زيارة محمد تكالة إلى تركيا خطوة جديدة نحو دعم حكومة الدبيبة

زيارة محمد تكالة إلى تركيا خطوة جديدة نحو دعم حكومة الدبيبة

زيارة محمد تكالة إلى تركيا خطوة جديدة نحو دعم حكومة الدبيبة


06/09/2023

بحث رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد تكالة مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في العاصمة أنقرة، خلال نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي، ملفات تمسّ الشأن السياسي محلياً وإقليمياً ودولياً، وناقشا مستجدات الوضع السياسي والاستحقاقات الانتخابية في ليبيا، وذلك في أول لقاء رسمي بين الجانبين، وفي أول زيارة خارجية رسمية للسيد محمد تكالة.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة عبر صفحته على (فيسبوك): إنّ زيارة تكالة لتركيا جاءت "تلبية لدعوة رسمية وجهت إليه من أنقرة". موضحاً أنّ الطرفين ناقشا خلال اللقاء "الشأن السياسي إقليمياً ومحلياً، بما في ذلك آخر المستجدات السياسية في ليبيا، بالإضافة إلى ملف الانتخابات الليبية.

في وقت سابق نشرت وزارة الخارجية التركية عبر حسابها على منصة (إكس)، صورتين للقاء فيدان وتكالة، دون ذكر تفاصيل بخصوص اللقاء.

وأضاف المكتب الإعلامي أنّ لقاء تكالة وفيدان تناول أيضاً "سبل تنمية التعاون المشترك بين الدولتين، وتطوير العلاقات الثنائية؛ بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين".

ويُعدّ هذا اللقاء أول زيارة خارجية رسمية لـ (تكالة) منذ انتخابه رئيساً للمجلس الأعلى للدولة مطلع شهر آب (أغسطس) الماضي، خلفاً للرئيس السابق للمجلس خالد المشري.

احتواء التوترات

هذا، وقد انتخب أعضاء المجلس الأعلى للدولة في 6 آب (أغسطس) الماضي مكتب رئاسة جديد برئاسة محمد تكالة، خلفاً لخالد المشري الذي تولى رئاسته (5) أعوام، عقب منافسة شرسة بينهما، الأمر الذي يدفع البعض نحو النظر إلى الزيارة أنّها تعكس حرصاً على توطيد العلاقات بين مجلس الدولة وأنقرة التي شابتها بعض التوترات خلال فترة رئاسة خالد المشري، الذي يعارض حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبدالحميد الدبيبة، بينما يرى البعض أنّ الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للدولة جاء بمباركة ودعم الدبيبة الذي يحظى بعلاقات جيدة مع الجانب التركي؛ ممّا يدفع نحو صياغة مقاربة جديدة في الغرب الليبي، تحظى بدعم الجانب التركي.

عبدالحميد الدبيبة

وفي وقت سابق التقى محمد تكالة بالسفير التركي لدى ليبيا كنعان يلمز، في العاصمة الليبية طرابلس، وبحث الطرفان ملف المصالحة الوطنية، وسبل تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، بالإضافة إلى تطورات العملية السياسية، ونتائج أعمال اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية (6+6)، ومسار تنفيذ الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني. وناقش تكالة مع السفير التركي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين؛ بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

التقى محمد تكالة بالسفير التركي لدى ليبيا كنعان يلمز في العاصمة الليبية طرابلس، وبحث الطرفان ملف المصالحة الوطنية، وسبل تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد

في هذا السياق، أشار الكاتب والباحث السياسي الليبي محمد عادل مطيريد إلى أنّ زيارة السيد محمد تكالة رئيس المجلس الاستشاري للدولة لتركيا، والذي يعتبر من أبرز حلفاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأكثر الداعمين له، تمثل مساراً جديداً في شكل التعاون الاستراتيجي بين العاصمة طرابلس والقوى الفاعلة، خاصّة حكومة الدبيبة وتركيا، بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية، ومنسوب العلاقات الجيدة التي وصلت إليه أنقرة مع الدول العربية، لا سيّما مصر التي تشاركها الاهتمام بالملف الليبي، والاشتباك مع كافة تفاصيله.

ويتابع الكاتب الليبي محمد عادل، في سياق تصريحاته لـ (حفريات)، بقوله: إنّ تلك الزيارة جاءت في وقت يحمل دلالات سياسية كثيرة على المستوى المحلي والدولي بشكل كبير، إذ عرفت الجغرافيا الليبية جملة من اللقاءات مع المبعوث الأممي، وسفراء الدول الفاعلة في المشهد الليبي، وكذا العمل من خلال مسار اللجنة المشتركة المكلفة بإعداد القوانين الانتخابية (6+6)، فضلاً عن أزمة اللقاء الذي جمع نجلاء المنقوش بوزير الخارجية الإسرائيلي بالعاصمة الإيطالية روما، وما استتبعه من توترات في العاصمة هدّدت استقرار حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبد الحميد الدبيبة، ولذلك من الصعوبة بمكان النظر إلى تلك الزيارة بمعزل عن كافة النقاط السابقة، وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على المشهد السياسي في ليبيا.

الضرورة السياسية تحتم التعاون بين الأطراف

يضيف الكاتب الليبي محمد عادل أنّه بالرغم من كون السيد تكالة من معارضي التعديل الثالث عشر للإعلان الدستوري، والذي بموجبه تعمل اللجنة المشتركة (6+6)، لكنّ الضرورة السياسية ستحتم على السيد تكالة التعاون والإيجابية مع مجلس النواب، ودفع الأمور نحو الأمام كلما كان ذلك حتمياً، ويرجع الباحث الليبي ذلك في تقديره  لكون مجموعة عمل السيد تكالة تقع في دائرة التأثير التركي، ولذلك لا يمكنهم الخروج عن الرؤى والمصالح التي تتبناها أنقرة في ذلك الشأن، وكذا الضغوط الهائلة التي تمارسها القوى الدولية والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص ضرورة تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية.

محمد عادل مطيريد: محمد تكالة بحث مسار العمل الذي من الممكن أن يؤدي إلى تعزيز موقف حكومة عبد الحميد الدبيبة، لكي يكون مستمراً في حكومة قادمة

وبخصوص كون تلك الزيارة قد تحمل رسائل ودلالات خاصّة بحكومة الوحدة الوطنية، ومستقبل عبد الحميد الدبيبة، خاصّة بعد أزمة نجلاء  المنقوش، أوضح الكاتب الليبي محمد مطيريد أنّ ثمّة تفسيراً منطقياً يميل ناحية الحكومة والدبيبة، ومهمة نقل رسائل خاصة من قبل الدبيبة، خاصّة بشأن التباحث في عمليه تذويب الخناق الدولي حول الحكومة ورئيسها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تبدو في حالة ضيق من المسارات التي مضت من خلالها في الفترة الأخيرة، وعدم قدرتها على ضبط الشارع، وانفلات السلاح في يد الميليشيات، الذي طال حياة السكان المدنيين في أحياء العاصمة الليبية.

ويختتم الباحث الليبي محمد عادل مطيريد تصريحاته لـ (حفريات) بقوله: إنّ هذه الزيارة ربما بحث فيها السيد محمد تكالة مسار العمل الذي من الممكن أن يؤدي إلى تعزيز موقف حكومة  عبد الحميد الدبيبة، لكي يكون مستمراً في حكومة قادمة، حتى ولو بصفة حكومة تصريف الأعمال التي أعلن عنها المجتمع الدولي والمبعوث الأممي عبد الله باثيلي في جلسة مجلس الأمن الأخيرة .

هيمنة أممية على الملف الليبي

من جانبها، تذهب نادية الراشد، العضو السابق في المؤتمر الوطني، إلى أنّ زيارة السيد محمد تكالة لتركيا لن تأتي بأيّ مستجدات جديدة في المسار السياسي الخاص بالمشهد  الليبي؛ كون كافة المؤشرات توحي بأنّ ملف ليبيا الآن يحظى برعاية دولية، ودعم مسار الاستحقاق الانتخابي من القوى الدولية، خاصّة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتستطرد الراشد في سياق تصريحاتها لـ (حفريات) لافتة إلى أنّ الدول الإقليمية وتركيا ليس لديها استطاعة فرض الحلول، ولكن في حدود قدراتها يمكنها العمل من خلال الأدوار المساعدة والوسيطة لتنفيذ المخرجات الدولية وقرارات الولايات المتحدة الأمريكية، التي تذهب نحو الاستحقاق الانتخابي والعمل على عزل الجغرافيا السياسية الخاصة بليبيا عن كافة الاشتباكات التي ترغب روسيا في توريط الساحة الليبية من خلالها؛ لتوسيع دائرة البؤر الساخنة، وتعقيد كافة الملفات الخاصة بها، على هامش الحرب الروسية الأوكرانية.

نادية الراشد: المجتمع الليبي اليوم يترقب تنفيذ الاستحقاق الانتخابي، وما يحتاجه ذلك من ضرورة فرض الاستقرار والأمن  في الشارع الليبي

أمّا بخصوص دلالات تلك الزيارة وتوقيتها، فتذهب نادية الراشد إلى التأكيد على أنّ تلك الزيارة لا تحمل أيّ جديد بخلاف ممثل الزيارة من الجانب الليبي السيد محمد تكالة، وبالتالي الزيارة  هي محاولة ورسالة لدعم السيد عبد الحميد الدبيبة للبقاء في السلطة كرئيس للحكومة، لا سيّما بعد الأزمات الأخيرة التي أحاطت بحكومته، مرة على المسار الأمني، وأخرى على المستوى السياسي.

وتختتم عضو المؤتمر الوطني السابق نادية الراشد حديثها لـ (حفريات) بقولها: إنّ المجتمع الليبي اليوم يترقب تنفيذ الاستحقاق الانتخابي، وما يحتاجه ذلك من ضرورة فرض الاستقرار والأمن  في الشارع الليبي، وكذا حتمية تشكيل الحكومة الجديدة  التي سيدعمها المجتمع الدولي، والتي ينبغي عليها أن تعمل على إخراج كافة القوات الأجنبية من البلاد، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، حسب ما جاء  بقرار مجلس الأمن الدولي (2556) في فقرته الرابعة التي تشير إلى ذلك، ودعم مسار عمل لجنة (5+5).

مواضيع ذات صلة:

لماذا يرفض إخوان ليبيا تنظيم الانتخابات الرئاسية؟

بعد بيان القيادة العامة للجيش الليبي... هل يسلم الدبيبة السلطة؟

رئيس الأعلى للدولة في ليبيا يستخدم الميليشيات الإخوانية لتمرير التعديل الـ (13)



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية