هذه مبررات فرنسا حول حظر العباءة في المدارس

بعد حظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس عام 2004، والنقاب في الأماكن العامة عام 2010، أكدت حكومة باريس أنّها ستحظر ارتداء العباءة في المدارس، بحجّة أنَّ هذا اللباس ينتهك القوانين العلمانية الصارمة في مجال التعليم بالبلاد.

وأعلن وزير التربية الفرنسي غابريال أتال أول من أمس أنّه "سيحظر ارتداء العباءة (العباية) في المدارس" في فرنسا، مشدّداً على سعيه لوضع "قواعد واضحة على المستوى الوطني" لمدراء المدارس.

فرنسا تحظر ارتداء العباءة في المدارس، بحجّة أنَّ هذا اللباس ينتهك القوانين العلمانية الصارمة في مجال التعليم بالبلاد.

ولدى سؤال الوزير عن المسألة التي تثير جدلاً منذ أشهر على خلفية حوادث على صلة بارتداء هذا اللباس، كشف أتال في تصريح لقناة (تي إف 1) أنّه يسعى "اعتباراً من الأسبوع المقبل" إلى لقاء مسؤولي المدارس لمساعدتهم في تطبيق هذا الحظر، مشدداً على أنّ "العلمانية هي حرية تحرير الذات من خلال المدرسة".

وتابع: "لدى دخولكم صفاً مدرسياً، يجب ألّا تكونوا قادرين على معرفة ديانة التلاميذ بمجرّد النظر إليهم".

مسألة ارتداء العباءة التي لا يعتبرها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية مظهراً دينياً، سبق أن أدرجت في تعميم لوزارة التربية الوطنية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

أتال: لدى دخولكم صفاً مدرسياً يجب ألّا تكونوا قادرين على معرفة ديانة التلاميذ بمجرّد النظر إليهم.

وجاء في التعميم أنّ العباءة تُعتبر على غرار غطاء الشعر والتنانير الطويلة، ألبسة يمكن حظرها في حال تم ارتداؤها "على نحو يظهر بشكل علني انتماء دينياً".

وبحسب مذكرة لأجهزة الدولة، اطّلعت (فرانس برس) على نسخة منها، فإنّ الانتهاكات للعلمانية في تزايد كبير منذ جريمة قتل المدرّس صامويل باتي في العام 2020 قرب مدرسته. إلى ذلك ازدادت المظاهر والألبسة الدينية، وهي تشكّل غالبية الانتهاكات للعلمانية، بأكثر من 150% في العام الدراسي الماضي.

ومنذ صدور القانون في 15 آذار (مارس) 2004 "تحظر في المدارس والكليات والمدارس الثانويات العامة المظاهر والألبسة الدينية التي يظهر من خلالها التلاميذ بشكل علني انتماءً دينياً".

انقسم المعسكران، اليمين واليسار، حول القانون؛ الأول يرحب بالقرار، والثاني يعتبره غير دستوريّ، ومخالفاً للمبادئ التأسيسية للعلمانية.

وقد لقي القرار ترحيباً في معسكر اليمين، وقال رئيس حزب (الجمهوريّين) إريك سيوتي على موقع (إكس)، (تويتر) سابقاً: "طالبنا مراراً بحظر العباءة في مدارسنا"، مضيفاً: "أرحّب بقرار وزير التربية الوطنية الذي يُثبت أنّنا على حقّ".  

أمّا في معسكر اليسار، فقد عبّرت كليمنتين أوتان من حزب (فرنسا الأبيّة) عن سخطها حيال القرار، عادَّةً إعلان أتال "غير دستوريّ"، وأنّه "مخالف للمبادئ التأسيسية للعلمانية"، وأنَّه من أعراض "الرفض المهووس للمسلمين" من جانب الحكومة.