التضامن مع غزة يجتاح الأوساط الفنية الغربية

التضامن مع غزة يجتاح الأوساط الفنية الغربية

التضامن مع غزة يجتاح الأوساط الفنية الغربية


20/11/2023

تجاوز التضامن مع القضية الفلسطينية، وما يحدث من جرائم يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حدود العالم العربي، وعبّر الكثير من الفنانين في دول مختلفة منها: أمريكا، والمملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

مغنية البوب الأمريكية (ميلاني مارتينيز) كانت آخر المتضامنين؛ حيث أعربت عن تضامنها برفعها العلم الفلسطيني في حفلها الأخير، الذي أقيم في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بمدينة مانشستر البريطانية، وظهرت من خلفها لافتة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وعبارة فلسطين حرة. وكان قد ظهر فيديو لـ (ميلاني) خلال حفلها تدعو فيه جمهورها إلى متابعة رابط على منصات التواصل الاجتماعي لمطالبة النواب بوقف إطلاق النار؛ لأنّ الكثيرين يموتون وهذا بشع، وقد نشرت على صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام) خلال الأسابيع الماضية عدداً من الصور؛ بغرض نشر الوعي بما يحدث في فلسطين، كان آخرها صورة مكتوب عليها (11078) فلسطينياً قُتل، منهم (4507) أطفال، و(3027) امرأة، و(3545) رجلاً، و(198) طبيباً، و(39) صحفياً، و(21) مستشفى غير صالحة للعمل، و(2700) شخص تحت الأنقاض".

مغنية البوب الأمريكية (ميلاني مارتينيز) كانت آخر المتضامنين

وفي السياق نفسه، طالب النحاتان الأمريكيان (نيكولاس جالانين)، و(ميريت جونسون) بسحب منحوتتهما المشتركة "الخلق مع أطفالها"، من معرض "الأرض تحمل أسلافنا"، الذي تم افتتاحه في 22 أيلول (سبتمبر) الماضي، ويستمر حتى 15 كانون الثاني (يناير) 2024، في المعرض الوطني للفنون (NGA)، المموّل من الحكومة الفيدرالية في واشنطن العاصمة، احتجاجاً على دعم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للقصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة، ونشر بيانهما المشترك على موقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام) في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أدانا فيه دعم الحكومة الفيدرالية الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي وقع ضحيته أكثر من (10) آلاف شخص في القطاع وحده، منذ بدأت إسرائيل قصفها قبل (4) أسابيع بحسب التقارير الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية. وفي الضفة الغربية أفادت التقارير أنّ القوات الإسرائيلية والمستوطنين قتلوا أكثر من (155) فلسطينياً. وأضاف (جالانين) و(جونسون) في بيانهما: "العمل الذي نقوم به كفنانين لا ينتهي في الاستوديو، بل يمتد إلى العالم". وقد وجّها دعوة إلى الحكومة لوقف إطلاق النار وقطع المساعدات عن إسرائيل، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

دفعت الأزمة الإنسانية، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، العديد من الفنانين للحديث ومطالبة حكوماتهم بالتدخل الفوري، ممّا لفت إلى أنّ دور الفنان في وقت الأزمات يتجاوز الترفيه، ويمتد لنشر الوعي والدفاع عن الإنسانية ووقف إراقة المزيد من الدماء

وفي بدايات تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري وقّع أكثر من (55) فناناً على رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ومن بين الموقعين أسماء مثل: جواكين فينيكس، وكيت بلانشيت، وجون ستيوارت، وكريستين ستيوارت، وسوزان ساراندون، ورامي يوسف، وكوينتا برونسون، وباسم يوسف. ويتضمن البيان الذي نشرته منظمة "فنانون مع وقف إطلاق النار"، تعليقاً من (جيمس إلدر) المتحدث الرسمي لـ (يونيسف) يؤكد فيه على الدمار الذي لحق بسكان قطاع غزة؛ بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، والحصار المفروض على المياه والكهرباء.

وجاء في بيان إلدر: "لقد نفد الغذاء والماء والكهرباء والأدوية، وأصبح الوصول الآمن إلى المستشفيات شبه مستحيل لدى الأطفال والعائلات في غزة، بعد أيام من الغارات الجوية وقطع جميع طرق الإمداد". مضيفاً: "نفد الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، ممّا أدى إلى توقف الكهرباء والمياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي. ولم يعد بإمكان معظم السكان الحصول على مياه الشرب من مقدمي الخدمات، أو الحصول على المياه المنزلية عبر خطوط الأنابيب. لقد وصل الوضع الإنساني إلى مستويات مميتة، ومع ذلك تشير جميع التقارير إلى وقوع المزيد من الهجمات. يجب أن تسود الرحمة، وأن يتم تطبيق القانون الدولي".

الفنانة البريطانية تيلدا سوينتون

وفي المملكة المتحدة، جذبت رسالة أخرى تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وفتح طريق للمساعدات الإنسانية في المنطقة، العديد من الموقعين المهمين في وقت سابق من هذا الشهر . جاء البيان هذه المرة من منظمة (فنانون من أجل فلسطين في المملكة المتحدة)، وقّعت عليه شخصيات مؤثرة وشهيرة؛ منها: تيلدا سوينتون، وتشارلز دانس، وستيف كوغان، وميريام مارجوليس، ومايكل وينتربوتوم، ومايك لي، وآصف كاباديا. واتهمت الرسالة الحكومة البريطانية "بالتسامح مع جرائم الحرب، ومساعدتها والتحريض عليها".

وهكذا، دفعت الأزمة الإنسانية، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، العديد من الفنانين للحديث ومطالبة حكوماتهم بالتدخل الفوري، ممّا لفت إلى أنّ دور الفنان في وقت الأزمات يتجاوز الترفيه، ويمتد لنشر الوعي والدفاع عن الإنسانية والحرية والعدالة والكرامة والسلام لجميع الناس، وربما في وقت ما سيؤدي إلى وقف إراقة المزيد من الدماء.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية