الإخوان في فرنسا يستثمرون في التعليم... مدرسة مشبوهة لتكوين الأئمة تثير امتعاض الفرنسيين

الإخوان في فرنسا يستثمرون في التعليم... مدرسة مشبوهة لتكوين الأئمة تثير امتعاض الفرنسيين

الإخوان في فرنسا يستثمرون في التعليم... مدرسة مشبوهة لتكوين الأئمة تثير امتعاض الفرنسيين


15/08/2023

في فرنسا، وبسبب تواجد الجالية الإسلامية بشكل كبير في العاصمة باريس وعدد من المدن الفرنسية، يحاول المتطرفون الراديكاليون من المتاجرين بقضايا الدين والإسلام التغلغل في مجتمعها وإحداث شرخ فيه، من خلال المدارس والمراكز التعليمية والجمعيات الثقافية التي يسهل ترخيصها واعتمادها بشكل رسمي.

فقد أثارت معلومات عن سعي الإخوان لتدريب الأئمة وفق إيديولوجياتهم المتطرفة في مدرسة تقع في قلب شرق فرنسا بمنطقة بورغوندي، امتعاض السكان والسلطات البلدية خاصة مع إقامة المدرسين والطلبة ضمن محيط المدرسة وفق حياة دينية منعزلة عن الخارج لا تسمح بمخالفة الشريعة، وذلك بينما يزعم مسؤولو المدرسة أنّهم يضمنون الامتثال لقوانين الجمهورية.

خطط تدريب الأئمة فيها تأتي بعد تشديد وزارة الداخلية الفرنسية على منع جلب أئمة المساجد من خارج فرنسا، وخاصة من الذين ينضوون تحت فكر جماعة الإخوان.

المدرسة التي تقع على بعد (6) كيلومترات جنوب مدينة (شاتو شينون)، المعقل التاريخي للرئيس الراحل فرانسوا ميتران، تستقبل نحو (200) طالب سنوياً، إلا أنّ خطط تدريب الأئمة فيها تأتي بعد تشديد وزارة الداخلية الفرنسية على منع جلب أئمة المساجد من خارج فرنسا، وخاصة من الذين ينضوون تحت فكر جماعة الإخوان.

 ذلك دفع الإخوان إلى تكوين الأئمة داخلياً تحت إشراف مباشر من التنظيم الإرهابي، وهو ما أثار الكثير من الجدل حول قانونية ذلك ومدى سماح الحكومة الفرنسية به.

يسعى الإخوان لتدريب الأئمة وفق إيديولوجياتهم المتطرفة في مدرسة تقع في قلب شرق فرنسا بمنطقة بورغوندي.

ويصر مسؤولو المدرسة وفقاً لتصريحات صحفية لهم على أنّ التدريس يتوافق مع قواعد الجمهورية، فهي توفر عدة دورات دينية يمكن لأيّ شخص يريد تعميق معرفته بالدين أن ينضم إليها ضمن عدة فئات (رجال، ونساء، وصغار وكبار).

وتأسست المدرسة، التي لا تعترف بها أيّ جامعة أو مؤسسة تعليمية من أيّ دولة، عام 1990 بداية من قبل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وهي جمعية دينية مرتبطة جذرياً بالإخوان المسلمين، وتهدف إلى تدريب الأئمة، من بين أمور أخرى تقوم بها.

وكانت صحيفة (لو موند) الفرنسية قد حذّرت من أنّ الإخوان نظام عمل يقوم على رؤية وهوية واتباع خطة مرسومة، ويهدف إلى الجمع بين جميع التيارات الإسلامية في حركة كبيرة لإقامة الخلافة على الأرض.

يُرجع الخبراء أسباب عدم رصد المخابرات الفرنسية لغالبية المتطرفين الشباب إلى تزايد عدد المدارس الدينية التي تعمل على ترخيصها جمعيات.

وتعتبر المدارس التي يتم تأسيسها لأغراض تعليمية وهمية وسيلة للترويج للفكر الإخواني، ويغذي هذا الغموض الأصوليون الذين يطلقون أسماء خادعة للهياكل التعليمية اللامنهجية التابعة لهم.

ويُرجع الخبراء أسباب عدم رصد المخابرات الفرنسية لغالبية المتطرفين الشباب إلى تزايد عدد المدارس الدينية التي تعمل على ترخيصها جمعيات، يتم تأسيسها لأغراض ثقافية أو مجتمعية وهمية تخفي وراءها أفكاراً أصولية، ولشبكات التواصل الاجتماعي التي تعزز دور تلك المدارس، عبر الترويج لخطابات متطرفة تمثل بوابة للإيديولوجية الإخوانية، نقلاً عن (موقع 24).

يُذكر أنّ وزارة الداخلية الفرنسية، وفي ضربة موجهة بشكل أساس لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، أعلنت العام الماضي عن إنهاء مهام "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، الذي يهيمن عليه الإخوان منذ عام 2003 وكان المحاور الوحيد للدولة حول شؤون الإسلام في فرنسا، في خطوة تهدف إلى إعطاء دور أكبر للفاعلين الحقيقيين في مجال الإسلام الفرنسي من خلال إطلاق (منتدى الإسلام في فرنسا) كمؤسسة رسمية معترف بها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية