بهذه الطرق تستغل الجماعات المتطرفة والميليشيات الإيرانية الكوارث الطبيعية

بهذه الطرق تستغل الجماعات المتطرفة والميليشيات الإيرانية الكوارث الطبيعية

بهذه الطرق تستغل الجماعات المتطرفة والميليشيات الإيرانية الكوارث الطبيعية


08/03/2023

استغلّ الكثير من التنظيمات الإرهابية الأزمات الإنسانية والكوارث كجزء لا يتجزأ من قواعد عملهم، لإيجاد حاضنات شعبية لهم، والثأر من الحكومات التي في العادة تكون مشغولة في إنقاذ الأرواح وإيجاد أماكن لإيوائهم.

وتستغل تلك التنظيمات الإرهابية الكوارث الطبيعية وغير الطبيعة منذ أعوام طويلة، لتعزز نفوذها وتنشر أفكارها واستراتيجيتها، وقد بدا هذا واضحاً منذ أعوام طويلة.

ففي سوريا مثلاً، وصلت المساعدات بشكل سريع جداً إلى مناطق منكوبة من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 شباط (فبراير) الماضي، عن طريق أجهزة الحكومة التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، أمّا في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات موالية لتركيا، فقد غابت عنها كافة سبل الإغاثة، وتمّت سرقة المساعدات، ونُهبت المنازل التي لم تتهدم، وهو ما اعتبره البعض انتصاراً للهيئة التي نجحت في تقديم نفسها على أنّها الوصي الوحيد على الشعب السوري في مناطق الشمال السوري، وفق ما نقلت شبكة "أورينت".

وزلازل سوريا وتركيا الأخيرة لم تسلم من محاولات التوظيف، وقد كتب أريك يافورسكي، من معهد واشنطن للدراسات، تقريراً عن كيف استغل ذلك (الحشد الشعبي) في العراق، مؤكداً أنّ قيادة (المقاومة) في (الحشد الشعبي)، التي تتألف من إرهابيين ومنتهكين لحقوق الإنسان المدرجين على قائمة العقوبات الأمريكية، إضافة إلى شركائها الإيرانيين، يستخدمون على الأرجح الزلزال لتحسين تنسيقهم عبر الحدود بشكل كبير مع النظام السوري و(حزب الله) اللبناني، وإضفاء الشرعية على أنفسهم داخل العراق.

زلازل سوريا وتركيا الأخيرة لم تسلم من محاولات التوظيف

ويذكر التقرير الذي نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" أنّه في حين يتولى رئيس أركان الحشد عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك) إدارة عمليات المساعدة، حيث تم إرساله إلى سوريا للإشراف المباشر على جهود الإغاثة، يعمل على تسهيل القوافل على الجانب العراقي من الحدود (قاسم مصلح) قائد عمليات الأنبار في (الحشد الشعبي)، الذي اعتقله المسؤولون العراقيون في عام 2021 فيما يتعلق بمقتل ناشط على يد عناصر في (كتائب حزب الله) في عام 2020.

كلّ هذا تم بإشراف ومباركة من زعيم فيلق القدس إسماعيل قآاني، الذي يحاول إكمال إفساد حال البلاد والعباد في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

عناصر الحشد الشعبي استغلوا الزلزال لتحسين تنسيقهم عبر الحدود بشكل كبير مع النظام السوري وحزب الله اللبناني، وإضفاء الشرعية على أنفسهم داخل العراق

 

وبغية تجنّب تكرار استغلال المساعدات الإنسانية من قبل الجماعات المتطرفة، ولا سيَّما في شمال سوريا حيث الجماعات الجهادية المنبثقة عن تنظيم القاعدة والموالية لإيران، فإنّ تدخل الجهات الفاعلة الخارجية هو السبيل لقطع الطريق على مثل هذه الجماعات المتطرفة، وفق دراسة نشرها مركز عين أوروبية على التطرف.

على سبيل المثال، تُعدّ مساهمة الولايات المتحدة بمبلغ (100) مليون دولار في جهود الإغاثة من الزلزال جيدة في هذا الصدد، وكذلك الأمواال من أستراليا وألمانيا واليونان وإيطاليا وكندا وغيرها من الدول، كما تُعدّ مساهمة دولة الإمارات العربية المتحدة مهمة في محاصرة التنظيمات الإرهابية ومنعها من استغلال الكارثة لتحقيق مكاسب لها على الأرض. 

وفي باكستان أيضاً استغل الكثير من التنظيمات، كطالبان باكستان وداعش ولاية خرسان والقاعدة وتنظيمات متطرفة أخرى، كارثة الفيضانات التي عصفت بالبلاد نهاية العام الماضي، والتي أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين.

 الجماعات المتطرفة لم تعمل مجتمعة في تلك الكارثة، لكنّ ذئابها المنفردة المدربة عملت من تلقاء أنفسها

وحسبما نقلت صحيفة "وول ستريت"، فقد تواجد الكثير من التنظيمات الإرهابية في أماكن نائية وفي قرى منعزلة، وتمّ تقديم الكثير من المساعدات للسكان، حتى أصبحوا مقربين إلى شرائح اجتماعية كانت ترفضهم قبل الكارثة.

ورغم أنّ الجماعات المتطرفة لم تعمل مجتمعة في تلك الكارثة، لكنّ ذئابها المنفردة المدربة عملت من تلقاء أنفسها، حتى تكون النتجية مرضية لذلك التنظيم الإرهابي.

في اللحظة التي يرى فيها البشر العاديون ملامح الألم لدى إخوتهم حين تضرب مطارق المصائب الطبيعية، يرى آخرون فيها فرصاً ثمينة لفرض أجندتهم غير الوطنية التخريبية، واستراتيجيتهم التي يمكن أن تعيث فساداً في الأرض.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية