بهذه الطريقة وطد أردوغان علاقته مع دول البلقان.. ماذا عن الأوضاع السيئة في تركيا؟

بهذه الطريقة وطد أردوغان علاقته مع دول البلقان.. ماذا عن الأوضاع السيئة في تركيا؟


08/01/2022

انتقدت الكاتبة الإيرلندية أليس تايلور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمنح المساعدات للخارج، خصوصاً بعض دول البلقان، من أجل تنفيذ أجندة معيّنة، فيما الأوضاع تزداد سوءاً في تركيا.

وقالت أليس، خلال مقال مع موقع "يوراكتيف"، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية": "إنّ المساعدات التي تم توزيعها متنوعة، وشملت أجهزة التنفس الصناعي ومعدات الوقاية الشخصية ومعدات تشخيص COVID والمال ومستشفيات بأكملها ومنازل جديدة لضحايا الزلزال".

وقد وزّعت تركيا اللقاحات على حوالي (20) دولة، بما في ذلك معظم دول غرب البلقان والعديد من الدول الأفريقية، وتعمل تركيا الآن على تطوير تركوفاك، الذي من المرجح أن يتم إرساله إلى أولئك الذين فشلوا في الحصول على اللقاحات الغربية.

وفقاً لصحيفة "ديلي صباح"، "عزّزت تركيا مكانتها كدولة سخية من خلال جهودها الإنسانية على مدار العقدين الماضيين".

تركيا جنت بعض الثمار خلال عمليات الإغلاق الجماعي للمدارس التركية غير الموالية للدولة في مختلف دول البلقان

بالإضافة إلى جهودها الإنسانية، عملت تركيا بجدّ لتضع نفسها كشريك تجاري رائد في جنوب شرق أوروبا وما وراءها.

في نهاية كانون الأول (ديسمبر) أعلن رئيس البرلمان التركي مصطفى سنتوب أنّ (600) شركة تركية تعمل في ألبانيا، ويعمل بها أكثر من (15) ألف شخص، وأضاف أنّ بلاده استثمرت حوالي (3.5) مليار دولار في ألبانيا، مع التأكيد على دعمها لانضمام تيرانا إلى الاتحاد الأوروبي.

العلاقة وثيقة جداً بين أنقرة وتيرانا، لدرجة أنّ البعض يشير إلى الرئيس رجب طيب أردوغان  باعتباره السلطان، ورئيس الوزراء الألباني إيدي راما باعتباره الباشا، في إشارة إلى ماضي ألبانيا كجزء من الإمبراطورية العثمانية.

وأشارت عضو البرلمان الأوروبي جولي ليشانتوكس، في سؤال برلماني في أيار (مايو) 2020، إلى أنّ تركيا "استفادت من أزمة COVID-19 لتبدو أكثر فاعلية وموحدة في مواجهة دول البلقان بدبلوماسية المساعدة الطبية التي تهدف إلى تحسين صورتها في الأراضي السابقة للإمبراطورية العثمانية وزيادة نفوذها في المنطقة ".

وتابعت أنّ العملية تبدو كأنّها جزء من استراتيجية سياسية "تتعارض علانية مع المصالح الأوروبية"، مضيفة "بالنظر إلى أنّ تركيا ما تزال رسمياً دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ما هو موقف المفوضية فيما يتعلق بالنفوذ التركي في البلقان؟" انتهى سؤالها.

أجاب رئيس الجوار والتوسع في الاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيلي أنّ "تعزيز التعاون وعلاقات حسن الجوار بين دول الاتحاد الأوروبي وشركاء غرب البلقان وتركيا عنصر مهم للاستقرار في القارة الأوروبية".

بعد إقامة دول غرب البلقان التي لا تنتهي على ما يبدو في غرفة الانتظار الموسعة، تُعدّ تركيا واحدة من عدة دول تحركت لتعزيز نفوذها في المنطقة.

ويقول بعض المحللين: إنّ أردوغان يرعى أحلامه في أن يكون وسيطاً إقليمياً للسلطة، ويرجع ذلك أساساً إلى مشاركته وعلاقاته الوثيقة مع قادة ألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود والبوسنة والهرسك.

وأعلنت أنقرة أنّها ستضغط من أجل استقلال كوسوفو، وتوقّع اتفاقيات سرّية لترحيل "أتباع كولن" المزعومين من البلاد وألبانيا المجاورة. وقد وصف مقرّرو الأمم المتحدة هذه الحالات، التي تشمل أكثر من (100) شخص، على أنّها "عمليات اختطاف خارج الحدود الإقليمية"،   و"إعادة قسرية"، و"اختفاء قسري".

وتشير الكاتبة إلى أنّ تركيا جنت بعض الثمار خلال عمليات الإغلاق الجماعي للمدارس التركية غير الموالية للدولة في مختلف دول البلقان. في ألبانيا مارست الحكومة التركية ضغوطاً لإغلاق المدارس التي يُزعم أنّها مرتبطة بحركة غولن، وداهمت الشرطة بعضها أثناء وجود الطلاب وبدون أمر قضائي.

وفي الوقت نفسه، تمتلك مؤسسة معارف التابعة للدولة أكثر من (353) مدرسة في (67) دولة حول العالم.

وكانت المؤسسة في قلب الجدل في أيار (مايو) 2021 عندما زادت الحكومة التركية تمويلها بنسبة 300%؛ ممّا رفع ميزانيتها السنوية إلى أكثر من (140) مليون يورو، في وقت كان فيه نظام التعليم المحلي يعاني.

الصفحة الرئيسية