"حسم".. ذراع الإخوان المسلحة على "رادار" السلطات المصرية

"حسم".. ذراع الإخوان المسلحة على "رادار" السلطات المصرية


15/01/2022

جاء الحديث عن توقيف السلطات المصرية قياديا بارزا وأحد مؤسسي حركة "حسم" الإخوانية، ليسلط الضوء على السجل الإرهابي للحركة.

وقالت وسائل إعلام تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي إن السلطات المصرية ألقت القبض على المدعو حسام منوفي القيادي البارز وأحد مؤسسي حركة "حسم" الجناح المسلح للجماعة خلال رحلة هروبه إلى تركيا قادما من السودان.

ووفق ما هو متداول، فقط تم توقيف منوفي بعد أن هبطت الطائرة التي تقله في مطار الأقصر الدولي اضطراريا بعد وجود إنذار بحريق داخلها، ما دفع قائدها إلى طلب الهبوط بعد إقلاعه من مطار الخرطوم في السودان.

وبحسب الرواية المتداولة والتي لم تؤكدها السلطات المصرية رسميا، فإنه بعد هبوط الطائرة السودانية بمطار الأقصر تم توقيف منوفي قبل هروبه إلى تركيا، حيث يوجد قادة الإخوان الفارون من مصر عقب الإطاحة بحكمهم في 2013.

نشأة الحركة

نشاط "حسم" بدأ في 2014 بمصر، تحت مسمى "حركة العقاب والحسم الثوري"، وكانت حينها واحدة من خلايا مسلحة صغيرة شكلها الإخوان من أتباعهم والنافرين من تنظيمات أخرى، وذلك ما فسر الطابع "الهاوي" والعشوائي لعمليات الفصيل حتى العام 2015.

لاحقا، رأى التنظيم الأم أن الفصيل بحاجة إلى تطوير تنظيمي يمنحه أدوات قادرة على إحداث صدى إعلامي أكبر، وهو عادة ما تؤمنه العمليات الدموية ذات المحصلة المدوية.

وبالفعل، اختفى المسمى الأول عن الساحة، ليظهر "حسم" بعد إعادة هيكلة وتجميع عناصر منتقاة وفق مواصفات عالية، في رهان بدا حاسما بالنسبة لجماعة الإخوان على تطوير عملها المسلح.

وعلى خطى منبعها، حاولت الحركة تغليف ممارساتها بشعارات دينية لتبرير عملها الإرهابي، لكنها فشلت في ذلك بشكل ذريع، حيث سرعان ما تأكد أنها تنظيم سياسي بذراع عسكري ولد من رحم الإخوان، ويتحرك من منطلقات سياسية ثأرية، بعيدا عن التنظيمات الأيديولوجية التقليدية.

حاول الفصيل الاستفادة من التقلبات العالمية، كما ناور في أساليبه محاولا تفادي أخطاء الجماعة الأم، فلجأ إلى التركيز على نقاط جذب مختلفة لاستقطاب التعاطف والتأييد، مستخدما شعار "المظالم السياسية والاجتماعية" الزائف.

لكن حتى هذه الورقة سرعان ما احترقت بلهيب تنامي الوعي السياسي والمجتمعي بمخاطر الإخوان، فانفضحت استراتيجية التنظيم المبنية على توظيف الأدبيات السياسية والعنف الثأري بتأليب الشارع والركوب على الفوضى، خدمة لأجندات سياسية بحتة هدفها الخراب.

أول ظهور بارز

في الخامس من أغسطس/آب 2016، اختبأت عناصر حسم "الإخوانية" بإحدى الحدائق بخط سير أحد كبار علماء الأزهر، محاولة اغتياله في أول ظهور بارز لها.

ورغم التخطيط المسبق فشلت "حسم" حينها في اغتيال الشيخ علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، ذلك المشهد، تلته عدة عمليات إرهابية نفذتها "حركة سواعد مصر" المعروفة اختصارًا بكلمة "حسم".

سجل إرهابي

وبعد شهرين من إعلان مسؤوليتها عن محاولة اغتيال "جمعة"، حاولت الحركة اغتيال أحد كبار مساعدي النائب العام "زكريا عبدالعزيز"، في أثناء عودته من مكتبه، بواسطة سيارة مفخخة قرب منزله لكن العملية فشلت كغيرها.

وسرعان ما وسعت الحركة نشاطها ليشمل استهداف كمائن للشرطة ونقاط أمنية عدة عبر التفجير عن بُعد كان أبرزها تفجير عبوة ناسفة استهدفت نادى الشرطة بمحافظة دمياط (شمال) في 4 سبتمبر/أيلول 2016، مخلفا 6 مصابين.

وبعد أربعة أيام، نفذت الحركة عملية اغتيال بحق أمين شرطة (رتبة أقل من ضابط) بعدما أطلق عليه النار من سيارة، وبعد شهرين وتحديدا في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلنت الحركة المسلحة مسؤوليتها عن محاولة اغتيال المستشار أحمد أبو الفتوح، أحد القضاة الثلاثة الذين حكموا على الرئيس المعزول محمد مرسي بالسجن عشرين عاما في عام 2015.

ومع نهاية العام، أعلنت الحركة المسلحة مسؤوليتها عن هجوم استهدف نقطة تفتيش على الطريق الرئيسي بمنطقة الهرم، بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، أسفر عن استشهاد 6 شرطيين.

ضربات أمنية ناجحة

وفي السنوات التالية، نجحت الضربات الأمنية الاستباقية في إفشال هجمات إرهابية اعتزم أعضاء الحركة ارتكابها، وضبط العشرات منهم، غير أن الحركة المسلحة باغتت المصريين بواحدة من أفظع الجرائم وهو الهجوم الدامي أمام معهد الأورام في القاهرة في أغسطس/آب 2019، والذي أسفر عن استشهاد 20 شخصا وإصابة 47 آخرين.

وبالرغم من أن تاريخ الإخوان حافل بالإرهاب واستهداف الأبرياء فإن التفجير الذي استهدفت به حسم معهد الأورام كشف عن أقبح وجوهها أمام العالم أجمع، إذ إن المكان يجمع عشرات المرضى من مصابي السرطان الذين يتلقون علاجهم بالمجان.

ووفق مراقبين، تضم حركة حسم عناصر إخوانية، وأخرى سلفية جهادية، غالبيتهم موقفون على ذمة قضايا عنف وإرهاب، بالإضافة إلى عناصر انضمت من حركات أخرى مسلحة مثل "أجناد مصر" و"العقاب الثوري".

ومنذ ظهورها، أقرت الحركة المسلحة، في بياناتها التي تنشرها على غرار داعش، بمسؤوليتها عن عمليات تستهدف بها رجال الجيش والشرطة، وعادة ما ترفقها بصور سواء لرصد الشخصيات العامة أو زرع العبوات الناسفة.

حسم إرهابية

وفي 14 يناير/كانون الثاني 2021، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية "حسم" ضمن قوائم الإرهاب، في تصنيف شمل أيضا شخصيتين مرتبطتين بالتنظيم، وهما علاء السماحي، الذي يعتقد أنه المؤسس، إضافة إلى قيادي بارز آخر يدعى يحيى موسى.

وذكرت الوزارة أن تصنيف التنظيم وقياداته يهدف إلى حرمانه من مصادره اللازمة لتنفيذ هجمات إرهابية، علاوة على حظر تعامل الأمريكيين معه.

ويضاف هذا إلى تصنيف سابق للحركة، حيث كانت الخارجية الأمريكية أدرجت حسم ككيان إرهابي دولي "مدرج بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، في يناير/كانون الثاني 2018، لأنها تشكل خطرا كبيرا لناحية ارتكاب أعمال إرهابية".

ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية خلال السنوات الماضية في تسديد ضربات قوية لعناصر التنظيم الإخواني، وإحباط عدد من العمليات الإرهابية.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية