اتفاقات مصرية سعودية عراقية تثير حفيظة الميليشيات التابعة لإيران... ما طبيعتها؟

اتفاقات مصرية سعودية عراقية تثير حفيظة الميليشيات التابعة لإيران... ما طبيعتها؟


04/11/2020

الاتفاقات التجارية والقانونية التي أبرمتها بغداد مع القاهرة، والأنباء عن اتفاق استثماري سعودي عراقي، أثارت الميليشيات العراقية التابعة لإيران التي ردّت بالتصعيد في  تهديداتها للسلطات.

وهاجمت الميليشيات العراقية، وممثلوها في البرلمان، الاتفاق المصري العراقي، منتقدين اتفاق بغداد مع "دولة فقيرة" بحسب وصف النائب عن حركة عصائب أهل الحق حسن سالم، الذي قال إنه كان من الأجدى أن تتفق الحكومة مع الصين، وفق ما نقلت شبكة "الحرّة".

وبينما شهد توقيع الاتفاقيات مع مصر حملة إعلامية قادتها "حسابات الصف الثاني الإعلامية في الميليشيات الإيرانية"، بحسب وصف الصحفي العراقي عبد الله بدر، فإنّ الاتفاق مع السعودية قوبل بهجمة من قيادات الميليشيا، مثل زعماء ميليشيا عصائب أهل الحق والنجباء ورئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي.

 

نائب عن حركة عصائب أهل الحق يهاجم الاتفاقية العراقية المصرية، ويصف مصر بالدولة الفقيرة

ويقول بدر: إنّ "الميليشيا تريد دوراً واحداً للعراق هو دور التابع لإيران فقط، وهي شعرت بالتهديد من توجّه الحكومة نحو السعودية ومصر خلال الأسبوع الحالي أكثر ممّا شعرت به من تهديد خلال الأشهر الماضية كلها".

وأعلن العراق، السبت الماضي، توقيع اتفاقات تعاون وبروتوكولات في مجالات النقل والموارد المائية والصحة والبيئة والعدل والاستثمار والإسكان والإعمار والاستثمار والصناعة والتجارة والمالية مع مصر.

وأشاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بالآلية التي قال إنها ستعمل من خلال "قيام الشركات المصرية بتنفيذ مشروعات تنموية في العراق، مقابل كميات النفط التي ستستوردها مصر من العراق".

الاتفاق مع السعودية قوبل بهجمة من قيادات الميليشيا، مثل زعماء عصائب أهل الحق والنجباء ونوري المالكي

وأكد مدبولي أنّ "إنشاء هذا الصندوق سيسهم في مضاعفة التعاون ويعزز تنفيذ المشروعات التنموية على أرض بلاد الرافدين".

وبحسب مصادر حكومية، فإنّ العراق يريد إنشاء مشاريع بنى تحتية وإسكان ممولة من النفط، بدلاً من العملة الصعبة التي لا يمتلكها حالياً.

وقال مصدران حكوميان، طلبا عدم الكشف عن أسمائهما: إنّ "العراق لا يريد أن يحتسب النفط المصدر ضمن هذه الاتفاقيات على حصته في أوبك، وهي ضمن مطالب تقليصها للسيطرة على انهيار أسعار النفط العالمية".

وأضاف المصدران أنّ "الاتفاقية مع مصر ما تزال في مراحل مبدئية، لكنّ العراق يريد أن تُحتسب أسعار النفط بسعرها العام وبمعدلات متغيرة مع السوق".

من جهتهم قال خبراء اقتصاديون: إنّ "الاتفاق في حال تحقق بالشروط العراقية، فسيضمن إنشاء مشاريع كبيرة بدون صرف عملة صعبة يحتاجها العراق"، مضيفاً أنّ هذه الطريقة "تسهم أيضاً بتخفيض احتمالات ونسب حدوث فساد".

الصحفي عبد الله بدر: الميليشيا العراقية الموالية لطهران تريد دوراً واحداً للعراق، هو دور التابع لإيران

وقبل الاتفاقية المصرية، أعلن عن اتفاقيات عراقية مع السعودية، وقعت بعد تسلم حكومة الكاظمي المسؤولية في 2020، لرفع مستوى الاستثمار السعودي في العراق من 5 ملايين دولار، كما هو حالياً، إلى عشرات المليارات.

وفي ذلك الحين، توقع وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، الذي يترأس مجلس التنسيق السعودي-العراقي، أن يصل حجم الاستثمارات السعودية إلى 2.6 مليار دولار تقريباً في قطاعات عراقية مختلفة، خاصة في مجال الطاقة والصناعة والثروة المعدنية والزراعة.

وأحد تلك المشاريع الكبيرة هو استثمار 150 ألف دونم من الأراضي الصحراوية للزراعة، وتقع معظم تلك الأراضي قرب الحدود العراقية السعودية.

الصفحة الرئيسية