البيت الأبيض وإسرائيل تابعاه عن كثب... كيف علقت واشنطن على خطاب نصر الله؟

البيت الأبيض وإسرائيل تابعاه عن كثب... كيف علقت واشنطن على خطاب نصر الله؟

البيت الأبيض وإسرائيل تابعاه عن كثب... كيف علقت واشنطن على خطاب نصر الله؟


04/11/2023

تكلّم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لأول مرّة الجمعة، في خطاب انتظره كثيرون حول العالم، وبينما كان يتوقع الكثيرون أن يحدد بوصلة الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس التي تقترب من إكمال شهرها الأول، لم يتطرّق إلى إعلان الحرب على إسرائيل وتوسيع نطاق العمليات المحدودة بين لبنان وإسرائيل منذ أسابيع.

وقال البيت الأبيض، في تعليقه على خطاب نصر الله: إنّه "على حزب الله ألّا يحاول استغلال الصراع، إذ أنّ الولايات المتحدة لا تريد أن ترى هذا الصراع يمتد إلى لبنان"، وبدا من التعليق الأمريكي أنّ واشنطن وصلتها الرسالة بأنّ حزب الله لا يرغب حالياً في التصعيد.

بينما كان يتوقع الكثيرون أن يحدد بوصلة الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس التي تقترب من إكمال شهرها الأول، لم يتطرّق إلى إعلان الحرب على إسرائيل.

هذا، وأكد مسؤول أمريكي أنّ خطاب الأمين العام لــ (حزب الله) اللبناني، حسن نصر الله، لم يتضمن ما يشير إلى استعداد الحزب لفتح جبهة جديدة على إسرائيل.

وقال المسؤول في تصريحات للصحفيين: "أعتقد أنّ الخطاب حسب فهمي كان نوعاً ما مطابقاً لما توقعناه... ولا أعتقد أنّ الخطاب يشير إلى بداية فتح جبهة جديدة من الشمال أو أيّ شيء من هذا القبيل".

وقد عززت الولايات المتحدة قواتها البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في خطوة أظهرت الدعم لإسرائيل، إذ انضمت حاملة الطائرات (يو إس إس أيزنهاور) ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة (جيرالد فورد) التي سبق أن تم نشرها في المنطقة بعد أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كما أعلن (البنتاغون) إرسال أنظمة دفاع جوي إضافية إلى الشرق الأوسط.

مسؤول أمريكي: أعتقد أنّ الخطاب حسب فهمي كان نوعاً ما مطابقاً لما توقعناه... ولا أعتقد أنّ الخطاب يشير إلى بداية فتح جبهة جديدة من الشمال.

ووصف متحدث الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الجمعة خطاب نصر الله بأنّه "مملٌّ جداً وطويل"، وقال عبر حسابه على منصة (إكس): "خطاب نصر الله مملٌّ جداً وطويل".

وأضاف ساخراً: "سؤال جدّي؛ هل قُتل كاتب خطاباته في الغارات الأخيرة التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي على حزب الله؟".

كذلك قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض لـ (الحرة): إنّ مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي  جو بايدن على علم بما جاء في خطاب زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، لكنّهم لا ينوون الانخراط في حرب كلامية.

وأكد المسؤول أنّ الولايات المتحدة لا تسعى لتوسيع رقعة التصعيد الذي فرضته حماس على إسرائيل، وأضاف أنّ واشنطن وشركاءها أوضحوا أنّه لا ينبغي على حزب الله أو جهات أخرى في المنطقة، سواء كانت دولاً أو مجموعات غير حكومية، أن تستغل الصراع الدائر. 

وحذر المسؤول من أنّ ذلك من شأنه أن يحول الصراع الحالي إلى حرب أكثر دموية من الحرب بين إسرائيل ولبنان في عام 2006.

إلى ذلك، اعتبرت الولايات المتحدة أنّ على الميليشيات القريبة من إيران ألّا "تستغل" الحرب بين إسرائيل وحماس، بعدما أعلن نصر الله أنّ احتمالات توسع هذه الحرب "مفتوحة".

متحدث الحكومة الإسرائيلية ساخراً: سؤال جدّي؛ هل قُتل كاتب خطاباته في الغارات الأخيرة التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي على حزب الله؟

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "نحن وشركاؤنا كنا واضحين... على حزب الله وأطراف آخرين، سواء كانوا دولاً أو لا، ألّا يحاولوا استغلال النزاع القائم".

وفي خطابه قال نصر الله: إنّ "تطور الأمور في الجبهة الشمالية مرتبط بمسار وتطور الأحداث في غزة وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان، وأحذره من بعض التمادي الذي طال بعض المدنيين، وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني".

وأشار إلى أنّ "المقاومة في لبنان تقوم بمعركة حقيقية منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مختلفة عن كل المعارك التي خاضتها المقاومة في لبنان سواء في 2000 أو 2006".

واعتبر الأمين العام لحزب الله أنّ "الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات الإسرائيلية التي كانت ستسخر للهجوم على غزة، إذ أنّ ثلث قوات إسرائيل البرية متواجد عند الحدود اللبنانية ونصف القوات البحرية وربع القوات الجوية وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي والقريب من الثلث من القوات اللوجستية موجه باتجاه جبهة لبنان".

وأوضح أنّ "التصعيد على الجبهة اللبنانية مغامرة ضمن الحسابات الصحيحة".

وعلّق على التحذيرات الأمريكية من تدخله في الصراع قائلاً: "وصلتنا رسائل بأنّ أمريكا ستقصف إيران إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب، وأقول لهم إنّ هذه التهديدات لن تخيفنا، ونقول لكم إنّ أساطيلكم التي تهددونا بها نحن مستعدون لها".

هذا، وتشهد الحدود اللبنانية بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة تبادلاً متقطعاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية