بعد تعثر جهود التفاوض بين حماس وإسرائيل: لا شيء سوى اليأس في غزة

بعد تعثر جهود التفاوض بين حماس وإسرائيل: لا شيء سوى اليأس في غزة

بعد تعثر جهود التفاوض بين حماس وإسرائيل: لا شيء سوى اليأس في غزة


كاتب ومترجم فلسطيني‎
24/03/2024

يخيّم اليأس على المواطنين في كافة مناطق قطاع غزة، خاصة النازحين منهم في مناطق النزوح المنتشرة في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، الذين يواجهون ظروفاً غاية في الصعوبة؛ بسبب الوضع المعيشي الصعب داخل خيام النزوح، التي لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين؛ نتيجة الاكتظاظ الكبير، وانعدام سبل الوقاية من تلك الأمراض التي تفتك بأجساد النازحين، لا سيّما الأطفال وكبار السن منهم.

ومع بدء الحديث عن انطلاق جولات التفاوض للتوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان، واصل عدد كبير من النازحين الاهتمام في متابعة الأخبار على مدار الساعة، حيث بات لافتاً تجمع النازحين أمام الخيام بجانب أجهزة الراديو التي تنقل بث العديد من القنوات العربية الإخبارية، من أجل سماع أخبار مفرحة حول مصير التهدئة التي ضجت وسائل الإعلام بقرب التوصل إليها خلال الأيام القليلة الماضية، لكن سرعان ما غابت مشاهد تجمع النازحين بجانب أجهزة الراديو مع فشل الجهود نتيجة الإحباط الذي خيّم عليهم.

اليأس يخيم على الجميع

مع فشل جهود التوصل إلى تهدئة مع حلول شهر رمضان، بعد تعثر الجهود بين حماس وإسرائيل بوساطة كلٍّ من قطر ومصر والولايات المتحدة، عمّت حالة من السخط والإحباط بين النازحين الذين عقدوا آمالاً بأن تثمر الجهود عن حلول تسمح لهم بالعودة إلى ديارهم في شمال غزة، وقضاء الشهر الفضيل داخل منازلهم ولو حتى فوق أنقاضها، خاصة مع تصاعد تهديدات الجيش بشن عملية عسكرية برية على مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون نازح.

وبذل الوسطاء على مدار الأسابيع الماضية جهوداً مضنية من أجل التوصل إلى هدنة لمدة (6) أسابيع في قطاع غزة مع حلول شهر رمضان، تتضمن تبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل والسماح بعودة النازحين إلى شمال غزة وانسحاب الجيش من مراكز المدن، لكنّ إصرار حماس على مطالبها خلال جولة التفاوض قوبل برفض من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي وصف المطالب بغير المعقولة، وعدم وجود بوادر لدى إسرائيل بالتوجه إلى هدنة مع حماس في الوقت الحالي.

تعثر الجهود بين حماس وإسرائيل بوساطة كلٍّ من قطر ومصر والولايات المتحدة

في أحاديث منفصلة مع (حفريات)؛ عبّر نازحون عن بالغ استيائهم من تعثر جهود التهدئة في القاهرة والدوحة، وذلك مع حلول شهر رمضان المبارك وحاجة النازحين لقضاء أوقات الصيام بسلام دون قصف وملاحقة إسرائيلية لهم، ويخشى الكثيرون من توجه الاحتلال إلى شن عملية عسكرية على مدينة رفح بعد شهر رمضان، في خطوة للضغط على حماس للتنازل عن مطالبها، حيث تكتظ المدينة بأكثر من مليون ونصف المليون نازح يعيشون في ظروف سيئة، وسط صعوبة النازحين في الحصول على المساعدات الغذائية؛ نتيجة استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر، ومنع تدفق المساعدات التموينية التي من شأنها سدّ رمق جوعهم.

يأمل المواطن أن "يبذل الوسطاء جهوداً أكبر خلال الأيام القادمة، على أمل أن يكون هناك تقدم في ملف التفاوض وتتجاوب إسرائيل مع مطالب حركة حماس

من جهته يبدي المواطن تامر أحمد "امتعاضه الشديد من تعثر الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خاصة خلال شهر رمضان، وذلك بعد أن باتت الأخبار خلال الفترة السابقة مبشرة على إثر الجهود المضنية التي يبذلها الوسطاء للوصول إلى اتفاق، لكنّ تنصل إسرائيل من مطالب المقاومة ورفض التجاوب مع التفاوض خيّب آماله".

وأوضح أحمد في حديثه لـ (حفريات) أنّ"ظروف المواطنين النازحين في مناطق النزوح جنوب قطاع غزة صعبة للغاية، وشهر رمضان بالتحديد يحتاج إلى أن نكون داخل منازلنا، فالأجواء الحارة داخل الخيام وصعوبة الحصول على المياه والطعام يعيقان جميع النازحين من أداء العبادات، وحتى المكوث داخل الخيام طوال فترة الصيام أمر صعب للغاية مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة النهار".

ويأمل المواطن أن "يبذل الوسطاء جهوداً أكبر خلال الأيام القادمة، على أمل أن يكون هناك تقدم في ملف التفاوض وتتجاوب إسرائيل مع مطالب حركة حماس، التي من خلالها تنهي حالة اليأس والإرهاق التي تخيم علينا كنازحين، وذلك مع دخول الحرب شهرها السادس على التوالي، وتهديد الاحتلال باجتياح مدينة رفح خلال الأسابيع المقبلة، وإن حدث ذلك خلال رمضان، فإنّه سيكون كارثة على النازحين الذين يتكدسون في مختلف مناطق مدينة رفح، ولا يجدون مكاناً آمناً يذهبون إليه نتيجة الملاحقة الإسرائيلية للمدنيين في كل مكان داخل قطاع غزة".      

تواصل إسرائيل شنّ حربها المستعرة للشهر السادس على التوالي على قطاع غزة

بدوره يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي شاكر شبات: إنّ "الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حكومة اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو، ليس لديهم نوايا حقيقية برغم الضغوط الداخلية والدولية المفروضة من أجل التقدم في التفاوض للوصول إلى صفقة تبادل أسرى، لأنّ الحكومة تواصل تبنّي سياسة إبادة السكان في قطاع غزة، ولا تنوي أيّ تسوية مع حركة حماس، لأنّ ذلك من وجهة نظر الحكومة انتصارٌ لحماس على إسرائيل".

وأشار شبات في حديثه لـ (حفريات) إلى أنّ "هناك حالة من الإحباط لدى السكان في قطاع غزة، وخاصة النازحين في جنوب القطاع، الذين عولوا على عودتهم إلى ديارهم في الشمال، بعد إصرار حماس على عودة النازحين الذين يواجهون ظروفاً هي الأسوأ على الإطلاق، مع استمرار الحرب وغياب أيّ حلول تنهي معاناة النازحين". 

ولفت المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أنّ "شهر رمضان يمرّ بشكل صعب على السكان في شمال قطاع غزة وحتى الجنوب، فعلى صعيد سكان الشمال تواصل إسرائيل استخدام سلاح التجويع ضد أكثر من (700) ألف مواطن يعيشون داخل مناطق غزة وشمالها، وهذا سيصعب على السكان إمكانية الصوم لانعدام الغذاء والمياه واعتماد السكان على أكل الحشائش وأوراق الشجر، مع نفاد ما تبقى من مخزون غذائي من البقوليات وغيرها من المواد التموينية الأخرى، أمّا في مناطق الجنوب، فالحياة داخل الخيام صعبة، وإمكانية تحضير وجبات الطعام أمر صعب، خاصة وجبات السحور التي تكون في الظلام الدامس مع عدم توفر وسائل إنارة لدى النازحين، كما أنّ غياب غاز الطهو يصعّب على النازحين إعداد وجبات الفطور" .   

وتواصل إسرائيل شنّ حربها المستعرة للشهر السادس على التوالي على قطاع غزة، مرتكبةً المزيد من المجازر والإبادة بحق المدنيين العزّل، ولا سيّما الأطفال والنساء منهم، وسط صمت دولي وعجز عربي عن لجم الجيش الإسرائيلي عن مواصلة عمليات القتل والإبادة بحق المدنيين العزّل.

مواضيع ذات صلة:

غزة على حافة مجاعة: طوابير طويلة من أجل كسرة خبز

-كيف ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟.. أبرز السيناريوهات




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية