انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر .. هل يعيد الجدل من جديد إلى الساحة الثقافية العربية؟

الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر تعيد الجدل من جديد إلى الساحة الثقافية العربية

انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر .. هل يعيد الجدل من جديد إلى الساحة الثقافية العربية؟


30/11/2023

يُعدّ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بمثابة شهادة على سعي المملكة العربية السعودية الحثيث لتصبح مركزاً إقليمياً لصناعة الأفلام. إذ على الرغم من الصراعات الإقليمية والاضطرابات السياسية، وما حدث من إلغاء لمهرجانات دولية، محيطة ومحورية، فإنّ المهرجان السعودي يمضي قُدماً دون عراقيل، ومن المقرر أن تنطلق نسخته الثالثة على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر بمدينة جدة، في الفترة من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 9 كانون الأول (ديسمبر).

الإعلان عن لجنة التحكيم 

كشف المهرجان في صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن لجنة التحكيم والمكرمين في نسخته الثالثة؛ ويترأس لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة المخرج الأسترالي باز لومان، وسينضم إليه الممثل الأمريكي السويدي جويل كينمان، والممثلة الهندية فريدا بينتو، والممثلة المصرية أمينة خليل، والممثلة الأسبانية باز فيجا.

يترأس لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة المخرج  الأسترالي باز لومان

من الأفلام الروائية التي ستعرض في المهرجان:  فيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، وهو أول عمل يصور بالكامل في منطقة العُلا بالمملكة العربية السعودية، إلى جانب فيلم "كواليس" من إخراج الثنائي عفاف بن محمود وخليل بن كيران. كما تقدم المخرجة الفلسطينية فرح النابلسي أول أفلامها "الأستاذ"، الذي أشاد به النقاد، وقد تمّ تصويره في الضفة الغربية، ولعب بطولته الفنان صالح بكري.

أفلام قصيرة "قصتك بمهرجانك"

أمّا مسابقة الأفلام القصيرة، فستتولى تحكيمها الكاتبة والمخرجة والناقدة السينمائية السعودية الرائدة، هَنا العمير، والنجم التونسي/الفرنسي أسعد بواب، والمخرج السينمائي وكاتب السيناريو والمنتج التركي الألماني فاتح أكين. علماً بأنّ قائمة الأفلام القصيرة لهذا العام تضم (14) فيلماً، لصنّاع أفلام صاعدين ومخضرمين على حدٍّ سواء، من قارتي آسيا وأفريقيا، مثل: سنغافورة، والسنغال، وكازاخستان، وباكستان، وغيرها. وسيخصص المهرجان شاشاته لمشاركة قصصهم المؤثرة مع الجمهور، ضمن عرضها العالمي أو الإقليمي الأول، وذلك انطلاقاً من شعار المهرجان لهذا العام "قصتُكَ، بمهرجانِكَ".

ومن جانبه، قال مدير البرنامج السينمائي الدولي للمهرجان كليم أفتاب، في بيان صحافي: إنّ  "إدارة البرنامج واجهت تحدياً كبيراً في انتقاء (14) فيلماً من بين مجموعة ضخمة من الأفلام، رأينا من خلالها أنّ أصحابها يرتقون إلى قمة مخرجي الجيل القادم، ونحن نتشوّق إلى الترحيب بهم في جدة؛ لعرض أعمالهم وضمّهم إلى مجتمع صناعة السينما العالمي عبر دورة هذا العام. 

 فيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي

وأضاف الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائية محمد التركي: "إنّ شعارنا لهذا العام "قصتك، بمهرجانك" يأتي من وحي الاختيارات الرائعة للأفلام، التي تمّ إنتاجها في المنطقة، والمميزة بجمعها لأبرز خبراء وصانعي الأفلام الجدد الذين يشكّلون مثالاً حياً على غنى المواهب التي يتم تقديمها في هذا الجزء من العالم، ونرى في عرضها بكامل تنوعها أهمية بالغة، كما نرى أنّ الوقت قد حان لاعتبار الأفلام وسيلة للترابط والحوار، ولإتاحة منصّة لأصوات الناس في المنطقة وخارجها؛ لعرض تجاربهم التي ستساهم في تعزيز التفاهم والتعاطف الإنساني، ومن ثمّ، نتطلع إلى الترحيب مرةً أخرى بمجتمع السينما العالمي في جدة، في دورتنا الثالثة".

من الأفلام المميزة بقائمة الأفلام القصيرة، الفيلم الباكستاني "عيد مبارك" للمخرجة ماهينور يوسف، وهو يحكي عن "إيمان"، وهي فتاة باكستانية من عائلة ميسورة، تشتري أُضحية للعيد، فتبني علاقة صداقة معها وتسمّيها "بارفي"، ثم سرعان ما تضع إيمان خطة لإنقاذها قبل حلول العيد.

جائزة اليسر الفخرية 

من منطلق الاحتفاء بالمبدعين في صناعة السينما، أعلنت إدارة المهرجان عن منح جائزة اليسر الفخرية لعدد من الشخصيات والأيقونات السينمائية البارزة. وتتضمن قائمة التكريم لهذا العام الممثل البارز في بوليوود رانفير سينج، والممثلة الألمانية المبدعة ديان كروجر، والفنان السعودي عبد الله السدحان.

مشهد من فيلم "الأستاذ" المنتظر عرضه

وعن جائزة تكريم البحر الأحمر، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي محمد التركي: "نُكرّم في مهرجان هذا العام أيقونة من أيقونات السينما الهندية الممثل رانفير سينج، والممثلة الرائعة ديان كروجر، التي قدّمت عدداً من الشخصيات البارزة التي استمتعنا بمشاهدتها، مثل: شخصية هيلين في فيلم (طروادة)، وشخصية (بريدجيت فون هامرسماك) التي أدتها في فيلم المخرج الشهير تارانتينو، حيث سحرتنا بأدائها القوي وتجسيدها لمشاعر الانتقام، وشخصية (آنجل كاتيا) من فيلم (في التلاشي) للمخرج فاتح أكين، إلى جانب الفنان السعودي الكبير عبد الله السدحان، الذي يُعدّ ركيزة من ركائز الفن في المملكة، فبعد أن متَّعنا بأدائه طوال عقدين من الزمن من خلال مسلسل (طاش ما طاش)، سيعود إلينا في أول ظهور له على الشاشة الكبيرة بفيلم (نورة)، أحد الأفلام المشاركة في مسابقة البحر الأحمر لهذا العام".

ترى هل يعيد المهرجان في دورته الثالثة الجدل من جديد إلى الساحة الثقافية العربية؟ الجدل السينمائي والفني بجملة اختيارات؛ بداية من فريق التقييم، وانتهاءً بالجوائز الممنوحة، مروراً بالأفلام المعروضة وأهميتها في اللحظة الراهنة من تطور الأحداث ومنصات السينما العالمية غرباً وشرقاً؛ أم سيكون حافزاً آخر على انتقادات انفعالية على خلفية ما هو مستمر من مأساة إقليمية تنزع عن الإنسان كل ذائقة فنية، وسط ردود وتعقيب على ضرورة استثمار الفن أداة ومنصة تأثير جماهيري في مناصرة الحق؟

مواضيع ذات صلة:

بعد عدة تأجيلات ..كاظم الساهر يعود لإحياء الحفلات بدبي في هذا الموعد

تفاصيل مسرحية "علي بابا" لمحمد سعد قبل عرضها بموسم الرياض

الصفحة الرئيسية