة، لكن هناك استمرار في الرفض من قبل نتنياهو الذي يرفض وجود نهاية للعملية قبل تصفية الحساب مع السنوار، نتنياهو لا يعنيه أي حلول حالياً، بل يعمل من أجل كسب مزيد من الوقت لتسجل انتصار للعملية، وحتى لو نجحت العملية العسكرية، فإنّ سلوك نتنياهو السّياسي قد يفشل في استخدام الإنجازات.
حلول ضرورية
في ظل كل هذه التعقيدات، ينبغي أن نكون أمام وضع جديد، يتم فيه تحقيق التزام إقليمي يعالج مشكلة غزة والنزاع الفلسطيني بشكل عام، وربط ذلك باتفاقات السلام التي مضت بها إسرائيل بشكل قوي قبل هجوم 7 أكتوبر، إلى جانب التحالف مع دول تهاب إيران والإخوان المسلمين، ومعنية بالتحالف مع الولايات المتحدة لحمايتها من المخاطر التي تدور حولها، والعمل على أن يكون القطاع منزوع السلاح، وإنّ بقيت المنظمات العسكرية، فيجب بقاؤها على بعد مئات الأمتار من غلاف غزة، بما لا يشكل تهديداً أمنياً لإسرائيل.

هذه ليست المرة الأولى التي يقتل ويصاب فيها ضباط كبار من غولاني
في الحقيقة حماس حاولت بفعلتها إثبات أنّها اللاعب الأهم في الشرق الأوسط، الذي بدونه لا يمكن القيام بأي تحرك إقليمي خاصة مع محاولات إسرائيل التقارب مع السعودية، لكن مع كل ذلك هناك مشاورات تجريها إسرائيل مع مصر لترتيب اليوم التالي في قطاع غزة.
 يتم الحديث عن إقامة عائق عميق بين غزة ومصر تحت الأرض، كالذي عملته إسرائيل وبالفعل انهار في هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحمت حماس الجدار من فوق الأرض وتجاهلت العائق الأرضي، إلى جانب ذلك يتم البحث عن حلول لا تصطدم بالسلطة الفلسطينية، ومحاولة تجنب انهيار المنظومة المدنية في غزة، بما يدفع ذلك إسرائيل إلى إقامة حكم عسّكري إسرائيلي، أو نشر الفوضى وصعوبة التنسيق مع القطاع فيما بعد.
مصدر الترجمة عن العبرية:
https://www.ynet.co.il/news/article/bkzdcb5r6
 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية